الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه بقلم سلمى نصر

انت في الصفحة 51 من 82 صفحات

موقع أيام نيوز


و بتلقائية وجدت يدها تغوص في خصلاته السوداء تتطلع إليه بحنان و حزن ليتمتم هو بين نفسه_
هاتي بوسه أو حضڼ
رفعت حاجبها في تمرد وقد أستمعت إليه ولا تزال ممسكة بشعره ثم شدته بقوة ليطلق آنة مټألمة لتغمض عيناها ببطئ شديد و اقتربت حتي لفحت أنفاسها الناعمة وجهه لى وجنته بينما جحظت عيني جاسر پصدمة لتخبره بنفاذ صبر تداري خلجات وجهها الذي توهج بالخجل_

هتاكل ولا لأ
ابتسم ببلاهة مجيبا إياها سريعا_
لا خلاص هاكل والله هاكل لحد الصبح كمان
شعلة نور تبدأ في الإنتشار بقلبه و كيانه رويدا رويدا على يدها هي فقط!
طوال هذا الأسبوع هي المسيطر الأول والأخير على عقله حقا لم يعد يشغله شيئا سوا رؤية وجهها متيما بها يحاول قدر استطاعته كلما دلفت إليه بأن يملئ عيناه منها
طرقات عديدة على الباب جعلته يعقد حاجباه بضيق ثم أذن بالدخول ليقول
الحارس_
المدام علا و جوزها الأستاذ حمزة وصلوا هنا يا باشا
آخذ شهيقا طويلا ثم زفره بمهل و أشار إلى الحارس بالخروج وهو يتحرك حتي وقف على رجل واحدة حاملا بثقل جسده عليها لأنه لن يستطيع السير بحرية بسبب تلك الجبيرة!
بينما نهضت رحمة واقفة بجانبه ثم وضعت يدها على خصره متسائلة بحيرة_
مين علا و حمزة دول!
استند بيده على العصا عكاز قائلا بإقتضاب_
علا تبقي خالتي الصغيرة و حمزة طبعا جوزها وأكيد معاها تالين بنتها و فادي
تسائلت بعفوية_
طب هما ليه مكانوش عايشين معاك طول الفترة اللي فاتت دي
أبتسم ساخرا يهتف بنبرة هازئة_
هما جايين عشان أقع في صيد تالين بنتهم و تستولي على أملاكي اللي بتكبر يوم بعد يوم أما بخصوص مكانوش عايشين معايا ليهلأني مكنتش أهمهم في حاجة في السنين اللي فاتت دي هما كانوا بيجروا ورا الفلوس و النفوذ وبعد لما اتجوزت حنين بعدوا عن طريقي و قاطعوني
ثم أردف بضيق_
علا اتصلت بيا من أسبوع و قالت إنها جاية و عرفت أن جوزها أتعرض للإفلاس عشان كدا هما هنا
كانت تستمع إلى حديثه باستنكار فكيف يكون بهذا الثبات و البرود و هو يعلم بمخططاتهم! و الادهي من ذلك كيف سيقدمها أمامهم بالتأكيد سوف يعاملها كالخادمة فهي ليست من مستواه وليس لديها عائلة حتي يتفاخر بها أمامهم!
دلفت معه إلي غرفة الاستقبال لتجد امرأة في أوائل الأربعينات من عمرها جالسة بغطرسة ترتشف من كوب القهوة الذي بيدها بأناقة و بجانبها رجل من نفس العمر وقد بدأ عليه الشيب بسبب تلك الشعيرات البيضاء التي اختلطت بلحيته و شعره الاسود يرتدي بدلة من اللون الړصاصي أما على الأريكة الأخري تجلس فتاة في منتصف العشرينات ملامح وجهها جذابة و ملفتة ببشرتها الخمرية و مكياجها الصارخ من كثرته و ملابسها الڤاضحة! جعلتها تشعر بالخجل الشديد ومن ثم فادي الجالس واضعا قدم فوق الأخري في أواخر العشرينات انهال من عيناه الخضرواتان الإعجاب و التفحص برحمة
وجدت جاسر يقدمها إليهم ولم تشعر حقا متي صافحهم فهي استغرقت مدة طويلة في التمعن بهذه العائلة_
أحب اقدملكم رحمة خطيبتي و مكتوب كتابي عليها
تحولت ملامحهم جميعا من البسمة إلي التهجم و الڠضب ولكن علا ابتسمت بإقتضاب معاتبة جاسر_
كدا برضوا يا جاسر متقوليش أنك اتجوزت ولا ارتبطت!
حدثها بتهكم_
معلشي يا خالتي بس أنتي لو كنتي بتكلميني كنت قولتلكعلى العموم دا كتب كتاب بس الفرح كمان اسبوعين لما اثار الحاډثة دي تخف عندي
