رواية جواد رابح
( رائع.. بل شديد الروعة)
هكذا أثني عليّ أستاذي منبهرًا والفخر يسيل من عينه وهو يتأمل ثوب العرس الذي صنعته لابنة صديقه، أخبرني برضا: لم تخذليني برهاني عليكِ صهباء، أحسنتِ.
استنارت ملامحي واتسعت ابتسامتي قائلة:
كل هذا ثمار تعليمك وتدريبك لي أستاذي، لم تبخل علي بشيء وسأظل مدينة لك بذلك.
_ بل لم أبذل إلا القليل، موهبتك تولت كل شيء، وفقك الله صهباء (واستطرد) ستأتي العروس غدا لتري ثوبها وتقيسه، أتوقع أنها سوف تقبل وجنتاكِ شكرا.
_ لكنه عمل رائع أخلصتي بصنعه.
_ حمد لله أستاذي، هذه فضله عليّ.
من فرط فرحتي عدت للبيت أراقص أمي تارة وشقيقتي تارة وأقفز أمام أبي وأقبله صائحة بما أنجزته وإشادة أستاذي وانبهاره، لأحصد من الجميع عناقات حانية وفرحة لأجلي وتهاني خالصة لي بالتوفيق.
أتي الصباح لاستعد بنشاط وحماس للذهاب لعملي وانتظار العروس صاحبة الثوب وأنا أتشوق لرد فعلها.
جبر الله خاطري وأنا أري فرحة العروس التي أغرقتني شكرا لما فعلته منبهرة بثوب عُرسها الذي لم تتوقع أن يكون بهذا الجمال، ليقاسمها الأنبهار شقيقها الأكبر الذي اصطحبها مثل المرة السابقة بلقائنا الأول، شاب وقور يحظي وجهه وسامة لا تخطئها عين، لكن نظرات إعجابه التي وجهها لي أربكتني قليلا، تحاشيتها وأنا أحدث الفتاة: كم أسعدني أن الثوب نال أعجابك، وأظن حين ترتديه سيزداد جمالًا.
_ لا جمال يفوق ما صنعتي، أنتِ رائعة.
أخجلني تعليق شقيقها لي فقلت بتهذيب: أشكر ذوقك سيدي.
_ هل يمكن ارتدائه الأن صهباء؟
تسائلت الفتاة فقلت بترحيب: بالطبع، كي نطمئن أن قياسه مناسب عليكِ، تفضلي معي.
قدتها لغرفة القياس وساعدتها بإقحام جسدها بالفستان، لتشهق بانبهار وهي تراه يكسو جسدها بنعومة ليعطيها مظهرًا شديد الفخامة والرقة. معًا.
_ أنتِ حقًا رأئعة كما قال أخي "فضل".