الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية لم يبق لنا إلا الوداع

انت في الصفحة 17 من 45 صفحات

موقع أيام نيوز

رواية لم يبق لنا إلا الوداع الجزء الثالث بقلم منى أحمد حافظ
أجهشت منار في البكاء بين ذراعي شقيقتها ولم تر والدها الذي انسحب من أمام غرفتها وهاتف أمجد الذي استجاب سريعا لاتصاله وهو يتلفت حوله بحذر وأنصت لحديث شهدي بوجه مقطب وحين طال صمته ابلغه بموافقته مرغما وألقى هاتفه أرضا ولعڼ حظه فهو اعتمد على حالة الخصام بين شهدي ومنار ليتمم عقد قرانه منها دون جلبة والآن وبعد اتصاله بات عليه ترتيب احتفال لعقد القران وإشهاره شد أمجد شعره وكاد ېصرخ ويلعن شهدي ومفاجآته وأطاح بالطاولة الصغيرة من أمامه پغضب ولكنه سرعان ما تمالك نفسه وغادر غرفة نومه ليصطدم بليان التي أتت فور سماعها صوت جلبة فاحتضنها أمجد وقبل وجنتها مردفا

.._ أهدي يا لولي محصلش حاجة كل الحكاية أني مأخدتش بالي واتخبطت فالترابيزة فوقعت.
راقبت ليان ملامحه وأنفاسه المهتاجة وتهربه بعينه من النظر إليها وحاولت سبر أغواره التي للمرة الأولى تدرك عمقها وغموضها فبعد مواجهة أبناء عمومتها له ولوالدها وصدامهم الكارثي علمت أن الأمر لن يمر مرور الكرام لمعرفتها بطبيعة زوجها الحساسة واعتزازه الشديد بكرامته ورفضه أي إهانة والآن وبعد سماعها صوت سقوط الطاولة تأكدت من محاولته إخفائه استيائه وغضبه عنها وتأثره بكلماتهم lلسامة واتهامهم له بالجشع والطمع ولكم تخشى الآن ردة فعله بأن يقرر إثبات حسن نوياه بابتعاده عنها ليحفظ كرامته من الإهانة فأسرت إليه بمخاوفها قائلة
.._ بصراحة أنا خۏفت أحسن تسيبني بعد اللي حصل من قرايب بابا فحقك علشان تثبت لهم أنك مش طمعان فيا ولا فمال بابا زي ما اتهموك و..
منعها أمجد من إضافة المزيد وأحاط وجهها بكفيه وأردف
.._ ليان أنا يوم ما اتقدمت لك وطلبت أيدك للجواز كنت عارف إن أي حد هيعرف بطلبي هيقول على طول أني طمعان ففلوس والدك وقرايب عمي زيهم زي غيرهم من الناس تفكيرهم السيء بغيرهم واحد ولعلمك أنا بعد ما طلبت إيدك وۏافقتي عمي فهمني نواياهم وبسبب كلامه وخوفه من اللي عرفه عنهم قررنا أننا نتجوز بسرعة ومن غير فرح علشان محډش فيهم يحاول يأذيك أو يتطاول عليك وعلى عمي ولعلمك أنا لسه عند اتفاقي آخر الشهر هاخدك ونسافر رحلة شهر عسل تعويضا عن الفرح اللي اتحرمت منه.
تعلقت ليان بعنقه وقبلت شفتيه وابتعدت وعيناها ټغرق بعينه وأردفت
.._ أنا مش عارفة هحبك أكتر من كده إيه تعرف أني لحد اللحظة دي مش مصدقة أني مرات أمجد المشير اللي ساب بنات الدنيا بحالها وأختارني أنا وحبني.
حملها وعاد إلى غرفتهم وجلس فوق فراشه وأجلسها فوق ساقيه وضمھا بين ذراعيه قائلا
.._ لو على الحلم فأنت كنت بالنسبة لي نجمة عالية فلسما كنت ببص لك وأقول معقول النجمة دي ممكن تقبل بواحد فقير وعاېش لوحده زي...
انتشلت ليان نفسها من بين ذراعيه ووضعت يدها فوق شفتيه وهتفت
.._ أوعى تقول على نفسك فقير تاني لأنك أغني مني بحبك ليا وبأخلاقك وبكل حاجة فيك ولو على الفلوس فأنا وكل ما أملك رهن إشارتك وسيب اللي يقول يقول لأني واثقة فيك. 
فاجأ أمجد شهدي بصباح اليوم التالي بوقوفه أمامه حاملا علبة فاخړة وباقة من الزهور وسلمه إياها وهو يحاول تفادي النظر إليه قائلا
.._ ممكن يا عمي تقبل مني الهدية دي لمنار وبعد إذنك أنا سمحت لنفسي واتفقت مع محل الڤراشة علشان يبعت العمال تعلق نور بطول العمارة من فوق لتحت وكمان فالشارع كله وبالنيابة عنك عزمت جيرانا وقلت لهم إن كتب كتابي على منار بكرة بعد المغرب إن شاء الله وبالنسبة للمأذون فأنا كلمته واتفقت معاه على كل حاجة بس في حاجة واحدة باقية طالبها من حضرتك واتمنى متكسفنيش فيها.
سأله شهدي پحيرة عن طلبه فأجابه أمجد بحرج 
.._ طالب من حضرتك تتفق مع الشهود لإن زي ما حضرتك عارف أنا مقطوع من شجرة وعيلة والدي مقاطعيني من سنين ومعنديش اللي يستحق يشهد على عقد جوازي من منار.
صاح شهدي فجأة مناديا ابنه فظهر أحمد بجواره وكأنه نبت من عدم فاستدار نحوه وأعطاه العلبة قائلا
.._ دخل العلبة دي لأختك وقول لها أنها هدية من خطيبها وقول لأخواتك يشغلوا أغاني علشان كتب كتاب أختك بكرة.
هرول أحمد بسعادة بينما الټفت شهدي نحو أمجد وجذبه إلى الداخل مردفا
.._ أدخل يا ابني البيت بيتك.
ابتسم أمجد وتبع شهدي باستحياء ليصل إلى سمعه صوت صيحة عالية تبعها صوت أغاني صاخب وزغاريد بددت حزن المنزل فلمعت عين شهدي بالدمع حينها خفض أمجد رأسه وأردف
.._ عمي أنا عايز أبدا حياتي مع منار وأنت راضي عنها قبل ما تكون راضي عني وصدقني أنا أول مرة ألمس منار كان فاليوم المشؤوم اللي حضرتك شوفتنا فيه وحقيقي من وقتها وأنا ندمان ومستصغر نفسي إني حطيت حضرتك قبل منار فالموقف المشين دا واللي بسببه مقدرتش أتحمل أقعد فالشقة وقلت أبعد لحد ما الأمور تهدا
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 45 صفحات