روايه بقلم سلمى نصر
بقلق ولكن لم تصله إجابتها... فهي فقط كانت ترفرف بأهدابها محاولة الرؤية بوضوح حتي أبتسمت باتساع وسعادة لا مثيل لها عندما وقع نظرها وبدأت ترآه بوضوح... جالسا بهيمنة و عظمة لا تليق إلا به وحده طلته الساحرة سلبت آنفاسها لثوان ولكن ذلك الطبيب الغبي قاطع تأملها بجاذبيته و وسامته المفرطة
فتحدث دانيال بمزاح
حرك يده أمامه وجهها لتبعد يده حتي تستطيع رؤية فارسها بوضوح بينما تهللت اسارير مراد فرحا برد فعلها فيبدو أن العملية نجحت بفضل الله !
أزاحه مراد هو الآخر عن طريقه لتصرخ نورا بسعادة ثم اندفعت إلي أحضانه بقوة لتتسع عيناه بدهشة فدائما هو من يبادر بعناقها أولا بل الأجمل من هذا أنها أصبحت تري من جديد..
مراد أنا شايفاك!! انا بحبك أوي ربنا يخليك ليا..
أنا هعيط يا جماعة
عانقته بحرارة مرة ثانية بينما شعر هو بأن الدهشة قد سيطرت عليه وجعلته غير قادر بالتفوه بأي شيء..
قبل جانب أذنها بحانية و عشق.. ليحمحم دانيال قائلا
ثم وجه حديثه إلي نورا بابتسامة رسمية
مبارك لك صغيرة أخي اتمني لكم حياة سعيدة.
أجابته نورا بأمتنان
شكرا لك كثيرا أيها البطل واتمني لك النجاح دوما.
رفع دانيال يده بطريقة درامية وهو يعدل من ياقه قميصه بغرور
لا داعي للشكر صغيرة أخي فأنا بالخدمة...
ولكن حقا أفضل شيء حدث أن العملية اجريت سريعا لأن كلما مر الوقت كان نسبة النجاح أقل.. مبارك لك مرة ثانية اعذروني يجب أن أذهب الآن لدي موعد عملية بعد دقائق ولا تنسي أن تأخذي الأدوية التي اوصيت بها.
يجب أن تأتي أنت و زوجتك في زيارة الينا في مصر بالقريب العاجل.
أماء له دانيال ثم خرج من الغرفة تاركا عاشقان السعادة تغمرهم إلى أبعد الحدود...!
تحدث مراد وهو يقترب من شفتاها
ألف مبروك يا نوري.
التقط شفتيها بقبلة حانية يبث بها عن مدي سعادته و سروره لتبدأ هي بالتجاوب معه بخجل...
فرق قبلتهم قائلا بأنفس لاهثة مستندا بجبينه على جبينها
عبست ملامحها قائلة بحنق
بس أنت عارف إني بحب اسبانيا وكان نفسي أسافر هنا من وانا صغيرة.
قرص وجنتها قائلا بمرح
بلاش تعملي بوشك كدا عشان بحبك اكتر والله...وبعدين اعذريني بس في صفقات ومناقصة مهمة جدا والمفروض أمضي عليها و صدقيني هنكون هنا في أسرع وقت بس أخلص اللي ورايا عشان أنا انشغلت كتير في الاسبوعين اللي فاتوا.
خلاص اتفقنا أنا أصلا ھموت وأشوف عمر و...
قاطعها زاجرا إياها بحدة
إياكي تجيبي سيرة المۏت أنتي فاهمة... لو سمعتك بتقولي كدا تاني متلوميش غير نفسك أنتي عمرك ما تسبيني تاني انتي بتاعتي يا نورا.
ابتلعت لعابها پخوف من نبرته التي بدت كالجنون ولكنها أومأت له برأسها عدة مرات ليقبل جبينها قائلا
هنزل أشوف إجراءات الخروج عشان نخرج انهارده...
اشاحت بوجهها بعيدا عنه ليمسك ذقنها مجبرا إياها على النظر إليه
أنا آسف بس مبحبش تجيبي سيرة المۏت حتي لو متقصديش.
رسمت ابتسامة مزيفة على ثغرها فتوجه إلي الأسفل حتي ينتهي من الإجراءات اللازمة ثم صعد مرة ثانية بعد مرور بعض الوقت..
دلف إلي الغرفة ممسكا بكيس به ملابس خاصة بها فوجدها لا تزال على جلستها عاقدة ذراعيها أمام صدرها بتذمر طفولي أبتسم بيأس ثم أقترب جالسا أمامها قائلا بصوته الاجش
واضح أنك لسه زعلانة..
وضع يده على جبهته يتصنع التفكير
تعمل إيه يا مراد عشان تصالحها تعمل إيه يا مراد عشان تصالحها... بس لقيتها إيه رأيك لما نرجع نروح المول ونعمل كل اللي أنتي عايزاه.
