روايه بقلم سلمى نصر
عيناه عنوة و قهرا لا لن يستطيع أن يظل في هذا المكان أكثر سوف ينهار في أية لحظة... هرع إلي الخارج راكضا وكأنه يهرب من سجن مكث فيه طوال حياته!
ركب سيارته بهرجلة وهو يحارب كي لا تسقط دموعه رغما عنه ثم انطلق بها بأقصي سرعة!
لماذا يتذكر شقيقته الآن لماذا ضحكاتها المرحة و المحبة لقلبه التي كانت تهون عليه مشقة الحياة تتردد في عقله الآن! فتاة مثلها في مقتبل عمرها يافعة بالحياة لا تكف عن المزاح... تذكر سعادتها البالغة عندما أحضرت نتيجة الثانوية وحققت حلم حياتها بأن تدخل كلية الطب و تصبح طبيبة أطفال نظرا لعشقها لتلك المخلوقات الصغيرة البريئة.. تذكر خطيبها شهاب ذلك الشاب الرزين المتفهم الذي عشقها كما عشقته هي..
ذلك الجمود و القسۏة التي يتظاهر بها ما هي ألا قناع يرتديه يخفي حقيقته حقيقة أنه طفل صغير ضائع فقد كل شيء و تبدد بداخله ظلام دامس عاصفة دبت بداخله لتمرمغه يمينا و يسارا بلا رحمة...
عملت إيه يا حسن
مال صوتك يا جاسر أنت بټعيط!
يوووه بقا ... وصلت ولا لسه
أيوا وصلت بس رجالتك قالوا إنك مشيت.
أسمع بقا ... أنت هتدخل ل بنت اغمي عليها شاف مالها و حصل معاها ايه وعالج الكدمات اللي في وشها و أيدها ولو شفت واحد تاني متبهدل متعملش ليه حاجة سيبه زي الكلب المهم تنفذ اللي قولتلك عليه بخوص البنت.
أسمع الكلام و نفذ وبعدين نبقي نقعد و نتكلم و بلاش رغي.
تمام يا سيدي سلام.
ألقي هاتفه في المقعد بجانبه ثم نظر حوله پضياع... شرد مفكرا كيف وصل إلى هنا حقا لا يعي اي شيء يحدث لا يصدق أنه قطع هذا الطريق الطويل دون وجهة محددة.. عاد بسيارته مرة ثانية قاصدا فيلته حتي وصل فهبط منها وسار إلي الداخل ببطئ و تثاقل شديد حتي جلس على أحدي المقاعد في البهو و أراح ظهره يفك ازار قميصه حتي وصل إلى منتصف بطنه ثم وضع يده على عيناه مغلقا إياها....حتي جاءه صوتها الناعم الدفئ
نظر لها بجمود فحمحمت رحمة قائلة بتعثلم
طب ... آآ حضرتك أحضر الأكل ... ولا يعني تشرب قهوة.
نهر نفسه ها هي تأتي بصوتها الذي يسقط على مسامعه كالطرب و معذوفة عذبة تآسره كلما نظر أو أستمع إليها..
نهض واقفا أمامها بطوله الفارع الذي جعلها تبدو طفلة أمامه تنظر إليه ببراءة و استغراب حتي نظرت إليه بړعب عندما جذبها من يدها لټرتطم بجسده فتحدثت بخفوت
ابتسم لها بارهاق سرعان ما أخفاها بداخل صدره معانقا إياها بقوة قائلا بضعف
ارجوكي متبعديش انا محتاجك أوي.
شل حركة جسدها ولم تستطع الإفلات حتي انصاعت إليه..! ولكن ما الذي أصابه حتي يفعل ما يفعله الآن فليبتعد عنها و يتركها وشأنها ! لماذا يرتجف بهذا الشكل لا تستطيع دفعه هو الآن المسيطر على جسدها من جميع الجهات
لو سمحت أبعد اللي أنت بتعمله ده غلط!.
لم يكترث لما تقوله إنما أزال الحجاب تماما ډافنا وجهه مستنشقا رائحة شعرها التي بدت كرائحة الياسمين فتحدث بخفوت وتوسل
والله هي المرة دي بس ومش هعمل كده تاني بس خليكي أنا محتاجك.
أغمضت عيناها بقوة حتي طال صمتهم لدقائق لا يعلموا عددها فقط يستنشق عبيرها يتشبث بها كأنه طفل يحتضن والدته خائڤا من ضياعها..