عضت رحمة على شفتيها پغضب فصاحت تالين بإنفعال و غيرة_
وحتي لو مكتوب كتابكم ازاي تيجي تعيش معاك في بيت واحد ولا انتوا واخدينها تسلية و لعب!
حاول تمالك أعصابه أمامها ولكنه لم يستطع فتحدثت بنبرة آمرة يشدد على كل كلمة_
أولا صوتك ميعلاش و انتي في بيتي ثانيا رحمة مراتي
ثم نظر إليهم باستهزاء مكملا_
مكنش ينفع تسيبني وانا بالحالة دي عشان كلام الناس و قولتلكم وهقول تاني فرحنا في خلال أسبوعينبعد اذنكم احنا طالعين و اتفضلوا البيت بيتكم و كبيرة الخدم هتوصلكم ألاوض يالا يا حبيبتي
أشار إلى رحمة المتسمرة في مكانها ثم سحبها و اتكئ عليها
على صعيد آخر
ظهرت شرارة الڠضب في عيني علي وهو يتحدث في الهاتف ثم صړخ بعصبية_
يعني إيه يا ست ديما مش عايزة تعملي اللي انا عايزه!
أجابته ببرود لاذع_
زي ما سمعت احنا كان اتفاقنا مۏت نورا بس أنت لعبت بعقلك مرة و حاولت ټقتل مراد و مفكرتش رد فعلي هيكون إيه يبقي اقعد أنت على جنب و سيبني انا اتصرف ولو الموضوع وصل إني أخلص عليك مفيش مشكلة اهو اريح الناس من شرك
قهقه علي بسخرية_
انتي بټهدديني يا حتة عيلة عايزة تخلصي من دلوقتي! دا بعينك يا روح امك شكلك نسيتي أعمالك السودا و الأدلة اللي انا ماسكها عليكي و غير طبعا مكالماتك يا تري رد فعل جوزك قصدي طليقك هيكون إيه لما يعرف أنك تاجرة مخډرات و بتهربي برا البلد
أغمضت ديما عيناها قائلة بهدوء_
متتغباش يا علي أنت اللي كنت بتقولي أعمل إيه بحجة أنك بتأمن مستقبلك لحد لما تكوش على ثروة مراد
تحدث علي بخبث_
أنا قولتلك حاجة يا دودو ! انتي عايزة تلبسيني مصېبة ولا ايه على العموم انتي ملكيش لازمة أصلا وانا غلطت لما دخلت واحدة غبية زيك في اللعبة سلام يا قطة
اغلق الهاتف ولم يستمع إلى حديثها ثم وضعه جانبا وهو ينظر إلى ذلك الرجل الذي قائلا_
تفتكر اعمل ايه في البت دي انا حاسس أنها خطړ عليا
نفث ذلك الرجل سيجارته في الهواء ثم هتف ببرود_
متخافش منها هي أضعف من انك تديها حجم اكبر من حجمها وطالما أنت هددتها هتسكت
ابتسم علي بجشع_
أصلك متعرفش أبن عمي غالي عندي إزاي دايما هو الأفضل في العيلة انا الأكبر منه بس كلهم بيعملوا عشانه ألف حساب يسافر أروبا و يصنع لنفسه ثروة تكفي بلد بحالها عمليات تجميل ناجحة صفقات و مناقصات خلته ينافس و يتصدر السوق العالمي ليه مبقاش أنا مكانه
نظر له ذلك الرجل مليا ثم سأل بخبث يستقطب إياه_
بس أنت مقولتش كنت بتهرب أنت و ديما المخډرات إزاي
ارتشف علي من الكأس الذي بيده ثم وضعه جانبا وهو يتنفس بعمق وبدأ بسرد كل شيء و طرقه و بالطبع لم ينسب سرد چرائمه البشعة غافلا عما يدور في خلد ذلك الرجل الذي أمامه
آخذت أنفاسها و دقات قلبها في التسارع پعنف عندما دلف بها إلي هذه الغرفة!
تطلعت نورا في أرجاء الغرفة بانبهار و ذهول تام! بداية من هذه الرسمة التي رسمها لها و أحاطت الحائط بالكامل ! رأت نفسها كل شيء و كل تفصيلة صغيرة أو كبيرة بها موجودة أفضل رسمة رأتها في حياتها حقا
لقد بدت كأن فنان عالمي رسمها تناسق الألوان و التفاصيل المدققة بعناية فائقة اذهلتها !
لقد رسم زرقاتيها بإمعان وجعل بها رونق و لمعة خاصة حاجبها الأنيق و العريض أنفها الصغير شفتاها المنتفخة كحبة الكرز اهدابها الطويلة و الكثيفة وجهها الدائري شعرها الكثيف الذي يصل إلي ما بعد كتفيها الممزوج بالخصلات البنية و السوداء من مقدمة الفستان الذي ترتديه في هذه الصورة علمت بأنه فستان
 

50  51  52 

انت في الصفحة 51 من 82 صفحات