التمعت عيناها بحماس ثم تحدثت بعفوية و براءة
يعني لما نوصل مصر مش هتقول مشغول وترفض.
هز رأسه بنفي لتقبله على وجنته بتلقائية فأغمض عيناه على أثر ملامسة شفتاها الناعمة لوجهه.. ثم نهض وهو يحاول كبح رغبته فى تقبيلها مرة ثانية قائلا
قومي عشان تجهزي و نمشي.
بدأ بنزع ذلك الرداء
الخاص بغرفة العمليات لتنظر إليه پخوف و خجل بآن واحد فهمس قائلا
ممكن تبطلي خوف و رعشة عشان اكمل قولتلك مش هأذيكي..
اغمض عيناه ما أن أنتهي ليسحب فستانها بسرعة ثم وضعه عليها وجعلها توليه ظهره ليغلق سحابة فستانها ثم أدارها مرة ثانية لتنظر إليه بوجهها الذي اصتبغ بحمرة قانية ليزفر في راحة ثم شبك أصابعه بأصابعها وسار بها في الممر..
أوه ! مراد هنا ولم أراه..
صاحت جوليا من ورائهم بدهشة ليلتفت كلا من مراد و نورا لمصدر الصوت فكانت فتاة صاړخة بالجمال بشعرها الاشقر كخيوط الذهب و ملامحها الفاتنة...
ابتسم لها مراد لتقفز في حضنه بسعادة مبالغ بها بينما تسمرت نورا بمكانها ! واشتعلت عيناها بالڠضب بمعانقة تلك الصفراء إليه... وجدت يدها تفرق بين عناقهم بحدة فنظرت إليها جوليا باستغراب لتهتف نورا بغيرة و ڠضب
ابتعدي عنه و يكفيكي التصاقا به ... ما هذه الأخلاق!
رمقتها جوليا باستخفاف قائلة بدلال مبالغ متعمدة الالتصاق به
من تلك الفتاة يا إلهي كيف تسير مع عديمة أخلاق مثلها!
دفعها مراد بعيدا عنه يرسل إليها نظرات مرعبة ثم صاح پغضب
لا تتحدثي مع زوجتي كهذا مرة ثانية وألا سأنسي أنك صديقتي و سيكون عقابك وخيما والآن ابتعدي مثلما قالت.
أمسك بيد نورا ساحبا إياها بينما ودت نورا لو ظلت أمام تلك الصفراء لتقتلع شعرها بين يداها...ثم خرجا سويا ليذهبا....
كانت رحمة جالسة أرضا في أحدي زوايا الغرفة تضم ركبتيها و تنساب دموعها مثل الشلالات لا تعلم لما تشعر بالشفقة تجاهه قلبها يدعوها بأن تذهب إليه و تطمئنه بأنه بجانبه ولكن عقلها ېصرخ بأنه ظالم تزوجها دون علمها و رغما عنها و أذي صديقتها التي اعتبرتها أختا لها..
نهضت محاولة استجماع شجاعتها فهي ستذهب إليه و تفعل واجبها دون التحدث معه أو التجادل في أي شيء وفي الصباح سوف تذهب بلا رجعة! إذن طالما سوف تذهب إليه سوف ترغمه على طلاقها...
أمسكت مقبض الباب بتردد ثم زفرت في الهواء تحدث نفسها
أهدي كدا يا رحمة انا هخليه يطلقني ڠصب كفاية لحد كدا
أكملت وهي تنهر نفسها باستخفاف
ايه الاوفر بتاعي ده أنا لو شفته دلوقتي مش بعيد اصالحه من نفسي اه مانا واقعة و محدش سمي عليا.
رسمت ملامح مقتضبة على وجهها ثم دلفت لتجده جالسا على كرسي متحرك في شرفة الغرفة فقد عمل مراد بعناية على أن يكسر قدماه و يده اليسرى و يده اليمني من الاعلي ناحية كتفه بجانب وجهه الملئ بالكدمات المتلونة وقفت خلفه ولكنه حقا لم يشعر بها فقد كان شارد الذهن... حركت كرسيه بخفة حتي دلفا إلي الداخل ليبتسم بداخله فهي إلي الآن لم تغادر جلست هي على حافة الفراش جاذبة الضمادات ثم بدأت بتمريرها على وجهه بهدوء..
تآوه پألم عندما ضغطت على أحدي الأماكن المتورمة لتنظر إليه بقلق فتحدث ساخرا
إيه رجعتي في رأيك و قبلتي بالأمر الواقع ولا لسه منشفة دماغك.
وضعته يدها على مؤخرة عنقه مقربة إياه قائلة بخفوت
بلاش أسمع صوتك