رواية جواد رابح
أبتسمت بخجل والفتاة تترك غرفة القياس وتطل علي أخيها الذي أطلق صفير إعجاب مع قوله:
رائع، سوف تحصدين حسد رفاقك جميعا يا جميلتي.
ضحكت وهي تدور بالفستان أمامه ليمنحها نظرة حانية أغبطها داخلي عليها، جميل أن تمتلك الفتاة شقيقا مثله ينظر لها هذه النظرة.
_ أخبريني أختي، وسيم ذاك الشاب الذي دعانا لحفل زفاف شقيقته؟
صاحت معترضة: بالله عليكِ أنتِ لا تكونِ قاطعة أرزاق، ربما أعجبني و وجدته فارس أحلامي.
_ جيداء، نامي ولا تتحدثي بهذا الهراء ثانيًا، وإلا لن أصحبك معي.
صاحت بفزع: لا لا تفعليها، حسنًا سوف أتأدب، أعدك.
هزت رأسها بيأس: أتمني ذلك يا حمقاء.
منحتها جيداء نظرة ماكرة: حقًا؟ ألم يعود لكِ بعد أن رحل مع شقيقته فقط ليؤكد عليكِ الحضور وأنه سوف ينتظرك؟
أشتعلت وجنتاها وهي تتذكر عودته التي فاجأتها، أهتمامه بحضورها حفل الزفاف أربكها وحيرها، لتتماسك وتنهي الموقف سريعا بمنحه وعدها بالحضور، لتبرق عيناه ببريق غريب وهو يودعها مجددًا شكره لما فعلته.
_ أين ذهب عقلك يا فنانة؟
أجفلها صوت جيداء فرمقتها حانقة:
عقلي لا يزال برأسي، وهيا أخلدي لنومك واتركيني أنام، كفاكي ثرثرة أيها البائسة.
تثائبت جيداء وهي تستلقي على ظهرها: نعم أختي أنا أريد النوم حقًا ( مهمهمة بصوت تملك منه النعاس) نسيت إخبارك أن سوف أستعير منكِ ثوبك الأزرق لأزور به صديقي بالغد، وربما أستعير ثوب أخر لحفل خطبة صديقة لنا أخر الأسبوع، و…
وسكتت يخضعها النوم لسلطانه، لتنظر لها صهباء مبتسمة بحنان، ونهضت تعدل الغطاء فوقها ثم منحتها قبلة دافئة على حبينها هامسة:
ثرثارة لكن أحبك.