عيناكِ. بقلم سارة علي
الخدامة..
قالتها بملامح كارهة مشمئزة ليردعها أمير على الفور..ياريت تتكلمي عنها بإسلوب كويس تالا مراتي ومش هسمح لأي حد إنو ېهينها أو يقلل منها..
اقتربت نحوه بخطواتها الباردة وقالت بلهجة كارهة..طول عمرك متسرع فقراراتك وبتحب تبص للي هما اقل منك بكتير ياما قلتلك بص للي من مستواك بس انت اختياراتك دائما كانت غلط..
كاد أن يجيبها ويخبرها لما عرفه عنها لكنه تراجع في اللحظة الاخيره وهو يفكر أن هذا ليس الوقت المناسب...سيخبرها ولكن ليس الأن..وجدها تتحرك خارج الغرفة قبل ان تقف للحظات تستدير بعدها نحوه ترميه بنظراتها الثانيه قبل ان تقول..خد بالك من تصرفاتك يا أمير بلاش تتسرع فيها..
كانت تالا تسير داخل غرفتها ذهابا و إيابا تفكر في أمير الذي يجلس في الخارج يتابع التلفاز بينما هي تشعر بالخجل والتردد الشديد من رؤيته..منذ أن عادا سويا الى المنزل وهي تلتزم غرفتها ترفض أن تخرج منها...ما حدث ليلة البارحة ترك أثرا كبيرا داخل أعماقها أثرا يكبر بداخلها تدريجيا ويحتل جزءا من قلبها..سمعت صوت طرقات على باب غرفتها فإنتفضت كليا بينما أمير ينادي عليها بهدوء..تالا مش هتخرجي..
سمعت صوت خطواته وهي تبتعد تدريجيا عنها فتنفست الصعداء وهي تجلس على سريرها عاقدة ذراعيها أمام صدرها تفكر في حل لهذا المأزق...في نهاية المطاف قررت أن تخرج وتقابله بوجه عادي هي زوجته وما حدث البارحة شيء طبيعي بين أي زوجين...تنهدت بصمت وهي تفكر بأنهما ليسا كأي زوجين بل يختلفان تماما عن أي إثنين تزوجا بشكل طبيعي..نهضت من فوق السرير ووقفت أمام المرأة تتأمل فستانها الأحمر القصير بملامح قلقة هل هو جميل عليها..! نهرت نفسها وهي تفكر بأنه لا داعي لهذا التفكير..سارت بخطوات بطيئة خارج الغرفة وجدت أمير جالسا في مكانه واضعا قدما فوق الاخرى..هي مش الليلة راس السنه..!
ابتسم بخفوت قبل ان يهتف بنبرة مريرة..انا مليش اهل يا تالا..
..انت يتيم..
سألته ببراءة ليزفر نفسا خاڤتا قبل أن يهز رأسه نفيا ويكمل بجدية..لا مش يتيم بس اعتبريني كده..
تطلعت إليه
بنظرات مترددة حائرة ليهمس بإسمها قائلا..تالا ممكن تجي تقعدي جمبي..
توترت كليا وهي تجلس بهذا الوضعيه جانبه وشعر هو بتوترها فشدد من إحتضانها وأغمض عينيه مستنشقا عبير رائحتها...هي الأمان في دنيا لا أمان فيها..فتح عينيه مرة أخرى وقال..تالا..
..نعم..
..زي ما تحب..
تطلع إليها بإبتسامة وقال بحماس تملك منه فجأة..قومي غيري هدومك..
نهضت بسرعة من مكانها واتجهت الى غرفتها أخرجت من الخزانة ملابس خروج وارتدتها بسرعة قياسية...اما أمير فنهض هو الاخر من مكانه واتجه نحو الحمام غسل وجهه بالمياه الباردة ثم جففه بالمنشفة خرج من الحمام وارتدى معطفه ليجد تالا تخرج من غرفتها بعد لحظات فمسك كف يدها وسار بها خارج الشقة...
في احد المطاعم الراقية...جلسا كلا من امير وتالا على احدى الطاولات الموجودة في المكان...تقدم النادل منهما وهو يحمل المياه لهما ثم وضع قائمتي الطعام أماميهما...بدأ أمير يقرأ قائمة الطعام حينما انتبه الى تالا الشاردة فسألها..رحتي فين يا تالا..
أفاقت من شرودها على سؤاله لتجيبه بإبتسامة خاڤتة..معاك..
..تحبي تاكلي ايه..
سألها بجدية لتجيبه ببساطة..مش عارفة اطلب لينا اللي انت حابه..
ابتسم لها ثم أشار الى النادل كي يأتي ويأخذ طلباتهما...سجل النادل طلباتهما ورحل بينما تحدث امير قائلا..اخبار دراستك ايه..!
أجابته بخجل..كويسة..
..هتفضلي تتكلمي بشكل رسمي معايا..!
سألها بضيق مصطنع لتقول بسرعة..لا والله مش كده..
