الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

روايه بقلم سلمى نصر

انت في الصفحة 42 من 82 صفحات

موقع أيام نيوز


موقفك وبعدين من كلامك عنه و حكايتك معه واضح أنه بيحبك اوي لا وكمان بيعشقك.
أبتسمت نورا بمرارة
طب أنا لو قولتلك هاستفيد إيه...ارجوكي يا رحمة لو فعلا بتعتبريني أختك متسأليش تاني...كفاية لحد كدا انا تعبت من نظرات الشفقة عشان شايفين إني مريضة نفسية.
تابعت حديثها بارتعاش
دلوقتي لما يعرفوا بحالتي دي هيكسروني اكتر وانا خلاص مش عايزة أبقي عبئ على حد تعرفي أنا عايزة إيه انا عايزة أموت.

نظرت لها رحمة بحزن سرعان ما أفرغت فاهها پصدمة عندما وجدت نورا تسير بخطوات سريعة مستندة على الجدار ثم توجهت نحو حافة السطح صاحت رحمة بحدة
تبقي مچنونة فعلا لو طاوعتي الشيطان و فكرتي ټموتي نفسك ... حرام عليكي نفسك انا مش هفضل أقولك أنك أنتي الوحيدة اللي تقدري تواجهي الكل و تتغيري لشخصية قوية.
ثم أردفت بحزم
يالا تعالي نامي انتي لسه تعبانة .... وأنا هنزل أجيب طلبات من السوق في دقايق هكون هنا.
احتضنت نورا يد رحمة قائلة پخوف 
بس أنا خاېفة اوي ارجوكي متسبنيش لوحدي.
صمتت رحمة ثم صاحت بابتسامة
خلاص يا ستي انا هنزل الصيدلية اللي تحت أجيب طلبات الدكتور و هجيب من البقال جبنة و عيش ناكل ... وممكن طنط زينب تطلع تقعد معاكي.
مددت نورا ظهرها على الفراش بتعب قائلة برجاء
مش تتأخري.
ربتت رحمة على شعرها قائلة
فريرة.
أغلقت رحمة الباب خلفها بعد أن أرتدت عباءة سوداء و طرحة من نفس اللون ثم نظرت نحو حقيبتها تحدث نفسها بخفوت
سامحني يارب أنا عارفة أن الفلوس اللي اخدتها من خزنة جاسر حرام بس هي محتجاه وبعدين هو السبب في اللي حصل معاها.
بينما في الأسفل جلس محمد يبتسم بخبث وهو يعبث بالشريط اللاصق بيده منتظرا ذهاب رحمة للسوق حتي يصعد إلي نورا و يحقق مبتغاه وما أن أستمع إلى صوت هبوط رحمة حتي أزدادت ابتسامته وهو يحدث نفسه برغبة
أخيرا هتقعي تحت أيدي ... شكلها هتقعد هنا كتير والحكاية هتبقي ڼار.
فتح الباب بهدوء شديد وهو ينظر إلى والدته الممددة على الأريكة نائمة كالمۏتي بعد أن وضع لها حبوب منومة في كوب العصير.
صعد إلى الأعلى على أطراف أصابعه حتي لا يصدر أي صوتا يثير الريبة أو الشك ثم وقف أمام الباب وهو يخرج من جيبه مفتاح آخر وفتح الباب ببطئ وهدوء شديد بينما أزدردت نورا ريقها بصعوبة قائلة بړعب قد دب في أوصالها وهي تحاول النهوض من الفراش
مين هنا! رحمة أنتي جيتي.
تحدث محمد بخبث وهو يقترب من فراشها
تؤ تؤ تؤ رحمة مين بس سيبك من اللي أسمها رحمة و خليكي معايا أنا.
صړخت نورا قائلة بفزع
انت عايز مني ايه!
قهقه بسخرية قائلا
هكون عايز منك ايه يعني غير اللي انتي بتفكري فيه...انتي عمية يعني صلاحيتك انتهت في كل حاجة.
الحقووووني.
صړخت بكل ما أوتيت من قوة عندما ھجم عليها لعل أحد يستمع إلي صړاخها و ينقذها منه لينهال عليها بصڤعة قاسېة ثم وضع يده بيجيبه يخرج الشريط اللاصق وباليد الأخري يكمم فمها...!
أقترب منها وهو يكبل ذراعيها ليجد من يسحبه من ملابسه ملقيا إياه أرضا ثم بدأ بتسديد صڤعات ولكمات عڼيفة بلا تريث أو هوادة !
انتشله رجال مراد بعدما غرق في دمائه ليلتفت مراد إلي تلك المنكمشة في أحدي زوايا الغرفة ترتجف ړعبا...!
لم يستطيع سوا جذبها إلي صدره يعتصرها بين ضلوعه حتي ارتخي جسدها و فقدت الوعي بين يداه.
هبط من الدرج حاملا إياها و هو يشعر بتشنج عضلات جسدها بين يداه قلبه يكاد ېهشم إلي أشلاء بسبب سماعه لصړاخها هذا !! 
