رواية أولاد فريدة بقلم إيمان فاروق
انت في الصفحة 1 من 50 صفحات
رواية أولاد فريدة من الفصل الأول إلى الفصل الرابع بقلم إيمان فاروق
اهداء إلى تلك السيدة التي جعلت نابضي ينبض بالحب ..الى تلك الأرض الخصبة التي انجبت خمس من الزهور لأكون انا واحدة منها ..تلك المرأة الصبورة التي كانت ومازلت ام لكل من يعرفها ..تلك الرائحة العطرة والاخلاق الكريمة التي ينتشر ريحها الطيب وحسنها بين الناس في أخلاق أولادها الذين يسيرون في نور دربها.. أمي أدامك الله لنا وكل عام وانت وكل أم بخير .
ناقوس الخطړ إذا تخطيناه سنغرق في بحر من الظلمات.
الأم هى الصخرة التي تقف متأهبة من أجل إسنادك هى الصديق الحقيقي الذي يزيذ في وفاءه لك ولا يتغير مع تغير وتقلب الزمان هى النجمة اللامعة في العالم المظلم المحيط بك وبغض النظر عن صعوبة الأمور في بعض الأحيان الا أنها تظل دائما موجودة من أجل الحماية والدفاع عن أولادها فهى جنة الله فالأرض فنبع حنانها يفيض فهى تعطي دون النظر إلى اي مقابل.
آمين يا رب العالمين
تقطن الحاجة فريدة في احد المنازل البسيطة التي تنم عن حالتها الفوق متوسطة والتي تعتبر ميسورة إلى حد ما يجعلها لا تحتاج الى إعانة من أحد فزوجها ترك لها راتب وفير يكفيها لقضاء احتياجتها من مأكل وملبس وعلاج وأشياء أخرى
تخطت عامها الستون ولا تزال تتميز بجمال وجهها المصحوبة بتجاعيد ذادته هيبة مع لونه الأبيض الذي يعكس نورها من الداخل وتتمتع بصحتها الجيده برغم تقدم عمرها مما يجعلها تقوم بكل مهامها اليومية دون الأحتياج الى مساعدة من أحد برغم كونها أم لخمس أولاد ثلاث من الرجال وفتاتين تزوجوا جميعا ولم يتبقى سوى أصغر ابنائها سامر والذي تعدى الخمس وعشرون عاما ويرفض الإرتباط بأبنة عمه هيام برغم ما تكنه هي له من مشاعر ولكنه لا يبادلها هذه المشاعر مما يحزن والدته عليه لأنها لا تتمنى له أفضل من هذه الفتاة التي نشأت وتربت بين أحضانها مع أولادها فهيام مرتبطة بزوجة عمها نظرا لأنها فقدت أمها وهى صغيرة وتولت فريدة بعدها تربية الصغيرة الى ان تزوج أبيها مرة أخرى ولكن الحاجة فريدة لم تبعد هيام عن قلبها فدائما كانت لها أم بديلة بل وتشاركت مع زوجة أبيها أمل والتي اصبحت بعد ذلك هى الأخرى صديقة لهذه الأم التى تعتبر للجميع نبراس للحنان فالكل يعتبر الحاجة فريدة أم له ويحرصون على الاستماع رأيها السديد والاستمتاع بمجلسها الطيب فبيتها مفتوح دائما وممتلئ برغم وحدتها فاولادها جميعا مستقلون بحياتهم دون سامر فهو الوحيد الذي يقطن معها لكونه غير متزوج.
تعود بذاكرتها إلى أكثر من خمسة عشر عاما وهي تقف أمام غرفة العناية المركزة بإحدى المشافي وقد أصابها الهلع بعدما وجدت حركة غير عادية بين طاقم التمريض لتهتف قائلةوهي تتشبس في ملابس إحدى الحكيمات قائلة لو سمحتي يا نرس ارجوكي قولي لي في ايه بيحصل جوة بالله عليك قولي لي.
الممرضه بياس وإحراج فحاله زوجها لا تبشر باي خير غير مستقره مما جعلها تقول
_بصراحه مش عارفه أقول لحضرتك إيه عموما إن شاء الله خير إدعيله أنت بس.
تجمع حفنة من الأولاد والبنات حولها بعدما ارتفعت شهقاتها لتحتويهم هي جميعا وتربت فوق أكتافهم حتى تهدأ أنفاسهم جميعا لتستنشق بعدها الهواء وتبتلع غصتها حتى تستطيع أن تقول أدعوا لبابا ياولاد أنه يقوم بالسلامة ويتجاوز المرحلة دي لازم نجمد كلنا.
