السبت 23 نوفمبر 2024

رواية رائعة للكاتبة شيماء نعمان

انت في الصفحة 13 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز

على جذع شجرة ضخمة قديمة اسندت رأسها اليها تنظر الى الانوار امامها تشعر بالوحدة فى بيتها وزوجة ابيها اصبحت هى السيدة الاولى للمنزل الآمرة الناهية 
لم تنتبه الى صوت جاء من خلفها حتى وقف امامها متنحنحا مساء الخير 
انتفضت من مكانها بهلع وكادت ان تسقط اسرع اليها يمسك بيدها انا آسف والله مكنتش اقصد 
ابتعدت بجسدها عنه وهى تنظر اليه تذكرته على الفور اخفضت رأسها بخجل لا ابدا محصلش حاجة
اقترب منها وعلى ثغره ابتسامة صغيرة هادئة ازيك عاملة ايه 
انا آدم فاكرانى 
اخفضت رأسها بتوتر اه فاكرة حضرتك
آدم طيب ملهاش لازمة حضرتك انا مش راجل عجوز يعنى
عائشة لا ابدا مقصدش 
آدم هو انتى واقفة لوحدك ليه
عائشة لا ابدا بس مش بحب جو الدوشة ده
آدم بصراحة ولا انا
الټفت لتبتعد عنه عن اذنك 
هم ان يقترب منها ولكنه تراجع طيب استنى هو انتى خاېفة منى 
الټفت اليه بدهشة وانا هخاف منك ليه كل الحكاية انه مينفعش نقف لوحدنا وانا محبش حد يتكلم عنى كلمة عن اذنك يااستاذ آدم 
كلماتها صارمة حازمة اوقفته ينظر اليها متاكدا انها هى من يسعى اليها منذ زمن هى من يريدها وعليه الاقتراب وعدم اضاعة فرصة اتت بقدميها اليه
وقف مازن مع سالم يتسامران ويتحدثان فى امور العمل نظراتهاتراقبه من بعيد تتفحصه تجد فيه شبابا لم تجده فى زوجها الذى اقترب من الخمسون تعلم انها تزوجته طمعا فيه وفى امواله ولكنها فى مازالت فى ريعان شبابها فلما تدفنه وتوارى عليه الثرى مع رجل اقترب فى عمره لوالدها اقتربت منهم تحمل له كوب من العصير تتمايل كحية رقطاء وقفت بجوار زوجها وهى تمد يدها اليه بالكوب اتفضل ياباشمهندس 
نظر اليها ملاحظا لتعابير وجهها وابتسامتها الخبيثة على جانب شفتيها مد يده اليها ملتقطا الكوب وهو يشكرها بلطف عاد لزوجها مرة اخرى يتحدثون فى اعمالهم حتى اوقفتهم متذمرة هو كل شوية شغل شغل النهاردة عيد ميلادى يعنى اجازة ممكن 
مازن انا اسف يامدام بس الكلام اخدنا معلش 
اعتذر منه سالم لاستقبال ضيوفه وقفت امامه كأن زوجها اتاح لها الفرصة للقرب منه
وانت متجوز مش كده ياباشمهندس 
توقفت الكلمات فى حلقه وانزل كوب العصير من فوق شفتيه اه تقدرى تقولى كده
يعنى ايه متجوز او مش متجوز 
ماانا قلتلك تقدرى تقولى متجوز 
ايه هى مزعلاك ولا ايه
ابتسم بسخرية متذكرا اياها متذكرا حبها الذى قټلته فى لحظة بغدرها
ابتسم لها بثقة وهو يقترب منها بخبث انا محدش يقدر يزعلنى 
نظراته تعابير وجهه الجذابة جعلتها تسرح فى عيناه تراه شابا فى عزه يليق بشبابها 
ترقص معايا
اندهش من طلبها ولكنها من اعطت اليه الفرصة فلمالا 
تحت امرك اتفضلى 
جذبها اليه يحيطها بيده ذراعيها تعرف طريقها اليه تراقصت معه كانها منفصلة عن العالم ومافيه نظراتها الواضحة افشت ما يدور بخلدها وهو يعرفه جيدا يعلمه ويعلم ما تفكر به 
تعرف انا من ساعة ماشفتك وحسيت فيك حاجة غريبة
ايه هى معرفش
عادى 
لا مش عادى انت مختلف عن اللى قابلتهم قبل كده شاب وشخصيتك واضح جدا انها قوية وكمان 
سكتت وانتظر ردها فاكملت بصوت هادئ ناعم ووسيم 
ضحك قائلا بثقة دى حاجة انا عارفها 
رفعت حاجبيها بدهشةده انت واثق اوى 
اقترب منها اكثر حتى اصبح ملاصقا لها زى ماانا واثق انك معجبة 
اخرستها جملته فتوقفت عن الرقص وهى تنظر اليه بدهشة انت بتقول ايه
بقول اللى عايزة تقوليله ولا ايه رايك
راى انك جرئ اوى وقليل الادب 