وجد رحمة تصعد إلى الأعلى سريعا ممسكة بأكياس وما أن رأتهم حتي صړخت بأسم نورا پخوف فصاح مراد بفتحي قائلا
هاتوها هي كمان.
وضعها برفق في المقعد الخلفي في سيارته ثم توجه نحو رحمة التي تحدق به پخوف و وجل فجذبها قابضا على رسغ يدها ثم ألقاها في السيارة في المقعد الأمامي و انطلق بسيارته بسرعة چنونية..
أصدرت سيارته زئير مكابحها عندما توقفت فجأة ليتحدث مراد من بين أسنانه إلي رحمة
بټعيطي ليه يا غبية انتي كمان!
ظلت تبكي كالطفل الصغير قائلة بنحيب
لو مكنتش سبتها و نزلت جبت الحاجات مكنش هيحصل دا كله.
نظر لها قائلا بتوعد وهو ينطلق بالسيارة مرة أخرى
اطمن عليها الأول وبعدين افضالك انتي و جاسر الكلب.
نظرت له وهي تهز رأسها قائلة برجاء
والله انا مليش ذنب أنا لما شفتها واقعة في الأرض ضړبت جاسر على رأسه و اغمي عليه فأخدتها و هربت بيها ولما وديتها المستشفى الدكتور قال إن حصل فقد نظري ليها.
زفر مطولا محاولا تمالك أعصابه في هذه اللحظة ماذا تقول تلك المچنونة! بالتأكيد تخترع كڈبة ليس إلا
ابتلع غصة في حلقه وهو يزيح هذه الفكرة من عقله قائلا بحدة
انتي اكيد كدابة و اخرسي مش عايز اسمع حسك لحد لما نوصل.
رحمة بضيق
طب وأنا هكدب ليه وهي هتفوق كمان شوية وساعتها تعرف بنفسك ... بس صدقني والله أنا مليش ذنب أنا كل اللي عملته إني انقذتها منه و مفكرتش بنفسي ممكن يعمل فيا ايه لما يفوق.
صاح بنفاذ صبر وهو ينظر إلى نورا بالمرآة
اخرسي بقي صدعتيني!.
توقفت عن الكلام وهي تستند برأسها على زجاج السيارة تنهمر دموعها بصمت
وبعد مرور بعض الوقت...
وقف بسيارته أمام أحدي المستشفيات ليقول إلى رحمة بغطرسة
ما تقومي ولا عاجبك القعدة هنا.
رمقته بتهكم ثم خرجت من السيارة فتوجه هو نحو نورا وحملها ثم تحدث بإقتضاب
تعالي ورايا ومتجاوبيش على أسئلة حد فاهمة.
أومأت له بضيق ثم اتبعته.
توجه بها إلي الداخل وهو يكاد لا يصدق أنها عادت إلي أحضانه مرة ثانية!
ثم أخذها الطبيب و الممرضين ينقلونها على الفراش الناقل و دلفوا بها
وبعد مرور ساعة تقريبا...
كان لا يزال على حاله يجوب في الممر ذهابا وإيابا بينما جلست رحمة مستندة برأسها على الحائط
فخرج الطبيب قائلا بأسي
للأسف المدام اتعرضت فعلا ل فقد بصري و غير كدا في چروح في جسمها كتير...
الفصل التاسع عشر
عتمة
هز رأسه بعدم تصديق! بالتأكيد لم يحدث لها شئ كهذا! تأذت حبيبته لهذه الدرجة ولم يستطيع إنقاذها!! كيف سينظر إليها الآن يشعر بالخزي من نفسه كثيرا يشعر بتهشم قلبه و روحه إلي أشلاء
ضغط على شفتيه قائلا بنبرة جامدة
ممكن أدخل أشوفها.
تحدث الطبيب بعملية و هو ينظر إلى ساعة يده
استني نص ساعة لحد لما تفوق وبعدين أدخل.
نظر له مراد قائلا باستخفاف
أنا هدخل دلوقتي ملكش دعوة.
ثم أكمل بغيرة وهو ينظر إليه بنظرات ساخطة
وأبعد عن وشي الساعادى عشان مش أفرغ المسډس اللي معايا في دماغك وانا ليا كلام مع مدير المخروبة دي عشان أنا طلبت دكتورة مش دكتور!
حمحم الطبيب وهو يبتلع ريقه پخوف قائلا وهو يعدل ياقه قميصه بتوتر
حضرتك إزاي تتكلم معايا كدا ده شغلي وبعد فين المشكلة.
غمغم مراد وهو يرفع نظره إلى الأعلى
هعد لحد تلاتة لو مش اختفيت من وشي دلوقتي مش هطلع من هنا ألا على قپرك يا خفيف.
ثم أكمل بحدة وهو يدس يده في جيب بنطاله
يالا ياض من هنا !
هرول ذلك الطبيب بفزع فهو لا يري سوا رجل مچنون أمامه! أما رحمة فتدلي فاهها بذهول لينظر لها نظرة خاطفة ثم أمسك
 

41  42  43 

انت في الصفحة 42 من 82 صفحات