تتسابق في خطواتها لتستقر أمامه وتنحني عليه لتكون بين كفيه التي مدت نحوها وهى تقول ألف سلامة عليك يا حبيبي أن شاء الله تقوم لينا بالسلامة.
الزوج بوهن معلش يا فريدة تعبتك معايا.
تحدثت من بين بكائها متقولش كده يابو كمال أنت هتقوم لينا بأمر الله وعمر وجودك معانا ما كان تعب يا حبيبي.
اجابها الزوج بحزن شديد معلش كان نفسي ارجع ليكم لكن أمر الله ممنوش مفر ربنا يعينك ويعوضك خير على صبرك معايا يا فريدة.
قالها ليتوجه بعدها نحو الشاب الذي يقف في تية وحزن مما يشاهده وهو يقول كمال يا
أومأ له الشاب وهو يزرف الدمع فالقدر حكم عليه أن يكون في المقدمة ولكن هل سيكون أهل لهذه الثقة التي حملها له الأب أم أنه سيتنصل من تلك الأمانة التي تركها له أبيه في أخر لحظاته
كانت كلماته تخرج متقطعه لينتهي وهو يلفظ الشهاده وتصعد الروح البارئها لتبدا هي حياه جديده تكون فيها الأب والأم في نفس الوقت لتعود الى واقعها.
عودة للحاضر.
لتقف في اشتياق أمام صورة فوتوغرافية كبيرة تحتل واجهة غرفة المعيشة والتي تعتبر مقرها الأساسى فهى تقطن بها طيلة الوقت تستعيد ذكرياتها معه هذا الزوج الذي كان خير انيس وجليس لها فهم تشاركا سويا تربية الأبناء بينهم في سعادة برغم مشاكل عديدة مرت بهموذاقا معا حلو الحياة ومرارتها الا أنه كان دوما خير السند لها الى أن لاقى لقاء ربه منذ أكثر من خمسة عشر عام تركها تجاهد مع أبنائها فهو لم يحضر غير زفاف أبنهم الأكبر كمال وابنتهم ابتهال وقامت هى بمساندة ابنها الأوسط رأفت حتى أتمم زواجه وبعدها ابنتها الصغرى رهف وها هى تجاهد مع هذ السامر وقلبها يتمنى ان تسعد بزواجه هو الاخر غير عابئة بهجره لها هو الأخر لا يهم مادام سيكون في حال أفضل بعد ذلك انتهت من قرأة بعض آيات القرآن وبعض من الأدعية وتوجهت حيث اريكتها المفضلة لتستريح قليلا وتواصل عملها اليومي وهى تتمتم بعض الأذكار والأدعية.
نهضت لتصنع فنجانها اليومي من الشاي المزود بالحليب قبل ان تبدأ في برنامجها اليومي فكبتت في داخلها حزنها الدفين ولوعتها من ما إقترفوه ابنائها في حقها فهي لم تتخيل ان تقف معهم في هذا الموقف ماذا فعلت حتى يتعامل اولادها معها بهذا الجفاء فمن الواضح انها تهاونت في حقوقها كأم بينهم لقد غلبت عليهم الأنانية وتفضيل مصلحتهم الشخصية عن قيمتها امامهم استغفرت ربها ودعت لهم بالهداية فقلبها ابى أن يقوم بالدعاء عليهم فبرغم قسوتهم عليها الا أن عطفتها كأم غلبت حزنها منهم جلست تستعيد بذاكرتها فى البارحة وهى تستقبل يومها بسعادة كأي ام في يوم عيدها فضحكت سخريتا حينما ظنت لوهلة أنها ستنعم بيوم حافل ملئ بالسعادة في قرب ابنائها فكم كانت في اشتياق لتجمع ابنائها حولها في مثل هذا اليوم تنهدت في الم ونظرت الي جوالها القاطن بجوارها والذي أصبح انيسها الوحيد فهو أصبح نافذتها على العالم الخارجي فأغلب اليوم يكون في قبضتها تتجول بين صفحات مواقع التواصل التي تحمل اسماء أولادها لتستشعر وجودهم حولها وتتخذ من تطبيق الواتساب مقر لها تتجول بين ارقام هواتفهم لتتواصل بهم ففيه تطمئن عليهم من خلال الحالة الخاصة التي يبثها كل واحد منهم فتجعلها في حالة قرب منهم