روايه روعه للكاتبه هدير دودو
زمن و نبرة هادئة يملؤه الحنان
انا جيت قولت أفطر معاكي انهاردة و كمان عاوز أتكلم معاكي في كم حاجة كدة عشان نبقي واضحين مع بعض بس الاول يلا ناكل.
اومأت له هي برأسها دون ان تتفوه بحرف واحد مفضله ان تصمت حتى تستمع لما يريده هو و اتجهت جالسة بجانبه ثم بدات تتناول الطعام ببطء و شرود ما ان انتهوا من الطعام حتى هتف قائلا لها بتفهم و هدوء
انت عاوزة مين فيهم عاوزة تكملي حياتك مع مين ارغد و لا ماجد .. و خليكي واثقة ان انا هقف في ضهرك ايا كان اختيارك زي ما وقفت معاكي في حوار الجامعة و غصبت على ابوكي انه يسببك.
و انت بقا مختارة ارغد عشان راجل و هيحميكي و يفهم اللي حصلك من كم سنة و لا في حاجى تاني مش عاوزة تقوليها .. انت فكراني مش فاهم انا الحاجة دي بذات اللي افهمها من غير ما تتقال.
ابتلعت اشرقت ريقها و عضت على شفتيها بخجل قد اصبح وجنتيها مصبوغان باللون الاحمر متمتمة له بارتباك و خفوت
ضحك عابد عليها و على طيبتها قائلا لها بخبث و هو يغمز لها باحدى عينيه محاولا الا يضغط عليها
و مين قال انك بتحبي ارغد هو انا قولتلك كدة انت اللي بتقولي دلوقتي.
عضت على شفتيها و لم ترد عليه فضلت الصمت احترم عابد رغبتها و لم يضغط عليها لكنه قال لها بتفهم و هدوء محاولا ان يفهمها الامر
اخفضت اشرقت بصرها ارضا قائلة له بصوت منخفض و قد تجمعت الدموع في عينيها على وشك ان تسقط
مش طايقني و لا طايق يشوف وشي قدامه.. لتكمل حديثها بكسرة و استنكار مش عارفة انا عملتله ايه دة كمان من قبل الجواز و هو متجاهلنيمع أنه في الاول خالص لما كان لسة راجع كان بيعاملني حلو.
عقد عابد حاجبيه يدهشة و قد ظهر على ملامحه الاستغراب يخشى ان يكون ما قالته ابنته صحيحا قبل ان يهتف لها بهدوء و اطمئنان
حاولي معاه لغاية ما تفهمي ماله و انا هحاول و انشاء الله خير هو لسة محدش قاله او حكاله حاجة يعني لسة مش عارف.
اومأت له برأسها و عي تشعر بالانكسار و الذل لكنها تذكرت حديث الطبيبة احتضنها عابد بحنان قبل ان يخرج تارك اياها ټغرق في افكارها فهو لم يترك لها فرصة ان تتحدث يتحدث هو فقط دون ان يستمع لها.
على الجانب الاخر كان ارغد يجلس في مكتبه يعمل و امامه الكثير من الملفات التي سوف يراجعهم
جميعا كأنه ياخذ العمل وسيله للهروب من افكاره غير يعلم ما سوف يفعله معها يخشى فكرة رجوع ماجد بشدة رن فجاءة هاتفه قاطعه من التفكير. القي نظرة سريعة على شاشة هاتفه ليجد اسم والده هو المتصل.. التقط الهاتف و قام بالفتح عليه قائلا له بنبرة جاهد ان يجعلها هادئة فهو يعلم ان والده لم يصمت اليوم على نزوله الى الشركة
ايوة با بابا في حاجة عندك في البي..
لم يكمل جملته ليقاطعه والده الذي هتف قائلا له بصوت غاضب صارم بشدة فجميع من في الفيلا قد سمع صوته
بابا ايه و بتاع ايه و انت يهمك حاجة قومت الصبح نزلت و لا كأنك لسة متجوز ليكمل حديثه قائلا له بأمر صارم و لهجة غاضبة ارغد تعالى البيت فورا لم ينتظر رده بل اغلق الهاتف في وجهه.
مرر ارغد يديه في شعره ظل يكرر فعلته اكثر من مرة بعصبية شديدة كاد ان يقتلع خصلات شعره في يديه و نفخ قي الهواء امامه بضيق و حنق لينهض من على كرسيه و يغلق زر بدلته قبل ان يلتقط هاتفه متجها الى الخارج ليهتف قائلا لسكرتيرته الخاصة التي تدعى مريم بصوت عالى قوي و نبرة آمرة
ادخلي لمي الملفات و الحاجة لم ينتظر ردها و سار متجها الى الاسانسير الخاص به خرج ارغد من الشركة فتح له السائق باب السيارة باحترام شديد ركب ارغد و ركب السائق في الامام و سرعان ما انطلق و خلفه العديد من السيارات المليئة بالحراسة.. ما ان وقفت السيارة امام الفيلا حتى هبط منها سريعا متجها الى الداخل دون ان يتفوه بحرف واحد. ليجد والده امامه لم ينتظر عابد اياه حتى يجلس فهتف فور ان رآه هتف متسائلا اياه بصوت غاضب حاد صارم
انت مش اتجوزت امبارح و لا انا كان بيتهيألي مثلا او بقول كلام محصلش..
ضغط ارغد على يديه بقوة شديدة حتى ابيضت مفاصله.. محاولا التحكم في رده قبل ان يهتف قائلا له بحنق و ضيق
ايوة يا بابا اكيد مش جايبني من الشركة عشان تسالني سؤال زي دة ليسأله بنفاذ صبر في ايه يا بابا
اقترب منه عابد قائلا له بصوت عالى