الأحد 24 نوفمبر 2024

روايه-جميلتي-

انت في الصفحة 8 من 19 صفحات

موقع أيام نيوز

حدقت لها جميلة بدهشة ثم هتفت بها بإستغراب: أنتِ عبيطة يا بت! أنا اللي مخدتش بالي وكنت هبلة ووقعت أنتِ ذنبك إيه! على رأي قاسم كان لازم أخد بالي أنا ماشية فين؟

رفعت ياسمينا حاجبها وقالت بإبتسامة ماكرة: دلوقتي بتاخدي برأي قاسم؟

نظرت لها جميلة بغي،ـظ وضر-بتها على كتفها: ده وقته يعني!

ضحكت ياسمينا على مظهرها ثم جلست قليلا وبعدها غادرت لمنزلها، في ثاني يوم العيد استطاعت جميلة أخيرا الوقوف كفاية على قدمها للخروج.

حين خرجت للشارع ورأت المناظر المبهجة للعيد، استطاعت أخيرا أن ترسم إبتسامة حقيقية مبهجة على وجهها، كانت تتجول قليلا وتنظر حولها بفرح بإنتظار مجئ ياسمينا حتى يتنزهوا سويا.

كانت شاردة تتطلع أمامها ببهجة حين انتبهت فجأة لوقوف شخص أمامها، خرجت من تأملها لتجد أن الشخص ماهو إلا قاسم.

أبتسم لها أما هى نظرت له بتعجب.

قال لها بصوت هادئ: أزيك يا جميلة عاملة إيه؟

قالت بصوت متوتر لوجوده الذي فاجأها: الحمد لله بخير.

مد لها يديه فتطلعت لهما لتجد بوكيه من الورود الحمراء بينهما، نظرت له بدهشة: إيه ده؟

ازدادت إبتسامته اتساعا: بوكيه ورد علشان أبارك لك على مناقشة الماجستير بتاعك اللي بعد بكرة، مش أنتِ دايما كان نفسك حد يجيب لك واحد يومها؟

اتسعت عيونها بذهول وقالت بتعلثم: طب..طب انت عرفت منين أني عندي مناقشة؟ وعايزة ورد؟

حدق لها بتعبير شقي يظهر في عينيه: عرفت لأنه دايما كنت بخلي ماما تعرف أخبارك من مامتك أما عن الورد فأنا عارف ده من زمان من أيام ما كنتِ بتحلمي بيه وأحنا صغيرين.

ازدادت ضر-بات قلبها وتطلعت له بحيرة ممزوجة بإرتباك: طب أنت بتعمل كدة ليه ولا بتقولي الكلام ده ليه؟

تنهد ثم تطلع لها بتعبير لم يسبق أن رأته في عينيه وإبتسامة حنونة ترتسم على شفتيه: أنا عارف أنه ممكن اللي بعمله ده غلط بس أنا مبقتش قادر استنى أنا عارف أنه أنتِ كنتِ مستنية تاخدي الماجستير علشان تفتحي باب الخطوبة علشان كدة كنتِ مستنيكِ.

كأن الهواء حولها يزداد اختناقا؟

ردت عليه بصوت مخنوق: قصدك إيه؟

حدق إليها بنفاذ صبر ثم تنهد، قال بصراحة ممزوجة بالرقة وهو ينظر مباشرة لعينيها:

_أنا بحبك يا جميلة، تقبلي تتجوزيني؟

الجزء الخامس

جمدت جميلة مكانها وعيونها تتسع في صد@مة ما تسمعه منه، للحظات نظرت له فقط بدون أن تستطيع أن تنطق كلمة واحدة.

توتر قليلا لكنه قال بنبرة ثابتة وعيونه مازالت تنظر لها بنفس المشاعر: أنا فضلت مستنى لحد الوقت المناسب علشان تبقي مستعدة، أنا مش بعرف أقول كلام مزخرف بس أنا إنسان بسيط بحب الحياة البسيطة الهادية المريحة يا جميلة بحلم بواحدة تكمل معايا حياتي وأقاسم معاها الحلوة والمرة، تكون الايد اللي بشد عليها في أوقاتي الصعبة قبل الحلوة، تكملني واكملها ونبقى إحنا الاتنين واحد، وأنتِ الإنسانة دي يا جميلة.

رفعت بصرها له غير مصدقة وأنفاسها تتسارع أما هو فتابع بحب ولهفة: بحلم تكوني الإنسانة اللي تكمل معايا بقية حياتي وتشاركني الحياة والأحلام دي، أنا اترقيت في شغلي ودي حاجة كنت مستنيها بردو وبقى منصبي أحسن ومرتبي أكبر صدقيني عمري ما هخليكِ محتاجة حاجة أو نفسك في حاجة هعمل اللي عليا دايما علشان أخليكِ مبسوطة، الحلم ده مش من يوم ولا من اتنين يا جميلة ده من زمان وكان مجرد أمنية جوا قلبي لحد ما يجي اليوم المناسب اللي أقدر أصرح بيه بكل مشاعري وأقول أني بحبك بجد ونفسي اتجوزك.

كانت تنظر له غير مصدقة تحاول استيعاب كلماته التي تنفذ مباشرة داخل عقلها، صمتت وطال صمتها حتى أصبح ثقيلا على قاسم الذي بدأ التوتر يزحف له وهو ينتظر ردها بفارغ الصبر.

انت في الصفحة 8 من 19 صفحات