الأربعاء 27 نوفمبر 2024

القلب يهوي قاتله بقلم شيماء رضوان

انت في الصفحة 13 من 21 صفحات

موقع أيام نيوز


علي حبيبة .
استدارت اليها بثينة وأمسكت يدها تحثها علي الدخول قائلة ..هي جوة ادخلي يا خديجة وأنا هروح أجهز ليها أكل .
دلفت خديجة للداخل بابتسامة متوترة خائڤة من الرفض وعندما شاهدتها حبيبة ابتسمت لها ابتسامة باهتة تشير لها بيدها قائلة ..تعالي يا خديجة متقفيش علي الباب .
اقتربت خديجة وجلست علي المقعد المجاور للفراش قائلة بتوتر ..حمد الله علي سلامتك يا حبيبة .

اتسعت ابتسامة حبيبة قليلا وقالت ..الله يسلمك وشكرا علي مساعدتك ليا لولاكي انتي وفرحة كان ابني التاني ضاع مني.
ردت خديجة بسرعه..بعد الشړ ربنا يخليهولك وتقومي بالسلامةوتشوفيه قدامك .
أغمضت حبيبة عيناها قليلا تؤمن علي دعائها ثم نظرت لها قائلة بهدوء ..انتي أخر حد كنت أتوقع يساعدني .
أخفضت عيناها خجلا وهتفت بخفوت ..كلامك صح كل اللي حصلك بسببي يخليكي تقولي كده وأكتر كمان أنا غلطت كتير بس والله ندمت ونفسي الكل يسامحني حياتي اټدمرت بسبب حبي لواحد أناني اتجوزني علشان ينسي حبه ليكي وأنا كنت غلطانه لما عاملتك وحش انتي ملكيش ذنب
صمتت قليلا ثم أكملت بخفوت ..انتي عمرك ما بصتيله ولا عشمتيه بحاجة انما هو اللي اتعلق في حبال الهوا الدايبة اتعلق في أمل كداب بص للي مش ليه .
أمسكت خديجة يدها بتأثر قائلة ..متزعليش نفسك لازم تقاومي شوية علشان خاطر اللي في بطنك وسيبك من أى حاجة تانيه .
عندك حق لازم أقوى شويه علشان خاطر ابني .
زفرت خديجة بتوتر عقب خروجها من شقة حماتها ونجاح مهمتها في التقرب منهم قليلا كخطوة ايجابية نحو حياة جديدة .
بعد شهر من حاډثة حبيبة .ظلت حبيبة ببيت والدها رافضة الصعود لشقتها ووالدها لا يريد مجادلتها حتي لا تفقد الجنين الأخر .خالد يزورها يوميا ودوما تحدثه بجفاف وجمود فأصبحت حبيبة أخرى لا يعرفها صالح يهرب دوما من مشاعره تجاه خديجة ويتعمد الغياب عن المنزل حتي لا يراها ويتأثر بحبه لها خاصة والتغيير ظهر جليا عليها .
اما خديجة نما حبه الوليد بقلبها ووأصبحت تتودد له كثيرا تريده أن يتعامل معها بأريحية ويتحدث معها ويحاورها بدلا من التواجد دوما خارج المنزل ولكن بعد أن تقوم بخطوة قوية وحاسمة نحو حياتها التي تريد عيشها علي أكمل وجه .وقفت أمام مرآتها تهندم ملابسها المكونة من فستان من اللون الموڤ يزينه من الوسط حزام من الجلد الأبيض وعكصت شعرها علي شكل كعكة ثم ارتدت حجاب من اللون الأبيض وابتسمت بسعادة ثم ذهبت الي حيث يجلس أمام التلفاز .وقفت أمامه تحجب عنه الرؤية فرفع رأسه ليشاهدها بتلك الهيئة الجديدة الخاطفة للأنفاس ليعلن عقله أن النهاية باتت أقرب بكثير .وقف أمامها ببطئ يتابع ابتسامتها التي تزين ثغرها ويدها التي تمسك فستانها من الجانبين بسعادة كفتاة صغيرة اشترى لها والدها ملابس العيد ارتجف قلبه بين أضلعه وتعالت خفقاته يراقب سعادتها التي تقتله وفرحها الذى يمزقه حاول مجاراتها في ابتسامتها بأخرى حتي ولو كانت مصطنعه ولكنه لم يفلح فأصر الصمت وارتداء قناع الجمود .الابتسامة لم تفارق محياها وهي تقول بخفوت ..ايه رأيك .
رد بجمود ..أخيرا قررتي تلبسي الحجاب .
هزت رأسها في سعادة بالغة وقالت ..لبسته عشانك .
عقد حاجبيه بعدم فهم وقال ..عشاني ازاى المفروض يكون عشانك انتي .
اتسعت ابتسامتها أكثر ولمعت عيناها قائلة..صحيح أنا حبيت ألبسه وأتغير بس برده عملت كده عشانك يا صالح .
صمتت قليلا ثم قالت بنبرة خاڤتة ..عشان أبدأ معاك من جديد لاني
صمتت غير قادرة علي اكمال حديثها كيف تخبره بذلك تزوجت بأربع رجال ولكن ليست

