السبت 23 نوفمبر 2024

رواية رائعة للكاتبة شيماء نعمان

انت في الصفحة 14 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز

ربنا مش شايفك ولا عارف انت بتتعمل ايه هو بس ساكتلك عشان بيديك فرصة تتوب وترجع عن طريقك اللى انت ماشى فيه ومع ده كله انت بتتمادى بس يكون فى علمك ربنا مش هيسكت كتير
حاولت العودة الى البيت ولكنه امسك بيدها بقوة صارخا بها انتى اتجننتى ازاى تكلمينى كده انتى فاكرة نفسك مين واحدة زيك جاية تعيش مع ناس متعرفهاش هتكون ايه ماكلكم كده بتظهروا بصورة الملاك الطيب وفى الآخر اتصطدم صدمة عمرى اوعى تكونى فاكرة ان الكلمتين دول هيدخلوا عليا انا حفظتهم كويس اوى 
اه بس لو سمعتهم من سارة لراجل تانى برضه هتقول عليها كده 
صړخ بها قائلا. اختى انسانة محترمة ومتربية وانا عارف اخلاقها كويس ومسحمش لحد يقول عليها ربع كلمة 
وهى سارة لوحدها المتربية سارة لوحدها اخلاقها كويسة الدنيا مليانة ناس كويسة وناس مش كويسة انت بس اللى عيناك بتدور على اللى انت راسمه ومش بتدور على الحقيقة بنات كتير كل همها انها تعيش مستورة تفضل محافظة على نفسها لحد اخر يوم فى عمرها يمكن انت مصدفتش اللى زى دول بس صدقينى سارة فى منها كتير اوى انت لا تعرفنى ولا تعرف ايه اللى وصلنى لهنا اتقى الله وخليك فاكر انه موجود بس لسه بيديك فرصة تصلح فيها اخطاءك بس ياريت تفوق لنفسك بدرى قبل فوات الاوان
تركته صامتا شاردا فى حديثها لم يكن ما يفعله يوما غائبا عن عقله يعلمه جيدا يشعر بصدق حديثها يعلم ان الله يراه ويرى افعاله يعلم ان اخطاءه تعدت حدودها بالفعل جلس على الارض ثم استلقى بجسده ينظر الى السماء الزرقاء فرد ذراعيه بجانبه وعقله سابح فى تفكير ينهش عقله بلا رحمة ولا هوادة
تركته وغادرت ولكن للحظة الټفت اليه رغما عنها راته نائما فوق الارض لا يتحرك سبقتها قدميه اليه حتى اقتربت منه بجزع
باشمهندس 
مازن
فتح عيناه بدهشة عندما استمع لصوتها يغزو اذنيه اعتدل فى جلسته ايه اللى رجعك 
شفتك نايم قلت انك تعبت او حاجة بس واضح انك بخير عن اذنك 
غادرت تصحبها عيناه يفرك وجهه وراسه بقوة حتى اتاه اتصالا هاتفيا اجابه بتعب ايوه مين 
ازيك يامازن
الحمدلله مين معايا
معقول تكون نسيت صوتى 
تذكرها على الفور فابتسم بسخرية قائلا مقدرش طبعا انسى صوتك يانسرين
ظلا يتحدثا سويا حتى اتتها الشجاعة 
مازن انا نازلة القاهرة بكره ايه رايك لو نتقابل هناك ونقعد مع بعض اكتر 
صمت قليلا شاردا يستمع الى طلبها وهو يعلم نواياها يعلم ان ماتفعله وحديثها معه ماهى الاخيانة لزوجها فكلما ابتعدت صورة الخېانة عن عيناه عادت وتجسدت امامه مرة اخرى وبقوة 
اعتقدت انه اغلق الهاتف تحدثت بصوت قلق مازن انت معايا
ايوه معاكى هتسافرى امتى 
ابتسمت بسعادة من موافقته السريعة بكره الصبح هنزل من هنا بس كل واحد فى عربيته مش عاوزة حد يشوفنى معاك عشان سالم 
ابتسم بسخرية اه طبعا كله الاسالم
هستناكى 
....................
دخلت سارة غرفة ايلين وجدتها تلملم ملابسها وتضعها فى حقيبة صغيرة استعداد للرحيل
ايلين انتى رايحة فين 
ابدا ياسوسو نازلة القاهرة 
انتفضت سارة بحزن ليه ياايلين هتمشى وتسيبنى 
اتجهت اليه ضاحكة لا ياحبيبتى مش همشى ولا حاجة كل الحكاية ان دنيا اختى كلمتنى وعرفت ان جوزها ساب البيت خلاص يعنى مش هشوفه ياسارة هروح اطمن عليها وبالليل ان شاء الله هكون هنا
بجد يا ايلى يعنى هترجعى 
اه طبعا باذن الله هو انا اقدر استغنى عنك ياساسو ده انتى بقيتى صاحبتى الوحيدة وسرى معاكى ولا ايه 
اه طبعا بس متتاخريش
مينفعش اتاخر عشان تيتة خدى بالك منها واديها علاجها فى وقته وان شاء الله مش هتاخر 
