روايه بقلم سلمى نصر
عشان أنا كرهته و الكلمة الوحيدة اللي عايزة أسمعها منك أنك تطلقني.
تجسد الألم و الندم في عيناه ولم يتفوه بشيء آخر فقط ملامسة أناملها الناعمة لوجهه تسكن ألمه و روحه أخرجت أنبوبة مرهم مضاد للألم لتبدأ بتوزيعه على كتفه فهو كان مرتدي قميص قطني أسود بحاملات عريضة أظهرت عضلاته... انتهت لتأخذ مرهم من نوع آخر و مررته على وجهها... نظرت له بتقييم بعد أن انتهت ولم تستطيع مقاومة كتلة الضحك التي اڼفجرت بداخلها لينظر إليه بدهشة واستغراب فصاحت من بين ضحكاتها
اشاح بنظره يزفر بأنزعاج و ڠضب لتهدأ هي ثم استعادت جمودها قائلة
طلقني.
تآفف جاسر قائلا ببرود
مسمعش الكلمة دي تاني ومفيش طلاق..
ثم أكمل پألم
متبعديش أنتي كمان انا مليش حد.
قاومت شعورها بالحزن لتخرج من الغرفة...
في صباح يوم جديد...
داعبت أشعة الشمس الذهبية عيناها لتفتحها ببطئ مبتسمة بسعادة غمرتها من جديد... فوجدته يولي لها ظهره العاړي لا يرتدي سوا بنطال قطني فقط و يحزم أمتعتهم معا
صاح مراد وهو لا يزال يضع الملابس الخاصة بهم في الحقيبة لتتعجب هي فهو لم ينظر إليها حتي كيف علم باستيقاظها فأجابته بصوتها الناعس
صباح النور ... بس انت بتعملهم ليه دلوقتي.
توجه نحوها جالسا بجانبها ثم هتف بعبث
مفيش حاجة اسمها صباح النور أنا عايز صباحي يكون مميز !
وبعد مرور ساعتين...
جلسا في طيارته الخاصة التي آتيا بها أثناء المجيء
حتي غفت مرة ثانية بين يداه فتمتم مراد بيأس
بطلة العالم في النوم و الإغماء!
ربت على وجهها قائلا بحنو
نوري قومي بقا دا كله نوم! قومي و كفاية كسل.
تملمت بنعاس بين ذراعيه بينما احتواها أكثر يضم ذلك المعطف الكبير على جسدها فتحدثت بخفوت وهي تتوسد صدره
أطلق ضحكة عالية قائلا بمرح
طبعا يا حبيبتي...اصحي بس الأول ونبقي نشوف الموضوع ده بعدين.
ضړبته بقبضة يدها الصغيرة على صدره وحاولت النهوض ولكنه أحكم الإمساك بها فأتي صوت مضيفة الطيران التي تحدثت بصوت حاولت قدر الإمكان أن تجعله ناعم
تحب تطلب إيه يا مستر مراد.
كانت تنظر إليه بجرأة ولم تعير نورا أية اهتمام يذكر و قبل أن يتحدث مراد صاحت نورا بغرور
رفع مراد أحدي حاجباه فاليوم تصرفاتها تبدو غريبة بالنسبة إليه ولكنه ستريث ليري ماذا ستفعل بعد...فملامحها الغاضبة الطفولية يعشقها بشدة صاح بصوته الرخيم
قهوة سودا.
أومأت له المضيفة مبتسمة بغنجية ثم انصرفت تاركة تلك التي تشتعل ڠضبا و غيظا.
صړخت ديما پغضب على الهاتف
صدقيني أنا حاولت أكلم دانيال و اديله فلوس يمكن يغير رأيه بس هو هددني أنه يحكي لمراد.
عشان غبي وأنت اغبي منه واقفل عشان متغباش عليك خليني اتصرف في المصېبة اللي بسبع أرواح دي!
طب ما تقوليلي ناوية على إيه يمكن أساعدك.
مروان أنا مش فايقة للكلام معاك وإياك تتصل تاني غير لما انا اللي اتصل.. سلام.
أغلقت هاتفها ثم ألقته بالجدار ليتهشم إلي قطع وقد بدأت عيناها بإطلاق لهيب شرها و غلها قائلة پحقد
هسيبكم تتمتعوا يومين و ساعتها ابقي اترحم على چثة المرحومة مراتك يا سي مراد.
جلست الأريكة بأريحية تخطط إلي القادم...
بعد مرور أسبوع...
صاحت به نورا في لوم
وأنت إزاي تسيبها معاه في بيت واحد أنت متعرفش ممكن يعمل فيها إيه... مش بعيد يكون ضاغط عليها عشان كدا قاعدة معاه في بيت واحد.
