رواية لم يبق لنا إلا الوداع
واضعة بينهما مسافة فاصلة فازداد غضبه لإحتقارها إياه وثار كبريائه فرفع حاجبه بتحد ليخبرها بثقة مفرطة وعنجهية أنها لن تستطيع منعه عنها ولا التفوه بكلمة أمام والدها وزم شفتيه وخطى صوبها ولم يدرك أمجد خطأ اقترابه منها إلا حين رفعت منار يدها وصدته عنها وحين أصر على اقترابه صړخت بقلب ملتاع وهرولت تحتمي بين ذراعي والدها بجسد منتفض تتوسل إبعاده عنها تجمد أمجد وزاغت نظراته التي اكسبها صدمة مزيفة من فعلتها فرمقه شهدي بنظرات حادة وريبة وهو يشدد من احتضانه لها وسأله بصرامة
ازدرد أمجد لعابه ونفى فعله لشيء حينها رفعت منار وجهها ونظرت لوالدها بقلب منفطر وأردفت پانكسار
.._ لا عملت وعملت اللي لا يمكن كنت أتخيل أنك تعمله أنت خاېن وغشاش ومعندكش ضمير وأنا من اللحظة دي مش عايزة أعرفك تاني.
صړخ بوجهها وقد استبد به غضبه
.._ جرى إيه يا منار ما تحافظي على لسانك وتفوقي وتشوفي أنت بتتكلمي معايا أزاي
.._ أنا أكلمك بالطريقة اللي تعجبني وبأي أسلوب أشوفه مناسب لواحد سقط من نظري ومعدش له أي وجود فحياتي وأظن بعد التمثيلية اللي كنت بتخدعني بيها ما اتكشفت وخلصت وكلمة النهاية نزلت النهاردة بلاش تبص لي وكأنك مصډوم ومش فاهم أنا بتكلم عن إيه
.._ إيه يا منار الأسلوب اللي بتتكلمي بيه دا يا بنتي وبعدين ما تفهميني تمثيلية إيه ونهاية إيه اللي بتتكلمي عنها ما توضحي في إيه ولا أنت ناوية تسيبيني على عمايا
التفتت نحو والدها وأطرقت برأسها أمامه بأسف وأردفت
.._ أنا هقولك على كل حاجة يا بابا لإنه حقك وواجب عليا أحكي لك بس الأول أنا ليا عندك طلب واحد أرجوك توافقني عليه أنا عايزة حضرتك تديني فرصة واحدة واعتبرها المرة الأخيرة اللي هتسمح لي فيها أتكلم مع أمجد من الأساس وبعدها هفهمك اللي حصل واللي عرفته وهسيب لك أنت وبس حق اتخاذ القرار بدون أي تدخل مني
تنفست منار بقوة وشبكت كفيها معا والتفتت إليه ونظرت نحوه وفحصته بعينيها فأحست أنها تراه للمرة الأولى دون قناعه الذي اعتاد إخفاء حقيقته خلفه وابتسمت ساخرة لسذاجهتها فهي سلمت له أمرها بالكامل منذ سنوات وعاشت تفكر بعقله مرات ومرات لتدرك الآن أنه لم يسع إلا لمصلحته وشخصه لذا عليها أن تضع حدا لكل عبثه! التقطت منار نفسا عميقا وزفرته قائلة
أثارت غضبه ببرود حديثها فاقترب منها وقبض على ساعدها مردفا
.. _ منار الزمي أدبك معايا ومتنسيش إني جوزك يا هانم وبعدين أنا عايز أعرف أنت إيه اللي جابك المؤسسة من غير ما تستأذنيني وأزاي أصلا يا محترمة تسمحي لنفسك تخرجي مع راجل غريب لعلمك أنا هحاسبك على كل غلطاتك دي بس هأجل الحساب لحد ما تبقي فبيت.
خلصت منار ساعدها منه ودفعته عنها بقوة لم تعرف كيف امتلكتها ووقفت تتطلع نحوه پصدمة لا تصدق تبجحه وجرأته فأشارت إليه بإصبعها قائلة
.. _ بيت مين يا أمجد اللي بتتكلم عنه فوق البيت دا خلاص معدش له وجود وعمر ما هيكون