ضحك مرة اخرى فاستفزها اكثر ابتعدت عنه بخطوة للوراء فجذبها اليه بقوة واقترب من اذنها هامسا وانتى عجبانى اكتر 
افلتت منه وابتعدت تلاحقها نظراته وابتسامته الساخرة حاولت ان تتأقلم مع جو الحفلة والانخراط مع ضيوفها ولكن من لحظة لأخرى تبحث عنه فتجده مشغولا ثم يعود وينظر اليها ويبتسم لها فتبتعد عنه مرة اخرى بعيناهاانتهت الحفلة ورحل بصحبة آدم مودعا سالم كل منهم سارحا فى عالم آخر آدم انشغل عقله بعائشة وكيف انجذب اليها من مرتين فقط اهو مجرد اعجاب ام حب من اول نظرة
اخرجه مازن من شروده ايه ياآدم روحت فين 
هاااا لا مفيش ماانا معاك اهوو
معايا فين ياعم ده انت شكلك وقعت ولا حد سما عليك 
مازن سيبك منى بس انت كنت فين شفتك بترقص مع مدام نسرين استغربت 
ليه
يعنى عشان جوزها على الاقل 
ضحك بسخرية وهو يتذكرها وكيف كانت سهلة المنال له ولكنها تحاول ان تبدو بمظهر مختلف التف لاخيه قائلا دى هى اللى عرضت عليا انها ترقص معايا
اتسعت عينا آدم بدهشة معقول لالا دى جريئة اوى 
مش قلتلك ياآدم متديش ثقتك لحد اهى واحدة متجوزة وبكلمة منى سهل اوى تخون جوزها 
لالا يامازن ابعد عنها احسن ملكش دعوة بيها الا كده ده حرام 
نظر لاخيه للحظة كانه ينبهه لشئ هو يعلمه جيدا يعلم انه مخطئ يعلم انه يرتكب جرم فى حق ربه وحق نفسه وكم من نفوس ضعيفة تهاوت فى بحر من الذنوب كلما ارادت الخروج والتوبة عادت اليه من جديد بذنب اكبر وافظع 
ايه يامازن سرحت فى ايه 
التف لاخيه وكانه انتبه لوجوده مفيش ياآدم اطلع نام انت انا سهران شوية
طيب تصبح على خير
رواية رائعة للكاتبة شيماء نعمان الجزء الثالث
الفصل الثامن و الفصل التاسع
الفصل الثامن 
.....................
ايام تمر عليه وهو مازال حائرا فى دنياه حرب شرسة تدور بين القلب الذى يرفض كل ما يفعله معلنا رفضه اما العاقل الذى انقسم الى فريقين جزء منه يحرضه على افعاله وجزء آخر يتحد مع قلبه فى انكار كل ما يفعله اتحاد غير متكافأ فمن سيسيطر ومن سيتحكم فيه
راها تمشى بهدوء تتحدث فى هاتفها رأى نظرة الحزن فى عيناها وقطرات دموع افلتت منها رغما عنها لا يعلم لما كل هذا ماشعر به هو قدامه التى اخذته اليها اتجه نحوها ولم تشعر به استمع الى اخر كلماتها وهى تتحدث الى شقيقها ولكنه اعتقد انه شخص لها علاقة به يمكن ان يكون حبيب غائب عنها تاركا ايها وحدها 
انا محتاجالك اوى والله وعايزك تنزل 
................
حاضر ياحبيبى بس عشان خاطرى حاول تاخد اجأزة بسرعة 
..............
خلاص هسيبك دلوقتى خد بالك من نفسك سلام 
الټفت لتعود للبيت اصطدمت به شهقت بفزع اقترب منها اكثر بابتسامة خبيثة على ثغره ايه بتكلمى حبيبك ولا البوى فريند بتاعك 
ابتعدت عنه وهى لا تفهم عما يتحدث نعم يعنى ايه 
ابدا شايفك بتتكلمى مع الموبيل وعايشة حالة حب هيكون ايه 
ضمت حاجبيها پغضب وهى ترفع اصبعها فى وجهه بحذر انت مالك ومالى ملكش دعوة بيا انا لا بتاعت بوى فريند ولا كلام فارغ من ده ثم انت اصلا تتدخل ليه 
اقترب منها مرة اخرى يعنى عشان لو كنتى محتاجة راجل انا موجود 
ضاقت عيناها بعدم فهم يعنى ايه 
مد يده يمسك بكفيها يعنى ممكن اكون مكان حبيبك اللى غايب واوضتى فاضية مستنيكى فى اى وقت 
ماكان منها الا انها رفعت كفها لټصفعه پغضب انت حيوان ومتعرفش تتعامل غير مع الحيوانات انت فاكرنى ايه انا اشرف منك ومن اللى تعرفهم انا لو كنت اختك هتبقى فرحان لو واحد يقولها تعلاليلى اوضتى انت ايه يااخى شايف ايه فاكر ان الدنيا ماشية على مزاجك تغلط وتفترى على خلق الله وفاكر ان
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 51 صفحات