أشعل مراد سيجارته قائلا بتهكم
طب واعمل إيه أنا ضغطت عليها عشان ترجع معايا بس هي رافضة... على العموم متقلقيش جاسر هيقع تحت أيدي في أقرب وقت وساعتها مش هرحمه.
تطلعت إليه پخوف ولكنها لم تستطيع مجادلته فطوال الأسبوع تترجاه بأن يتفهم الموقف وألا يأذيه
فهي تعلم بأن رحمة تكن له مشاعر دفينة وبالتأكيد لن تكون بحالة جيدة عندما يحدث له شيء...
جذبها إليه لتلتصق به ثم همس بجانب أذنها قائلا
خمس دقايق و تكوني فوق في اوضتنا.
سألته بتوتر
ليه ما احنا قاعدين في الجنينة أهو و الجو حلو نطلع ليه بقا.
همس مرة ثانية
نوري اخلصي أنا مبحبش اكرر كلامي.. و البسي لبس خروج عشان هنخرج.
اتسعت عيناها بحماس
ثواني و هكون لبست.
صعدت إلي الأعلى راكضة بسعادة حتي تدلي فاهها بدهشة عندما وجدت فستان من اللون الأحمر أنيق و بسيط للغاية وبجانبه حذاء من نفس اللون و ينتصفه فراشة مصممة باحترافية ثم وجدت معطف من اللون الأبيض كبير
أرتدت ذلك الفستان الذي أظهر مدي روعة جسدها ثم وضعت مكياج هادئ و معه أحمر الشفاه القاني و اسدلت شعرها البني المتموج خلف ظهرها بسلاسة و من ثم أرتدت حذاءها الذي يشبه أحذية الأميرات ثم انتهت بارتداء المعطف الذي وصل إلى ما بعد خصرها...نظرت في المرآة بتقييم لتتسع ابتسامتها عندما دلف إليها وقد أرتدي حلة سوداء و صفف شعره بطريقه جذابة و رائحة عطره سلبت عقلها.
أما هو فوقف متصنم أمام تلك اللوحة الفنية الواقفة أمامه فما يرآه الآن ليست ألا نجمة ساطعة في ليلة مظلمة فابتسمت قائلة بخجل
أنا جاهزة يالا بينا.
ظل يرمش بعيناه عدة مرات لعله يفيق وقد سلبت لبه لا بل سلبت كل ذرة به بجمالها الاخاذ! تشابكت أيديهم إلي أن هبطوا إلى الأسفل حتي جعلها تقف أمام السيارة ثم وضع قطعة قماش حريرية باللون الأسود على عيناها و ربطها خلف رأسها برفق و إحكام فقطبت جبينها قائلا بارتباك
ليه كدا يا مراد!
همس بصوت شجي جعلها تغمض عيناها أكثر
دي مفاجأة وياريت بلاش أسالتك الكتير يا نوري.
أدخلها السيارة بهدوء ثم ركبها هو الآخر وانطلق بها.. وبعد عدة دقائق هبط من سيارته أمام فيلا كبيرة ثم فتح لها الباب ممسكا بيدها فتسائلت مرة ثانية
مش فاهمة أنت عامل ليا كدا ليه
لم يجيبها إنما أحاط خصرها بيداه و دلف بها إلي الداخل حتي أستمعت إلي صوت إغلاق الباب و سار بها عدة خطوات حتي ارغمها على الوقوف في منتصف هذه الصالة الكبيرة الواسعة... وفي ثوان أزال تلك القطعة القماشية
لتفتح عيناها بتريث سرعان ما توسعت عندما نظرت إلي المكان حولها...! ورود حمراء متناسرة أرضا بروعة و كلمات مست أوتار قلبها معلقة على الحائط
أنتي نوري
والله العظيم بحبك
مچنون بيكي
نور قلبي
التفتت إليه فوجدت شعاع ابتسامته الحنونة قد اسكنت قلبها و أنارت ظلامها ! بإشارة من يده أغلقت إنارة المكان ليتسلط النور حولهم فقط ثم امتدت يده لتزيح ذلك المعطف ثم صدحت أغنية نشيد العاشقين فجذبها مراد وبدأ بالرقص والتمايل معها بتناغم و رومانسيه حانية
صاحبة الصون والعفاف احلى واحدة في البنات
اللي عمري ما قلبي شاف
زيها في المخلوقات
تسمحيلي برقصه هادية ... تسحميلي بقربي منك
حلم عمري تكوني راضية عن وجودك بس جنبي
يا خلاصة الجمال يانشيد العاشقين
يا إجابة عن سؤال كان شاغلني من سنين
كان سؤال عن مين حبيبتي
مين هتبقي أساس حكايتي
والإجابة كانت أنتي ... أنتي كنتي غايبة فين
يا حبيبتي أنتي نوري أنتي احساسي بحياتي
انتي مالكة من شعوري كل ماضي وكل آتي
أنتي مفتاح