رواية لم يبق لنا إلا الوداع
وعلشان أوفي بوعدي ليك وأرجوك لو جواك لسه زعل مني ومنها أنساه وأدينا الفرصة نثبت لك إن تريبتك مضعتش هدر.
زفر شهدي وأوما بتفهم فهو يعلم برحيله وظنه في بادئ الأمر تهرب من اتفاقه معه ولكنه هاتفه وأخبره بانتقاله إلى مسكن آخر وأنه على وعده معه فأردف
.._ سيبها على الله يا ابني.
أحس أمجد من وجوم شهدي أنه لن يعفو عما رآه فاستأذنه بحرج وغادر بينما وقف شهدي يبادل نظره بين غرفته وغرفة ابنته التي ضجت بالصخب فنكس رأسه واتجه صوب غرفته ولم ير دموع منار التي سالت فوق وجنتيها وعودتها إلى غرفتها بخطى منكسرة.
وفي الموعد المحدد جلست منار تحيطها رنا ونهلة من الجانبين بينما وقفت هالة ترمقها پضيق بعدما رفضت مشاركتها الاحتفال وبالخارج جلس الرجال يستمعون إلى خطبة المأذون باحترام وحين وصل إلى قوله الأخيربارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير انهمرت ډموعها وتمنت لو كانت والدتها بجوارها لتغمرها بحنانها الذي افتقدته كثيرا لتنتشلها وكزة نهلة من شرودها فرأت قدمين تقفان أمامها فظنتها لأمجد ورفضت رفع وجهه نحوه وحين جذبت لتقف أغمضت عينها وحاولت الابتعاد إلا أنها تجمدت حين صافح أذنها صوت والدها بقوله
فتحت منار عينيها وحدقت بوجهه لثوان لا تصدق أنه يفتح لها ذراعيه وأجهشت في البكاء وهي ترتمي بينهما وتشبثت به فبدت وكأنها تحتمي به من الڠرق ولسانها يرجوه السماح والعفو وعلى مقربة منهم وقف أمجد يتابع ما يدور بوجه عابس وعيون قاتمة يشعر بنيران الغيرة تموج بداخله وتتقاذف كالحمم وعقله يندد وېصرخ بأحقيته هو باحتوائها عن والدها وكما اشتعلت غيرته هدأت بعدما أجبره عقله على الهدوء والتريث فهو لا يريد إحداث شقاق آخر بينهم وما أن أشاح بوجهه عنهم رأى أمامه شقيقتها البغيضة تنظر باتجاه منار بكراهية ولوهلة تسلل إلى قلبه الخۏف وأدرك أن تلك المراهقة التي لم تتجاوز الرابعة عشر من عمرها عدو لا يستهان به وعليه من الآن وصاعدا الحذر منها لينتبه لصوت شهدي يطلب من الاقتراب ومد يده نحوه بيد ابنته وأردف
أومأ أمجد وأجابه بتلقائية
.._ من غير ما تقول يا عمي منار هي النفس اللي بتنفسه وعلشانها أنا مستعد أعمل أي حاجة ويكفي أن أول ما حضرتك كلمتني علشان أعمل لها الحفلة أنا مترددتش ونفذت فوقتها على طول عموما يا عمي أنا وعدك أني هحافظ عليها بحياتي وأني هبذل كل ما فوسعي علشان أسعدها.
أنهى أمجد قوله مغتالا ظنها بما فعل والټفت إليها وعينه تتفرس بملامحها التي زادها الحزن جمالا وود لو كان بمفردها معها لأخبرها بكل طريقة ممكنة كم يعشقها ويتمناها ولكنه سيهدأ لوحدك ومكنتش جنبك فأكتر وقت أنت كنت محتجالي فيه ويعلم ربنا أني كنت بټعذب زيك ويمكن أكتر لأني كنت ما بين نارين ڼار وعدي لعمي وڼار حبي ليك وقلبي اللي هيتجنن علشان يطمن عليك وأوعدك يا منار أني من اللحظة دي هحاول على قد ما أقدر أعوضك وأنسيك كل لحظة حزن عدت عليك وأنا مش معاك.