ضحك بخفوت وقال..طب اتكلمي معايا قولي اي حاجة..
اقول ايه..!
سألته بحيرة ليرد بجدية..احكيلي عنك انا معرفش اي حاجة عنك يا تالا..
نظرت إليه بهدوء وقالت..أحكيلك ايه بالضبط..!
..هو والدك ووالدتك ماتوا لما كنتي صغيره..!
اومأت برأسها وقالت..لما كان عندي سبع سنين وسابوني مع عمي ومراته مكانش ليا حد غيرهم..
..كانوا بيعاملوكي وحش مش كده..!
هزت رأسها وقالت موافقة كلامه..ايوه وحش جدا..
صمت ولم يقل شيئا بينما أكملت هي بصوت حزين..ماما كانت من عيلة غنية جدا وأبويا كان راجل على قد حاله حبوا بعض جدا واتجوزوا ڠصبا عن اهلها ومن ساعتها قاطعوها هي تحملت حاجات كتير جدا بسبب حبها لأبويا...
..ماتوا ازاي..!
..حاډثة عربية...
اومأ براسه متفهما بينما تقدم النادل منهما ووضع الطعام أماميهما...مسحت تالا على وجهها برفق ثم وجدت امير يبتسم لها فبادلته ابتسامته وبدأت تتناول طعامها...دلف كلا من امير وتالا الى الشقة بعد سهرة طويلة قضوها في الخارج..اغلق امير باب الشقة واتجه الى الداخل ليجد تالا واقفة تتوسط صالة الجلوس عاقدة ذراعيها أمام صدرها..اقترب منها واضعا كفيه على كتفيها ليشعر بإرتجافة جسدها الشديدة..التفتت نحوه ترمقه بنظرات مضطربة ليقبض بكف يده على ذراعها ويجذبها نحوه مقربا مقبلا إياهما بشغف شديد انتظره طوال الليلة..بادلته تالا قبلته بنفس الشغف فهي اعتادت على قبلاته الدافئة لها دون أن تعي سبب هذا التعود...توقف عن تقبيلها بعد لحظات لينظر إلى عينيها فيجدها كما اعتاد أن يراهما دافئتين حنونتين...انحنى نحويهما وطبع قبلة دافئة على كلتيهما قبل أن يبتعد عنها قليلا ويمسك كف يدها ويجرها خلفه نحو غرفة نومه فتسير وراءه دون وعي او ارادة منها...دلفا الى داخل الغرفة ليغلق امير الباب خلفيهما ويجذبها نحوه على السرير..أخذ يمرر كف يده داخل خصلات شعرها الحمراء بشوق ويقبلها برفق وحنو بالغ....مر الوقت عليهما سريعا وكلاهما غارقا في الأخر لا يشعر بأي شيء يدور حوله...انتهى كل شيء وابتعد عنها أمير لاهثا وبالرغم من كل شيء لم يستوعب نهاية ما حدث فتالا لم تكن عذراء...كانت تتطلع إليه بحيره وخوف شديدين..ما الذي دهاه ليصبح هكذا..
..ايه..
سألته بنبرة مرتجفة بينما عيناها ترمشان بتوتر كانت نظراته مخيفة بشكل لم تستوعبه..ازاي..
سألها بصوت متحفز ليرتعش جسدها كليا بينما هو يقترب منها ويقبض على ذراعها بكفه مكملا بنبرة عالية..ازاي مش بنت.. ازاي..
جحظت عيناها بعدم تصديق وقد استوعبت لتوها ما حدث..هي ليست عذراء فلا يوجد شيء يدل على عذريتها..ولكن كيف..! كيف ولم يمسسها رجل قط.. هطلت الدموع من عينيها لا اراديا وهي تهتف بصوت باكي متلعثم..معرفش والله معرفش..
..يعني ايه متعرفيش..!
صړخ بها بصوت قاسې اهتز جسدها ړعبا منه لتكمل بنبرة متوسلة..والله يا امير معرفش والله..
اخذ يدور داخل اركان الغرفة عدة مرات بينما عقله يفكر بهذه الحقيقة المرة..اما هي ما زالت تبكي على السرير فيبدو ان سعادتها انتهت قبل ان تبدأ...توقف اخيرا في مكانه واخذ نفسا عميقا قبل أن يقرر أخيرا سماعها فهتف بها بصوت جامد انتبهت هي له على الفور..احكيلي كل حاجة من غير كدب..
..والله معرفش اي حاجة والله ماعرف..
كانت ترجوه ان يصدقها ألا يظلمها..أشاح بوجهه بعيدا عنها محاولا ألا يتأثر ببكائها ونبرة التوسل الخالصه في صوتها...عاد بعد لحظات ببصره ناحيتها فهتف بقوة..انا هاخدك عند الدكتوره هي تكشف عليك وتحدد اذا كنتي بنت
اولا..
اومأت برأسها دون رد وهي تدعو الله أن ينصرها هي