عيناكِ. بقلم سارة علي
ترمقه بنظرات حزينة شعر بها فإقترب منها محاولا السيطرة على غضبه بسبب ما فعلته وسألها بنبرة متشنجة..مالك يا ربى.. وايه الشنطة دي..
أجابته بنبرة باردة..مسافرة..
سألها متعجبا مما قالته..مسافرة فين..!
ردت بهدوء مقتضب..راجعة من المكان اللي جيت منه يا أمير..
سألها بصوت ثابت متزن..ليه..!
..كده احسن ليا وليك..
تأملها قليلا متأملا عينيها المنتفختين وملامحها المرهقة لقد أذاها دون قصد ولكنه لم يكن قاصدا أن ينساها أو أن يحب غيرها..كل شيء حدث دون إرادة منه أو تخطيط..انا اسف.
بها أمير بنبرة صادقة لتهتف بجدية وصمود..متعتذرش يا أمير اللي حصل حصل واللي حصل مكانش بإيدك..
..هو مكانش بإيدي فعلا
أكد أمير لها ما قالته لتومأ برأسها متفهمة قبل أن تهتف بإعتذار..انا اسفة إني بلغتها خبر جوازنا بالشكل ده انا كنت متعصبة ومش عارفة بعمل ايه..
..حصل خير قدرت أتلافى الموضوع وأهو عدا على خير..
أجابها وهو يتأملها مليا..كنت عند ربى..
لمعت عيناها بشراسة وهي تجيبه..بتعمل ايه عندها..
..تالا ممكن نتكلم شوية..
هتف بها أمير وهو يحاول مسكها من ذراعها لتبعد ذراعها منه وتعقد ذراعيها أمام صدرها وتهتف بحزن..يعني خرجت وحبستني هنا وكمان كنت عند مراتك التانيه..
قاطعه بسرعة..مش عايزة اعرف راجل رايح لمراته هيعمل ايه عندها مثلا..!
ابتسم رغما عنه بسبب غيرتها الواضحة عليه قبل أن يهتف بهدوء جلي..ربى طلبت الطلاق...
لمعت عيناها رغما عنها وهي تسأله بلهفة..بجد.. وانت عملت ايه..
أجابها بعد صمت استمر لفترة طويلة قاصدا منه أن يخيفها..طلقتها..
أبعد أنظاره من فوق شاشة الحاسوب وتمتم بهدوء..نعم..
..إيه رأيك أعملك أنا العشا النهاردة..
قالتها بترجي شديد فهي تتمنى أن تتصرف مثل أي زوجة طبيعية وتجهز طعام العشاء له لكنه عارضها كالعادة وهو يبرر لها..يا حبيبتي قلنا اهم حاجة دراستك دلوقتي لما تخلصيها ابقي اطبخي براحتك وانا هطلب العشا من المطعم اللي بتحبيه كالعادة..
زمت شفتيها بعبوس ليقول لها بخبث..الحق عليا إني بحاول أريحك واخلي وقتك كله للدراسه عشان تجيبي المجموع اللي بتتمنيه وتنجحي بتفوق..
وجد عينيها تلمعان كالعادة حينما يأتي على ذكر موضوع التفوق والمعدل العالي لتهتف أخيرا بإقتناع..معاك حق الدراسة دلوقتي اهم من اي حاجة دلوقتي..
ابتسم بهدوء ليكمل بجدية..قوليلي يا تالا حابة تدخلي كلية ايه بما إنك السنة الجاية ثانوية عامة وكده يعني..!
أجابته بعدما أطلقت تنهيدة طويلة..صيدلة حابة ادخل صيدلة..
..حلوة الصيدلة جدا..
قالها داعما إياها في رغبتها لتبتسم بسعادة...سمعا صوت جرس الباب يرن فنهض أمير لفتحه ليجد كرم أمامه رمقه بنظرات جامدة قبل ان يخرج إليه ويغلق الباب خلفه..هتف كرم بإحراج..مش هتقولي اتفضل..
