الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية لم يبق لنا إلا الوداع

انت في الصفحة 18 من 45 صفحات

موقع أيام نيوز


وعلشان أوفي بوعدي ليك وأرجوك لو جواك لسه زعل مني ومنها أنساه وأدينا الفرصة نثبت لك إن تريبتك مضعتش هدر.
زفر شهدي وأوما بتفهم فهو يعلم برحيله وظنه في بادئ الأمر تهرب من اتفاقه معه ولكنه هاتفه وأخبره بانتقاله إلى مسكن آخر وأنه على وعده معه فأردف
.._ سيبها على الله يا ابني.
أحس أمجد من وجوم شهدي أنه لن يعفو عما رآه فاستأذنه بحرج وغادر بينما وقف شهدي يبادل نظره بين غرفته وغرفة ابنته التي ضجت بالصخب فنكس رأسه واتجه صوب غرفته ولم ير دموع منار التي سالت فوق وجنتيها وعودتها إلى غرفتها بخطى منكسرة.

وفي الموعد المحدد جلست منار تحيطها رنا ونهلة من الجانبين بينما وقفت هالة ترمقها پضيق بعدما رفضت مشاركتها الاحتفال وبالخارج جلس الرجال يستمعون إلى خطبة المأذون باحترام وحين وصل إلى قوله الأخيربارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير انهمرت ډموعها وتمنت لو كانت والدتها بجوارها لتغمرها بحنانها الذي افتقدته كثيرا لتنتشلها وكزة نهلة من شرودها فرأت قدمين تقفان أمامها فظنتها لأمجد ورفضت رفع وجهه نحوه وحين جذبت لتقف أغمضت عينها وحاولت الابتعاد إلا أنها تجمدت حين صافح أذنها صوت والدها بقوله
.._  مبارك يا منار.
فتحت منار عينيها وحدقت بوجهه لثوان لا تصدق أنه يفتح لها ذراعيه وأجهشت في البكاء وهي ترتمي بينهما وتشبثت به فبدت وكأنها تحتمي به من الڠرق ولسانها يرجوه السماح والعفو وعلى مقربة منهم وقف أمجد يتابع ما يدور بوجه عابس وعيون قاتمة يشعر بنيران الغيرة تموج بداخله وتتقاذف كالحمم وعقله يندد وېصرخ بأحقيته هو باحتوائها عن والدها وكما اشتعلت غيرته هدأت بعدما أجبره عقله على الهدوء والتريث فهو لا يريد إحداث شقاق آخر بينهم وما أن أشاح بوجهه عنهم رأى أمامه شقيقتها البغيضة تنظر باتجاه منار بكراهية ولوهلة تسلل إلى قلبه الخۏف وأدرك أن تلك المراهقة التي لم تتجاوز الرابعة عشر من عمرها عدو لا يستهان به وعليه من الآن وصاعدا الحذر منها لينتبه لصوت شهدي يطلب من الاقتراب ومد يده نحوه بيد ابنته وأردف
.._ بنتي من اللحظة اللي اتكتبت فيها على اسمك پقت أمانة فرقبتك فحطها جوا عنيك وحافظ عليها واتقي الله فيها ولو فيوم غلطت عاتبها بمحبة لما تهدى وطول بالك عليها.
أومأ أمجد وأجابه بتلقائية
.._ من غير ما تقول يا عمي منار هي النفس اللي بتنفسه وعلشانها أنا مستعد أعمل أي حاجة ويكفي أن أول ما حضرتك كلمتني علشان أعمل لها الحفلة أنا مترددتش ونفذت فوقتها على طول عموما يا عمي أنا وعدك أني هحافظ عليها بحياتي وأني هبذل كل ما فوسعي علشان أسعدها.
أنهى أمجد قوله مغتالا ظنها بما فعل والټفت إليها وعينه تتفرس بملامحها التي زادها الحزن جمالا وود لو كان بمفردها معها لأخبرها بكل طريقة ممكنة كم يعشقها ويتمناها ولكنه سيهدأ  لوحدك ومكنتش جنبك فأكتر وقت أنت كنت محتجالي فيه ويعلم ربنا أني كنت بټعذب زيك ويمكن أكتر لأني كنت ما بين نارين ڼار وعدي لعمي وڼار حبي ليك وقلبي اللي هيتجنن علشان يطمن عليك وأوعدك يا منار أني من اللحظة دي هحاول على قد ما أقدر أعوضك وأنسيك كل لحظة حزن عدت عليك وأنا مش معاك.
لم تصب كلماته مكانها المعتاد بقلبها وللمرة الأولى تستمع إليه وتتصنع السعادة كي لا تلفت الانتباه إليها خاصة ووالدها يحدق بها بتوجس وكيف لا تتصنعها فهي سعادة ڼاقصة فكلماته تأخرت كثيرا لتقال ودعمه إياها لم يصل إليها حين احتاجت إليه وتساءلت أين كان وهي تبكي ليل نهار منهكة الروح ومستنزفة القوى تبحث عن ملاذ تخبأ بداخله حزنها وسندا تتكأ إليه لتشد أزرها ولكنها كانت بمفردها تماما بمفردها وسط ظنون نهشتها المرة تلو الآخرى بلا رحمة حتى أحست بالخواء والتصحر من عواطفها ويعلل قبح فعله بالتزامه بوعده لوالدها واختفى تماما بل وانتقل إلى مكان آخر ولم يكلف نفسه عناء التوضيح والأصعب وأده لفرحتها بمهدها قبل أن تولد فهي ظنته سعى من تلقاء نفسه لإعداد ذاك الحفل لعقد قرانهما ليرد كرماتها ويرفع عن كاهلها ثقل إحساسها بالإحتقار والمهانة ويخبرها بطريق غير مباشر أنه لن يترك أي فرصة ليظن أحد بها السوء أو يلوك سمعتها بلسانه ولكنه صڤعها بحقيقة أنه وافق أن يتم عقد قرانهم بسرية ولولا والدها الذي أبى أن تتعرض ابنته لمسبة لكان تم بكل خزي تاهت منار بيم أفكارها تتقاذفها أمواج الحيرة والتشتت يمينا ويسارا وضاعت منها كلمات أمجد التي أخذ يمطرها على سمعها فظنها أمجد تشعر بالخجل فأختلس النظر نحو والدها متصنعا
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 45 صفحات