حملت حقيبة صغيرة فوق كتفيها وخرجت مع سارة من غرفتها قابلتها نرمين فى خروجها
ايه ماشية خلاص مش هنشوفك تانى 
تقدمت سارة منها عاقدة ذراعيها امام صدرها لا ياحبيبتى ايلين مسافرة القاهرة وراجعة تانى 
عقدت نرمين حاجبيها وهى تعرف ان مازن غادر منذ قليل للقاهرة متحججا بمقابلة اصدقاءه تاكدت انها ستقابله بعيدا عن البيت وماسفرها الا اتفاق بينهم حتى لا يشك احدا فى امرهم اخرجها صوت ايلين من افكارها وهى تودع سارة وهند عند باب البيت 
الټفت ودخلت غرفة والدتها فتحت الباب پعنف انتفضت كريمة بفزع
فى ايه
البت اللى اسمها ايلين مسافرة مصر
طب واحنا مالنا
جلست امامها پغضب ومازن باشا هو كمان سافر على مصر ياماما افهميها انتى بقى 
وقفت كريمة تمشى فى الغرفة بتفكير يعنى ايه فى بينهم حاجة ورايحين مصر الاتنين مع بعض 
وقفت نرمين امامها غاضبة ايوه اكيد فى بينهم حاجة الاتنين يسافروا فى نفس الوقت مصر اكيد بينهم حاجة وانا مش هسكت 
هتعملى ايه يعنى كنتى عملتى من زمان وخليته يرجعلك بعد عملتك 
هتشوفى هفضحهم الاتنين واقول للبيت كله على اللى بينهم
ڼهرتها كريمة بشدة غبية طول عمرك 
ليه بقى
عشان مازن مش هيفرق معاه انك تقولى ان فى حاجة بينه وبين البت دى ومش هياثر فيه وممكن يمشيها فى اى وقت هتفرق معاه فى ايه
يعنى ايه افضل ساكتة كده على عامليه وانكاره ليا لا انا متجوزة ولا مطلقة
ابتسمت كريمة بخبث هقولك تعملى ايه اول ما يرجع عشان تبقى مراته بجد
.......................
يمشى فى طريقه يقوده جزء من عقله اليها وجزء آخر يطالبه بالرجوع والعدول عن دنبه الذاهب اليه ولكنه لم يجد امامه الا الوصول اليه اجرى اتصالا بها وتاكد من العنوان وقف امام البناية الشاهقة مترددا للصعود عاد وركب سيارته وظل راقدا بها يمنعه شئ من الصعود شئ يحثه على العودة كما كان 
.........
احتضنت دنيا ايلين بشوق وهى تبكى كده ياايلين هنت عليكى تسيبنى كده 
خفت متصدقيش انى مظلومة وتصدقيه 
اجلستها بجوارها وهى تتمسك بها اكذبك انتى ازاى وانا عارفة كل اللى كان بيعمله 
اتسعت عيناها بدهشة عارفة....... وكنتى ساكتة يادنيا 
ڠصب عنى ديما كان بحس ان عطف عليا لما اتجوزته بعد ما كبرت فى السن واتاخرت فى الجواز كنت خاېفة يطلقنى وبعد ماكنت عانس ابقى مطلقة بس لحد ما قذراته وصلت ليكى قلت خلاص حتى لو مطلقة وافضل لوحدى احسن مليون مرة من انى اعيش مع واحد زى ده 
ربتت ايلين على كتفيها وبكفيها تمسح دمعة هاربة من بين جفنيها عشان خاطرى متعطيش مش بحب اشوفك تعيطى 
ضمتها دنيا اليها عمرك حنينة عليا ياإيلى من وانتى صغيرة
يادنيا عمرك اختى الكبيرة وبعد ماما الله يرحمها بقيتى امى كمان 
اعتدلت فى جلستها مبتسمة سيبنى بقى اقعد معاكى شوية قبل ماارجع المنصورة
برضه هترجعى ياايلين ماتخليكى معايا وصلاح غار خلاص يبقى لازمته ايه السفر 
ابتسمت ايلين قائلة سفر ايه بس دول كام ساعة وابقى هنا وبصراحة تيتة زينب محتاجانى جنبها 
اللى يريحك ياحبيبتى بس اقعدى بقى عشان عامللك اكلة انما ايه 
طب يلا بسرعة عشان هنزل بسرعة اروح لدكتور مصطفى عشان عاوزاه فى حاجة مهمة اوى 
...................
فتحت نسرين الباب لتجد مازن امامها ابتسمت له وهى تفسح له الطريق اتفضل 
دخل ينظر حوله امسكت بيده معاتبة كده اتاخرت عليا كتير اوى ولا لازم اطلبك عشان توافق تيجى 
وضع كفيه فى جيبه قائلا انا اصلا مكنتش جاى كنت هرجع تانى
نظرت اليه باستفهام ليه 
مش عارف كل اما اقرب الاقى نفسى برجع تانى 
اقتربت منه حتى التصقت
13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 51 صفحات