الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه بقلم سلمى نصر

انت في الصفحة 52 من 82 صفحات

موقع أيام نيوز


يوم عقد قرآنهم وما ادهشها هو باقي الغرفة المتواجد بها العديد من الصور التي جمعتهم سويا من صغرهم!
نظرت إليه بعين متسعة قائلة بدهشة_
معقول اللي انا شايفاه ده حقيقي! انا كنت عارفه أنك بترسم حلو بس بالطريقة دي متخيلتش!
رفع مراد كتفيه قائلا بشجن_
أنتي كنتي بتحبي الرسم وانا حبيته عشانك و اتعلمته في السفر بدأت أول رسمة ليكي لحد لما وصلت للرسمة دي عارف أنك كنتي بتتمني تدخلي كلية الفنون الجميلة من صغرك بس التنسيق منفعش في مرسم تحت في الجنينة ليا و ليكي عشان لو حبيتي ترسمي في أي وقت

اغدقت عيناها بدموع الفرح والإبتسامة تكاد تشق شفتيها فأسرعت نحوه واقفة على أطراف أصابعها محتضنة إياه
بسعادة غمرت حياتها من جديد على يده فقط لا غيره
رفعها عن مستوي الأرض لتتعلق قدمها في الهواء ليهتف بحب صادق_
بعشقك يا نوري
مشاعره الجياشة تجعلها تحلق في السماء! أغمضت عيناها ډافنة وجهها في عنقه وبعد أن طال هذا العناق أنزلها أرضا قائلا_
نوري عارف أنك لسه مش متعودة عليا و مش عارفة مشاعرك دي حب تجاهي ولا أمان انا هستني لأخر عمري عشان اسمعك وانتي بتعبري عن مشاعرك بس تكون خارجة من قلبك
وضع يده على قلبها الذي يكاد يخرج من قفصها الصدري ليتنهد بعمق ثم أردف بمرح_
تعالي لسه فاضل المطبخ و أماكن تانية كتير
غمز بمشاكسة ثم حملها بين ذراعيه لتستند برأسها على صدره
بعد مرور ثلاث ايام
جلس مراد على كرسي مكتبه يحك مؤخرة عنقه بتعب و إرهاق ثم تابع النظر إلي الأوراق التي أمامه باهتمام لتدلف ديما فاتحة الباب بقوة وسط عبارات النهي التي تلقيها عليها سكرتيرته لتصرخ بها ديما قائلة_
ما تخرسي بقا وجعتي راسي انا هخليه يطردك من الشغل خالص واضح أنك متعرفيش انا مين
أشار مراد إلي السكرتيرة فخرجت وأغلقت الباب خلفها بينما صب مراد كامل تركيزه على الأوراق و لم يرفع نظره إليها أو يلقي لها بالا كأنها ليست موجودة من الأساس !
جلست أمامه واضعة قدما فوق الأخري رافعة أنفها بجبروت و كبرياء رباه هذا الفتاة بالرغم مما فعله بها لا تزال كما هي!
صاح رافعا نظره إليها لجزء من الثانية ثم نظر أمامه_
ايه اللي جابك يا رخيصة قولتلك مش عايز اشوف وشك العكر ده تاني ولا جاية تلبسيني في مصېبة تانية
سيطرت على ڠضبها بصعوبة ثم ارتسمت ابتسامة مغوية على ثغرها و نهضت فجأة حتي وقفت أمام مكتبه فجلست عليهبينما كانت نظرات مراد لها مليئة بالكراهية و الاشمئزاز فأبتسمت إليه بعهر و هي تتلاعب بأزار قميصه_
كدا برضوا يا مراد تكلمني بالطريقة ديانا حتي مراتك وليا حق عليك
قبض على شعرها بقسۏة ثم دفعها لتسقط أرضا فوقف أمامها واضعا يده في جيبه وقد أصبح وجهها يقابل حذاءه اللامع
ثم نظر إليها بتمعن ولم تستطيع هي فهم نظراته المبهمة الخالية من المشاعر ليقول هو بجفاء و قسۏة_
عايزك زي الشاطرة كدا تغوري من هنا والا ھقتلك المرة الجايةوبعدين محموقة كدا ليه أنا قولت السكرتيرة متسمحش للأوساخ اللي زيك يدخلوا ليا
اڼفجرت ديما بالبكاء لم تعد تستطيع تحمل كلامته السامة القاسېة ثم نهضت من الأرض تهندم ملابسها القصيرة للغاية وشعرها قائلة بأعين ممتلئة دموع_
دي كانت أخر فرصة ليك عندي وأنت ضيعتها يا مراد
جلس على مكتبه بلامبالاة تاركا إياها تغلي بڼار ڠضبها ثم خرجت صافعة الباب خلفها
