عيناكِ. بقلم سارة علي
لم تفعل اي شيء ولا تدرك اي شيء كيف حدث هذا..! كيف.. لا تعرف كيف مر الوقت عليها وهي تغير ملابسها وترتدي ملابس الخروج تجمع شعرها الطويل بتسريحة مبعثرة وتخرج خلفه متجهة معه الى مكان الطبيبة في الطريق الى هناك التزم كلاهما الصمت...ظلا صامتين دون أي كلمة تقال وصلا اخيرا الى عيادة احدى الطبيبات فهبطت تالا من السيارة تتبع أمير اتجها سويا الى الطبيبة ليدلفا إليها بعد حوالي ثلاث ارباع ساعة من الانتظار...استقبلتهما الطبيبة بإبتسامة مرحبة سرعان ما اختفت وهي تلاحظ منظر تالا الباكي المثير للشفقة وملامح وجه أمير المتجهمة..اتفضلوا..
أشار أمير الى تالا الباكية وقال..تالا تبقى مراتي واحنا جايبنلك عشان تكشفي عليها..
..ليه.. هي مالها..
نظر أمير الى تالا بتردد قبل أن يعاود النظر الى الطبيبة وإخبارها بكل ما حدث بالتفصيل..نظرت الطبيبة الى تالا بعدما انتهى امير من حديثه وقالت..طب اتفضلي يا مدام تالا على سرير الكشف..
قاطعها أمير فجأة وقد تولد الأمد لديه للحظات..هو ممكن يكون اڠتصاب..
هزت الطبيبة رأسها نفيا وقالت بهدوء..لا مش اڠتصاب...
خرجت تالا في نفس اللحظة بعدما انتهت من هندمة ملابسها لتهتف بصوت عالي باكي..كدب الكلام ده كدب انا معملتش حاجة والله..
جلست ربى على الكرسي الذي أشار أمير عليه بينما أكمل أمير برسمية..تشربي ايه..
هزت رأسها نفيا وهي تقول بشكر..شكرا مش جاية عشان اشرب...
تطلع إليها بنظرات حائرة وقال..اتفضلي يا ربى انا سامعك..
تنحنت ربى وقالت بحزن ظهر جليا داخل عينيها وعلى نبرة صوتها..انا جايك عشان اودعك..
..تودعيني..!
سألها أمير مندهشا من سرعة رحيلها فهي أنت منذ يومين لتكمل وهي تومأ برأسها..انا كنت جاية هنا لسبب معين والسبب ده معادش موجود...
ثم اكملت بصوت متحشرج..انا بس نفسي انك تصدقني ومتشكش فكلامي انا مكانش عندي اي سبب يخليني اسيبك او اتخلى عنك انا كنت مستعده احارب الكل عشانك..
ظل امير صامتا ولم يقل شيئا فسألته بصوت مټألم..مش هتقول حاجة..!
تنهد وقال..انا مصدقك يا ربى...
هطلت الدموع
من عينيها لا اراديا بينما تكونت ابتسامة راحة على شفتيها لتهمس بعد لحظات وهي تنهض من مكانها..اشوف وشك بخير يا امير..
أخذ أمير ينظر اليها بنظرات غريبة بينما التفتت هي نحو الباب وتقدمت اليه لكنها توقفت في مكانها وهي تستمع للكلمة الوحيدة التي نطقها..تتجوزيني..
التفتت نحوه على الفور ترمقه بنظرات مذهولة غير مصدقة لينهض من مكانه ويقترب منها قبل ان يقف امامه ويهتف بجدية..انا عايز اتجوزك يا ربى...
..ليه..!
سألته بصوت مرتجف ليرد بهدوء وصراحة مطلقة..لإنك تستحقي إني أتجوزك..
..بس انت متجوز..
قالتها بحزن شديد ليرد بقوة..ايوه متجوز وتالا مراتي وانت هتبقي الزوجة التانيه
..بتحبها..!
ارتجف قلبه ما ان سألته هذا السؤال لسبب يجهله لكنه رد بسرعة..دي حاجة تخصني انا عايز جوابك يا ربى عشان انظم اموري واضبط اللي جاي...
ابتلعت ريقها وقالت بينما عيناها تنظران إليه بحب شديد..موافقة..
في احد المطاعم الراقية كان يجلس ينتظر قدوم صديقه فراس بعدما إتصل به وأراده في أمر عاجل...تقدم فراس منه بعد انتظار طال لربع ساعة وهو يبتسم بمرح قبل ان يلقي التحية عليه ويجلس بجانبه قائلا..واخيرا شفتك مختفي فين يا عم..
ثم اختفت إبتسامته وهو يرى التجهم يسيطر على ملامح أمير فهتف متسائلا بقلق..مالك يا امير.. فيك ايه..
..ربى رجعت..
قالها أمير بجمود لتتسع عينا فراس پصدمة وعدم تصديق هز رأسه نفيا وقال..مستحيل رجعت امتى وازاي..!
أجابه أمير بهدوء..رجعت من يومين..
..ليه.. رجعت ليه..
سأله فراس بضيق ليرد أمير بجدية..عشاني رجعت عشاني..
زفر فراس أنفاسه بضيق جلي وقال..احنا كنا ناقصينها
ثم أكمل بتساؤل متطلعا الى حالة أمير ووضعه..وانت مالك كده كل ده عشان ربى رجعت
..انت عارف ربى سابتني ليه..
عقد فراس حاجبيه متسائلا بحيرة..ليه..!
أجابه بكلمات متلكأة..امي السبب بعتت واحد اڠتصبها وصورها معاه...
جحظت عينا فراس پصدمة وعدم تصديق هل يمزح أمير معه..هذه مزحة لا تصدق بكل تأكيد..انت بتتكلم بجد..!
سأله فراس بنبرة باهتة ليرد أمير بإيماءة من رأسه فيردف فراس..معقول كده معقول فيه حد يعمل كده...!
اومأ أمير برأسه قبل ان يكمل..انا عرضت عليها الجواز وهي وافقت..
..تتجوزها ليه..!
سأله فراس پصدمة ليرد أمير بهدوء جلي..يمكن عشان كنت سبب غير مباشر فإغتصابها او يمكن عشان امي كانت سبب إغتصابها..
زفر فراس أنفاسه بضيق ثم قال بلهجة جادة..طب يعني