الأحد 24 نوفمبر 2024

روايه-جميلتي-

انت في الصفحة 9 من 19 صفحات

موقع أيام نيوز

قال بقلق وقد عبست قسماته قليلا: قولتي إيه؟

رفعت بصرها له ازدردت ريقها بصعوبة وهى تشعر أن هناك كتلة كبير تسد حلقها ثم قالت بصوت مرتعش: اا...قاسم .... أنا عمري ما توقعت منك كدة.

أبتسم بخفة وعيونه تناظرها بقلق: أيوا ما أنا كنت مستني الوقت المناسب زي ما قولتلك، بس صدقيني أنا صادق في كل اللي بقوله وربنا شاهد على كلامي.

تجمعت الدموع في عينيها وهى تنظر له بعجز، تشعر بأنه لا يوجد أي كلام يستطيع أن يسفعها لترد عليه.

هزت رأسها ببطء وقالت بنبرة خافتة مهزوزة: أنا.... أنا آسفة.

التعبير الذي ظهر على وجهه لا شئ يكفي كي يعبر عنه بالكلمات وقد اقسمت جميلة داخلها أنها لن تنساه طوال حياتها، حيث فقد وجهه كل لون وشحب بشدة وهو يناظرها بعدم تصديق وصد@مة، يديه ارتخت قليلا عن بوكيه الذي يمسك به، نظر حوله بتوهان وشرود لا يستوعب ما قالته للتو، عاد ينظر لها مجددا وقد احمرت عيناه بشدة كأنه يحبس الدموع فيهما.

قال بصوت لا حياة فيه: ليه؟

أغمضت عيونها بقوة وهو تخفض رأسها بينما تابع بنبرة ضعيفة: لو كنت بضايقك قبل كدة فأنا كنت بهزر معاكِ أنا عارفة أنها حركات رخمة شوية بس مكنش قصدي بيها حاجة وحشة والله، ولا تكوني مش مصدقة أني بحبك يا جميلة؟

صمتت، لم تجد عندها كلمات ترد بها عليه أما هو فقال بصوت فارغ: على العموم ربنا يوفقك، آسف أني ضيعت وقتك.

ثم ذهب من أمامها وهى تراقبه بنظرات متحسرة لا تعلم لما يؤلمها قلبها بشدة وهى تراه يرحل هكذا، أم هذا الم الشعور بالذنب لأنها كسرت قلبه؟

أرادت العودة لغرفتها والبكاء بشدة وهذه الرغbة تزداد لدرجة لا يمكن تحملها، فجأة وقف أمامها شخص فرفعت بصرها لتجد وسيم.

قالت بدهشة وهى تحاول أن تجعل صوتها ثابتا: وسيم؟

قال وسيم بجدية: أزيك يا جميلة عاملة إيه؟

قالت بهدوء: الحمد لله بخير.

أبتسم لها: أولا ألف سلامة عليكِ، ثانيا كنت عايزك في موضوع كدة.

عقدت حاجبيها بإستغراب: موضوع إيه؟

قال بجدية: هتعرفي قريب المهم شوفتك فقولت أقولك ألف سلامة عليكِ و كمان....

لم تسمع جميلة بقية حديثه، حين حادت عيناها رغم عنها بعيدا عن وسيم وهو يتحدث وجدته واقفا هناك بعيدا، عيونه تحدق لها بشدة وداخلها تعبير مزيج من الألم والاحتقار، يده تقبض بشدة على الورد الذي يمسك به، ظلت جميلة تنظر له وقد عاد لها نفس الألم غير قادرة على أن تشيح ببصرها عنه.

قال وسيم فجأة: جميلة أنتِ سامعاني؟

حدقت له بإرتباك: اه بس بدأت أتعب شوية من الوقفة.

قال بعبوس: تمام ارتاحي وأنا همشي دلوقتي، سلام.

حين ذهب نظرت مجددا لمكانه لتجده قد اختفى ولكن بوكيه الورد مازال هناك ملقى على الأرض بجانب القمامة.

الجزء السادس

كانت في غرفتها بعد أن عادت تبكي بحرقة وهى تجلس على سريرها.

دلفت لها ياسمينا ببشاشة: كل سنة وأنتِ طيبة يا جوجو.

رفعت جميلة وجهها لياسمينا التى توقفت مكانها مصدومة ثم أسرعت نحوها تقول بقلق: مالك في إيه؟

عادت تبكي مجددا وهى تغمض عينيها وترتمي في أحضان ياسمينا التي ضمنها لها والقلق يزداد في نبراتها: في إيه يا جميلة؟ ردي عليا!

قالت بشهقات من بين بكائها: ق....قاسم.

عقدت ياسمينا حاجبيها بإستغراب: ماله قاسم؟

حاولت أن تتكلم ولكن خرج صوتها غير واضح بسبب البكاء: ات...اتقدملي و...رفضته!

أبعدتها عن حضنها بذهول وهتفت بعدم تصديق: إزاي! وأمتى!

تنهدت جميلة بعمق والدموع مازالت تنحدر على وجهها: مش قادرة أتكلم يا ياسمينا احضنيني دلوقتي وبس.

10 

انت في الصفحة 9 من 19 صفحات