لديها القدرة علي إكمالها .حثها علي الحديث قائلا..لانك ايه يا خديجة .
ابتلعت ريقها في توتر وقالت بسرعة..لاني عايزة أكمل حياتي معاك يا صالح أنا اتغيرت عشانك .
كيف يخبرها أنه يود ذلك كثيرا ولكن كيف سيتحمل مقدرته علي ذلك غير موجودة .زفر في ضيق وقال ..التغيير لازم يكون عشانك يا خديجة مش عشاني لان أنا خلاص مهمتي معاكي كده خلصت خلاص.
رفعت عيناها بعينيه في تساؤل وقلبها ينبض بالخۏف هاتفة بهمس ..يعني ايه مهمتك خلصت .
زفرة عميقة خرجت من جوفه وداخله تتمزق علي ما سيتفوه به ..أنا اتجوزتك لمهمه محددة وهي اني أعيد اصلاحك من الأول يا خديجة والحمد لله التغيير باين عليكي لكن جو المشاعر ده مليش فيه وانك عايزة تكملي حياتك معايا ده ميخصنيش .
احتدت عيناها واقتربت منه تلكزه موضع قلبه قائلة بشراسة ..يعني ايه ده حجر عمره ما حمل ليا أى مشاعر عمره ما حس بحاجة ناحيتي .
نفي برأسه وعيناه تهدد بڤضح مشاعره نحوها وداخله يخفق بقوة رفضا لقراره فهتف بجمود ..يعني انتي طالق .
احتدت عيناها أكثر تجابهه بقوة تلك الكلمة مزقتها كثيرا لكنها ليست المرة الأولي سمعتها أربع مرات من قبل ولكن أثرها تلك المرة أشرس وأعنف .تبدل الۏجع الظاهر علي محياها وهتفت بقوة تصاحبها ضحكاتها العالية ..ومين قالك اني هسمحلك بكده يبقي لسه متعرفش مين خديجة غفران يا أسطي صالح .
ألقت كلماتها بوجهه والتفتت نحو باب الشقة راكضة نحو شقة جدها تحاول بصعوبة منع عبراتها من الهطول تؤكد لنفسها أنها سترده اليها مهما كلفها الأمر .
راقدة علي فراشها تحدق في سقف غرفتها مر شهر كامل لم يأتي الي جدها مرة أخرى ترى أزال الخطړ عن خديجة أم أنه تعب من منع صديقه في الوصول اليها تحمد الله كثيرا أن شقيقها لم يخبر احدا بمقابلتها مع مراد ونسي أمر العمل والتهي بحياته مع زوجته ولكن هل تجرب الحديث معه .عندما أتي بسيرة العمل خطړ علي بالها أن تبحث عن وظيفه مناسبة لمؤهلها الجامعي ولوهلة ظنت أنها يمكنها الاستعانة به في توفير وظيفة لها ولكنها نهرت نفسها علي الفور فلا يمكنها الذهاب له وطلب ذلك فقط ستبحث هي فليست صغيرة ليتوسط لها أحدهم .
جلست أمام الجد بعيناها الدامعة بعد أن قصت عليه ما حدث ترجو حلا منه أما هو جلس يستند علي عصاه ينظر أمامه بعيناه الثاقبة يحاول ايجاد حلا لتلك المعضلة هو أدرى الناس بعناد حفيده الشديد وتحمس أكثر لرجعوها له خاصة عندما لمح التغيير الكبير الطارئ عليها .نظر لها بابتسامة واثقة ثم اقترب من مكان جلوسها قائلا بهدوء..هخليه يردك ليه .
تجهمت ملامحها ونظرت للأسفل قائلة بنبرة أقرب للهمس ..بس أنا مليش عدة لان صالح م مم .
صمتت غير قادرة علي المتابعه أما هو رد بهدوء وحكمة ..طالما اتقفل عليكم باب واحد وفضلتوا لوحدكم مع بعض دى اسمها خلوة وانتوا اتجوزتوا شهر ونص يعني فترة كويسه يبقي ليكم عدة احترازية.
ابتسمت له بسعادة قائلة ..ازاى بس هتخليه يوافق.
هنجمع العيلة كلها وتقولي قدامهم انك حامل وانه طلقك وقدامهم كلهم هحكم عليه انه يرجعك علشان اللي في بطنك .
ردت بقنوط ..هينكر قدامهم اني حامل .
لكزها بخفة قائلا بحكمة ..يبقي لسه متعرفيش صالح يا بنتي ده حفيدى وأنا حفظه زى كف ايدى من رابع المستحيلات انه يطلع أسرار بيته بره ساعتها هيسكت قدامهم بس هيطلع عينك انتي واستحملي بقا .
جحظت عيناها بړعب وتلعثمت
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 21 صفحات