رد أمير بحدة..لا مش هقولك خير..عايز ايه..
أجابه كرم بخفوت وخجل شديدين..انا جيت عشان أعتذرلك انا والله ما كنت اعرف انوا ماما جايبة مراتك بتشغلها عندنا هي بس طلبت مني أروح أبلغك بالكلمتين دول وأنا نفذت..
عقد أمير ذراعيه أمام صدره وقال..ودي خطة جديدة منكم ولا ايه..!
زفر كرم أنفاسه بضيق وقال..يا أمير انت مش واعي للي بتعمله دي وحدة كانت بتشتغل خدامه عندك انت واعي للي بتقوله..
صاح أمير بها بتحذير..لحد تالا وتلزم حدودك يا كرم دي مراتي عارف يعني ايه مراتي..!
نظر إليه كرم بضيق قبل أن يهتف ببرود..بس خدامة وماضيها هيفضل ملاحقها يا أمير وانت من حقك تكون ام اولادك ست ليها ماضي نظيف..
رد أمير بقرف منه ومن تفكيره..انا مش مصدق طريقة تفكيرك هي تالا كانت بتعمل ايه بالضبط.. دي كانت بتشتغل شغلانه شريفة شغلانه تحمي سمعتها وشرفها بس هي طبعا مش هتعجبك لانها مش زي الصايعات اللي انت بتعرفهم..
..انا جيت عشان أعتذر بس واضح إنوا وجودي غير مرغوب فيه عن إذنك..
قالها كرم وهو ينسحب من المكان تاركا أمير لوحده والذي رن هاتفه بعد لحظات
بإسم فراس..أجاب على الإتصال وهتف به بنبرة متعبة..اهلا يا فراس خير..!
أجابه فراس بجدية..لقيت ابن عن مراتك يا أمير..
..هو فين..!
سأله أمير بعصبية مكتومة ليرد فراس بجدية..تمام هديهولك بس احكيلي انت عايزه فإيه..
زفر أمير نفسه بضيق وقال ببرود..هبقى احكيلك بعدين المهم اديني العنوان..
أعطاه فراس العنوان فأغلق أمير الهاتف في وجهه واتجه عائدا الى شقته..دلف أمير مسرعا إلى شقته وإتجه نحو غرفة نومه تحت أنظار تالا المتعجبة..أخرج مسدسه من الخزانة ووضعه داخل جيب بنطاله ثم أجرى إتصالا سريعا بمجموعة من الرجال الذين إتفق معهم مسبقا على أن يجهزوا أنفسهم للهجوم عليه..طلب منهم أن ينتظروه عند منزله ثم خرج مسرعا من الشقة غير أبه بنظرات تالا الحائرة وقلقها مما يحدث..ركب أمير سيارته وقادها متجها الى المكان المنشود..وصل إلى هناك ليجد رجاله ينتظرونه على بعد مسافة من المنزل..أشار برأسه لهم طالبا منهم أن ينتظروه هنا ثم إتجه نحو المنزل الصغير للغاية وطرق على الباب لتفتح له والدة حسن الباب بعد لحظات..شهقت بقوة وهي تحاول غلق الباب في وجهه لكنه دفعها بقوة ودلف الى الداخل صارخا بصوته الجهوري المخيف..ابنك فين.. حسن فين..
خرج حسن من غرفته ليتفاجئ بأمير أمامه فقال على الفور..لو عملتلي اي حاجة انا هنشرلك الفيديوهات بكل حتة..
جذبه أمير من قميصه ولكمه بقوة قبل أن ېصرخ به..بتهددني يا حيوان فاكرني هخاف من تهديداتك..
سقط حسن أرضا ليعاود أمير جذبه نحوه ولكمه عدة مرات وسط صړاخ والدة حسن وأخواته..أخرج أمير المسډس من جيبه بعدما هلك حسن تماما ثم صوبه نحوه لتقترب منه والدة حسن وتتوسله..ارجوك متقتلوش ده ابني