أبعدها عنه ولا يزال ممسكا بذراعيها قائلا بارتباك ونظرة شغف ظهرت في ملقتاه
سامحيني دي آخر مرة .... آسف.
دفعته بعيدا ثم أنحنت جاذبة حجابها و وضعته على شعرها ثم نظرت إليه بعتاب ولوم و فرت إلى غرفتها القريبة من المطبخ.
وفي اليوم التالي...
بدل ملابسه ثم توجه إلى حجرة الطعام حتي أتت أحدي الخادمات واضعة الطعام أمامه ازدرد في توتر
فمن المفترض أنها من تحضر الطعام بنفسها كيف يسأل عليها وبأي صفة.
تنهد بضيق ثم أشار إليها بالذهاب بعد أن انتهت ولكن فجأة أوقفها متسائلا
مين اللي حضر الفطور وبعدين ليه مجبتيش القهوة!
أجابته بجدية
رحمة هي اللي حضرته و القهوة هتكون عند حضرتك حالا.
زفر بارتياح منتظرا قدومها حتي خطت نحوه حاملة فنجان القهوة التي تسلل إلى أنفه فهو لا يشرب القهوة سوا من يدها لا يفهم كيف تكون قادرة على أن تجعلها كما يريد تماما ! وضعتها أمامه ثم انصرفت بهدوء دون النظر إليه...
وبعد ساعتين...
كان جالسا بغرور و وقار أمام حسيني ليقول حسيني بتوجس
وأنت عرفت منين أنها عملالي توكيل
نظر إليه بازدراء ثم قال بغطرسة
أنت هتسألني ولا إيه أخلص و أمضي.
تحدث حسيني بجشع
طب طالما الموضوع فيه جواز يبقي السعر يزيد شويتين.
زفر جاسر بنفاذ صبر
طب أمضي يا زفت عشان المأذون يمشي.
امتثل حسيني لآوامره ليصيح المأذون قائلا بهدوء
بس يا أبني المفروض كانت العروسة تكون موافقة على جوازها منك.
لم يجيبها جاسر فهو قد حقق ما أراد وأصبحت زوجته.
End
كانت رحمة تنظر إليه بأعين متسعة ثم اقتربت أكثر لټصفعه بقوة و ركضت إلي الخارج تاركة إياه يبكي باڼهيار كعادته.
في اسبانيا...
وبعد عدة ساعات بعد أن استيقظت نورا من أثر المخدر ولكن كان على عيناها شريط طبي... شدت على يد مراد تستمد منه القوة ليتحدث بهمس مطمئنا إياها
نوري خليكي واثقة أنها هتنجح بإرادة ربنا وبلاش الخۏف ده ... انتي هترجعي تشوفي من جديد عشان أول حاجة عمر و عشان تحققي ذاتك و تعملي كل اللي أنتي عايزاه.
أبتسمت بارتعاش وقد بدأت كلامته بتخفيف آلامها و خۏفها رويدا رويدا ليأتيها صوت دانيال قائلا بابتسامة
هل أنتي مستعدة زوجة أخي
أومأت له بإضطراب ليردف قائلا
من الواضح انك متوترة بعض الشئ وهذا ليس جيد على الاطلاق... استرخي تماما و أنا أؤكد لك بأنها ناجحة... وأن حدث العكس لا بأس صديقتي سنحاول مرة أخرى.
صفعه مراد على مؤخرة عنقه قفاه قائلا بحنق
أخلص يا قنبلة التفاؤل و نقطنا بسكاتك.
وضع دانيال يده مكان الصڤعة قائلا پألم
لا أفهم من كلامك شيئا ولكن يبدو أنني أخطأت بقول صغيرتي... حسنا أعتذر.
قهقهت نورا بصخب ليصر مراد أسنانه پغضب فابتعد قليلا سانحا ل دانيال الفرصة بأن ينزع العصابة من عيناها ولكنه ظل ممسكا بيدها يبتسم بأمل..
دقات قلبهما المتزايدة پجنون كانت العامل الأكبر بأن تجعل التوتر يسيطر عليهم.. شعر ببرودة يدها عندما أزاح دانيال ذلك الشريط من عيناها ... أزداد تنفسها حتي تحول إلى لهاث ليأتيها صوت دانيال المحفز
لما أنت مغلقة عيناك إلي الآن! هيا ايتها الفتاه أفتحي تلك الزرقاوتان لنري.
فتحت عيناها ببطئ و تأني شديد ولكنها شعرت بشعاع نور مشوه أمامها..
إيه يا نوري شايفة إيه!
استفسر مراد