عيناكِ. بقلم سارة علي
هتتجوزها فتره وتطلقها ولا إيه النظام..!
قال امير بسرعةمش هطلقها إلا لو هي طلبت الطلاق..
..يعني جوازكم هيكون جواز عادي..
سأله فراس مصډوما ليومأ أمير برأسه وهو يقول بجدية..انا مش هظلم ربى يا فراس كفاية الظلم اللي شافته لحد دلوقتي..
..طب وتالا..!
اضطربت ملامحه كليا وهو يستمع الى سؤال صديقه..
رد اخيرا بهدوء ظاهري يعاكس ثورة المشاعر التي تأججت داخله..تالا حالة خاصة هي مراتي الاولى وهتفضل كده..
صډمه سؤاله للحظات لكنه أجابه بثقة شارحا ما يدور في داخله..مش عارف بس مش عايزها تبعد برتاح وانا معاها تالا ففترة صغيرة بقت كل حياتي يمكن هتستغرب من كلامي ده بس هي دي الحقيقة..
..دي حاجة تحير فعلا انت شكلك مش عارف تحدد مشاعرك يا امير بس لازم تعرفها..
ظل امير صامتا شاردا دون ان يرد عليه فقال فراس مسترسلا بحديثه..متفضلش كده كتير انا عارف انوا اللي بتمر بيه مش سهل
اومأ فراس برأسه متفهما وقال بإذعان..متقلقش يا أمير انا معاك بكل الاحوال..
دلف الى شقته أخيرا بعد يوم طويل قضاه يفكر بما يحدث معه وبكل شيء يمر به...يوم لا يعرف كيف انتهى معظمه..اغلق الباب خلفه ووجد تالا تجلس امام المدفأة على أرضية الصالة ترتدي بيجامتها القديمة البالية وتحتضن جسدها داخل ذراعيها...اقترب من المكان وجلس بجانبها لكن على الكنبة دون ان يلقي التحية..ظل ينظر أمامه بصمت تام بينما تالا تراقبه بطرف عينيها بترقب وتوجس..عاد برأسه الى الخلف مغمضا عينيه محاولا ألا يفكر بأي شيء حدث أما تالا فأبعدت بصرها عنه وأخذت تفكر بأي شيء أخر سواه...رنين هاتفه ايقظه من شروده ليجد ربى تتصل به...أجابها على الفور وهو يقول بإقتضاب..نعم..
أجابها مؤكدا ما قالته..ايوه ان شاءالله..
سألته مرة اخرى بتوتر..طب فيه حاجة مطلوبه مني...
أجابها وهو ينظر الى تالا بطرف عينيه..ابقي جهزي هدومك عشان هتعيشي فمكان تاني غير الفندق..
ابتسمت لا اراديا وهي تفكر بأن أمير لم ينس شيئا مهما كهذا شكرته قائلة..ميرسي يا أمير ميرسي بجد..
قالها أمير وأغلق الهاتف بعدها ثم نهض من مكانه واتجه الى غرفة نومه غير أبها بنظرات تالا الحائرة...رغما عنها شعرت تالا بأن هناك شيئا سيئا ينتظرها بسبب هذه المكالمة..شعور لم تفهم سببه لكنها قررت أن تتناساه مؤقتا فهي تثق بأمير كثيرا...ما ان اغلقت ربى الهاتف مع أمير حتى تنهدت براحة قبل ان تستدير نحو صديقتها نهى وتهتف بفرحة شديدة..بكره كتب الكتاب..
قالتها نهى بهدوء لتقترب منها ربى وتسألها بحيرة..مالك يا نهى..! شكلك مش فرحانه..
زفرت نهى
نفسا عميقا وقالت بجدية..فرحانه طبعا بس كنت اتمنى لو ميكونش متجوز غيرك..
..مقداميش حل تاني يا نهى انا بحبه وعاوزاه يكون معايا
قالتها ربى بصدق قبل ان تكمل بنبرة حزينة..هو فاكرني هتجوزه عشان يردلي حقي بعد اللي عملته والدته فيا بس انا هتحوزه عشان بحبه وعايزاه..
سألتها نهى بحيرة لترد ربى بضيق..مش عارفة بس مظنش انوا بيحبها انا حاسه انوا فيه سر ورا جوازه منها..
..ليه بتقولي كده..!
سألتها نهى بحيرة وعدم فهم لترد ربى بجدية..اصلي سألت عنها وعرفت إنها صغيرة ومش متعلمة حتى وكانت بتشتغل عنده خدامه تخيلي...
..وإيه يعني..! ما يمكن بيحبها اوي عشان كده اتجوزها رغم كل الكلام ده
اضطربت ملامح ربى لا إراديا عندما تخيلت انه من الممكن ان يكون امير محبا لتلك الفتاة لكنها عادت ونفضت تلك الأفكار من رأسها وقالت بجدية..اكيد لا مستحيل يكون بيحبها أمير طول عمره بيحبني انا وانتي عارفة ده كويس..