ليزفر مراد بضيق فهو يعلم بأنها لم تأتي لهذه الترهات التي تفوهت بها إنما هناك دافع آخر سيستكشفه رفع هاتفه محدثا نورا بإقتضاب_
ساعة و هكون عندك اجهزي لأني مش هتأخر
ردت نورا بقلق_
مال صوتك يا مراد أنت كويس
مفيش حاجة كنت مشغول بس انهارده
طب عاصم جوز يارا هيوصل عندك لما يبقي يخرج خليه يجي ياخد يارا عشان هي قاعدة معانا أنا وماما
تمام سلام شكله وصل
اغلق الإتصال سامحا للطارق بالدخول فدلفت السكرتيرة و تبعها عاصم فصافحه مراد برسمية ثم جلسا سويا أمام بعضهم حك مراد ذقنه قائلا بجدية_
نورا كلمتني عنك و قالت أد إيه أنت دكتور شاطر بالرغم اني اصريت تتعامل مع دكتورة بس هي منشفة دماغها و قالت يا إما أنت يا إما بلاش
أبتسم عاصم بداخله فهو يعلم بشعوره بالغيرة و لكنه اجابه بعملية_
مفيش فرق بين الدكتور و الدكتورة بس فكرة أن المړيض يكون مرتاح و عايز يتعالج على أيد حد معين بتبقي افضل و أسرع في العلاج
أماء له مراد قائلا بضيق_
انت هنا النهارده عشان افهمك أن نورا شخصية ساذجة و طيبة زيادة عن اللزوم أي كلمتين حلوين من أي حد تصدقهم غبية شويتين في حكاية الثقة بالناس يعني مهما كان الإنسان اذاها لو صالحها او سمعت عنه حاجة تدافع عنه! لو حد قالها أنه بيحبها هتصدق مش عايزك تحسسها أنها مريضة لأن الكلمة دي بتأثر على نفسيتها اللي عمله حازم معاها كان صعب جدا و انا عايزك تعرف كل حاجة منها و تحاول تنسيها أو تخليها تتخطي الموضوع ده ممكن أدخلها مصحة نفسية لو شخصت حالتها بس المهم انا عايزها إنسانة جديدة أنا سألت دكتورة قالتلي أنها ممكن ټنتحر أو ټأذي نفسها بأي طريقة أو وسيلة انا مش هستحمل يحصل معاها حاجة أو أنها تبعد عني أظن أنت فاهمني و طبعا مش هقولك متقولش لمراتك عشان مينفعش تطلع أسرار مرضيتك مهما كان السبب
أبتسم إليه عاصم قائلا بتفهم_
مش من مبادئ الدكتور أنه يطلع أسرار المړيضة و الصراحة أنت فجأتني بأنك مطلبتش إني اسجل كلامها أو اقولك اللي حصل!
هز مراد رأسه قائلا_
ماضيها أنا نسيته و عايزها كمان تنساه و عايز نبدأ صفحة جديدة بعيدة عن ذكرياتها ضعفها و مسالمتها مضايقاني اي حاجة تحصل ټعيط أنا عايزها تواجه الكل لأني لو موجود انهارده مش هكون موجود بكرة
عاصم مطمئنا إياه_
تمام و خليك واثق إني هنجح معاها ومش هتحتاج مصحة نفسية بإذن الله المهم أنت تحاول تنسيها و تسعدها معها حصل و انا براهنك أنها هتستجيب للعلاج اكتر
تنهد مراد بعمق ثم نهض قائلا_
يالا نوصل للقصر نورا بتقول أن يارا عندنا وعايزاك تروح تاخدها
نهض عاصم هو الآخر قائلا_
اتفقت معها أول جلسة امتا
أجابه مراد_
بعد تلات أسابيع عشان هنسافر
توجهت يارا نحو عاصم الذي وقف منتظرا إياها بسيارته أمام القصر قائلة بإحراج_
معلشي يا حبيبي اخرتك معايا بس نورا كانت واحشاني
ثم طوقت عنقه بذراعيها قائلة باغواء_
مسامحني طبعا يا عصومي مش كدا
ضيق عيناه مقربا إياها إليه ثم هتف بمكر_
مش مسامح وليكي عقاپ جامد انهارده يالا امشي قدامي
أسبلت عيناها بدلال ليزمجر بنفاذ صبر ثم دفعها بخفة داخل السيارة
بينما دلف مراد إلي الداخل ليتفاجأ بمجيء جدها عبد الحميد ومعه ابنه فصافحه و جلس معه في غرفة الجلوس ليتحدث عبد الحميد بود_
طبعا أنت معزوم يا مراد يا ابني
عقد مراد حاجباه بعدم فهم ليقول عبد الحميد_
فرح أدهم حفيدي يوم الخميس و طبعا احنا عاداتنا بنعمل أفراح شباب العيلة في الاقصر لأن دي بلدنا الأصلية ها يا أبني قولت إيه
فرك مراد يده بحرج_
بس أنا مشغول
نظر إلي نورا التي
 

51  52  53 

انت في الصفحة 52 من 82 صفحات