نظرت اليها مها يشك لتزيح ربى وجهها بعيدا عنها وهي تحاول ألا تفكر بهذه الطريقة فهي تثق بأمير أكثر من أي شيء...
في اليوم التالي...خرج كلا من امير وربى من عند المأذون بعدما أكملوا اجراءات عقد قرانهم..ودعا الشهود وركبت ربى بجانب امير داخل سيارته وهي تحمل عقد الزواج بملامح سعيدة..قاد أمير سيارته متجها الى المنطقة التي توجد بها شقتهما لقد استأجر أمير لربى شقة صغيرة في منطقة راقية كي تعيش بها فهي باتت زوجته ومسؤولة منه..وصلا الى تلك المنطقة بعد حوالي نصف ساعة أوقف أمير السيارة بجانب العمارة وهبط منها وهبطت ربى من جهتها هي الاخرى..صعدا الاثنان الى الشقة التي تقع في الطابق الثالث..دلفت ربى يتبعها امير بعدما اغلق الباب خلفيهما..تقدم بخطوات هادئة ليجد ربى تتأمل الشقة قبل ان تستدير نحوه وتهتف بإعجاب واضح..حلوة اوي بجد حلوة اوي..
ثم أردفت وهي تنظر الى أمير الجامد..أمير ممكن نتكلم شوية...
..طبعا..
قالها امير وهو يسحبها من كفها ويجلسها على الكنبه ويجلس هو أمامها لتهتف ربى..انا عارفة انوا جوازنا تم بسرعة وعارفة سبب جوازك مني بس يهمني اعرف دلوقتي وحالا هل جوازنا ده هيكون مؤقت ولا هيكون جواز طبيعي ويستمر عادي..!
أطلق أمير تنهيده صغيره قبل أن يجيب بصدق..القرار ده ليكي مش ليا انا كل اللي اقدر اوعدك بيه اني هكون جمبك وهعملك كل اللي يريحك.
ابتسمت ربى بإمتنان قبل ان تهتف بجدية..انت عارف انا اتجوزتك ليه..! مش عشان تستر عليا انا كان ممكن أتجوز اي واحد يعمل كده بس معملتهاش لأني بحبك ومش عايزة غيرك أمير انت الحلم اللي استنيته سنين طويله ومش مستعده أخسره ابدا.
ربت أمير على ذراعها وقال..مش هتخسريني يا ربى.
ابتسمت بتوتر قبل أن تقترب منه وتحيط وجنتيه بكفيها تنظر الى عينيه بشوق جارف ارتبك أمير كليا بسبب ما تفعله بينما هتفت هي به..انا بحبك يا امير بحبك اووي..
وأكملت برجاء خالص..ممكن نكون مع بعض ومنفكرش بأي حاجة تانيه..
لا يعرف ماذا كان عليه ان يفعل هناك شيء بداخله يجعله لا يستجيب لها لكنها اصبحت زوجته وعليه ألا يظلمها عليه ألا يحرجها أبدا..ربى أحبته بصدق وهي لا تستحق منه شيئا كهذا..عند هذه النقطه قرر إزاحة أي موانع لديه جانبا .شعور بالۏجع يجتاحه بقوة مرارة كبيرة تسيطر عليه يشعر أنه نذل وخسيس خائڼ وعديم الضمير..ارتدى بنطاله وقميصه بسرعة وخرج من عندها بينما هي غطت جسدها باللحاف واعتدلت في جلساتها تنظر إلى أثره پألم..هناك شيء فيه تغير شيء جعلها تتأكد أن مكانتها في قلبه لم تعد كما هي أنها لم تعد حبيبته ومالكة قلبه الوحيدة..هبطت من فوق السرير وارتدت ملابسها على عجلة ثم اتجهت خارج غرفتها لتجد جالسا على الكنبة منكسا رأسه نحو الأسفل..اقتربت منه تسأله بإضطراب..مالك يا أمير
رفع بصره نحوها يتأملها عن قرب قبل ان يهتف بصوت متحشرج..انا اسف اسف بجد.
..بتعتذر ليه
سألته برقة وهي تقترب منه وتجلس بجانبه ليهتف بصوت خاڤت خجل..لأني مكنتش معاكي زي ملازم اكون.
ابتلعت ريقها الجاف وقالت بثبات مصطنع..انا عارفة انك تعبان ومضطرب عارفة ومقدرة ده.
نظر إليها بطرف عينيه وهو يفكر أنها لا تفهم ما حدث ولن يستطيع هو أن يشرح لها كيف سيخبرها أنه تذكر تالا في أكثر لحظاتهما حميمية..أنها خطرت على باله وتمنى لو من كانت هي تحتضنه وتبادله القبلات..زفر نفسه بإحباط وقال