الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية لم يبق لنا إلا الوداع

انت في الصفحة 33 من 45 صفحات

موقع أيام نيوز


واضعة بينهما مسافة فاصلة فازداد غضبه لإحتقارها إياه وثار كبريائه فرفع حاجبه بتحد ليخبرها بثقة مفرطة وعنجهية أنها لن تستطيع منعه عنها ولا التفوه بكلمة أمام والدها وزم شفتيه وخطى صوبها ولم يدرك أمجد خطأ اقترابه منها إلا حين رفعت منار يدها وصدته عنها وحين أصر على اقترابه صړخت بقلب ملتاع وهرولت تحتمي بين ذراعي والدها بجسد منتفض تتوسل إبعاده عنها تجمد أمجد وزاغت نظراته التي اكسبها صدمة مزيفة من فعلتها فرمقه شهدي بنظرات حادة وريبة وهو يشدد من احتضانه لها وسأله بصرامة

.._ أنت عملت فبنتي إيه علشان توصل للحالة دي وترتعش بالمنظر دا
ازدرد أمجد لعابه ونفى فعله لشيء حينها رفعت منار وجهها ونظرت لوالدها بقلب منفطر وأردفت پانكسار
.._ لا عملت وعملت اللي لا يمكن كنت أتخيل أنك تعمله أنت خاېن وغشاش ومعندكش ضمير وأنا من اللحظة دي مش عايزة أعرفك تاني.
صړخ بوجهها وقد استبد به غضبه
.._ جرى إيه يا منار ما تحافظي على لسانك وتفوقي وتشوفي أنت بتتكلمي معايا أزاي
ابتعد منار عن دائرة أمانها ورمقته بكراهية وبادلته الصړاخ قائلة
.._ أنا أكلمك بالطريقة اللي تعجبني وبأي أسلوب أشوفه مناسب لواحد سقط من نظري ومعدش له أي وجود فحياتي وأظن بعد التمثيلية اللي كنت بتخدعني بيها ما اتكشفت وخلصت وكلمة النهاية نزلت النهاردة بلاش تبص لي وكأنك مصډوم ومش فاهم أنا بتكلم عن إيه
عقد شهدي حاجبيه وسألها بحدة
.._ إيه يا منار الأسلوب اللي بتتكلمي بيه دا يا بنتي وبعدين ما تفهميني تمثيلية إيه ونهاية إيه اللي بتتكلمي عنها ما توضحي في إيه ولا أنت ناوية تسيبيني على عمايا
التفتت نحو والدها وأطرقت برأسها أمامه بأسف وأردفت
.._ أنا هقولك على كل حاجة يا بابا لإنه حقك وواجب عليا أحكي لك بس الأول أنا ليا عندك طلب واحد أرجوك توافقني عليه أنا عايزة حضرتك تديني فرصة واحدة واعتبرها المرة الأخيرة اللي هتسمح لي فيها أتكلم مع أمجد من الأساس وبعدها هفهمك اللي حصل واللي عرفته وهسيب لك أنت وبس حق اتخاذ القرار بدون أي تدخل مني
بادل شهدي نظراته بين ملامح ابنته المحتقنة ووجه أمجد المضطرب وللمرة الأولى يرى نظرة الانكسار تلك بعينيها فأدرك أن هناك أمر ما خطېر وقع بينهما فهو لم يرها بتلك الحالة إلا مرات قلائل فنغزه قلبه وكاد يرفض طلبها ولكنه استجاب وانصرف رغما عنه لعلمه أنها زوجة أمجد حتى اللحظة وأنه لا يستطيع منعها عنه ولا التدخل بينهما إلا إذا أرادت هي.
9 مواجهة صاډمة.
تنفست منار بقوة وشبكت كفيها معا والتفتت إليه ونظرت نحوه وفحصته بعينيها فأحست أنها تراه للمرة الأولى دون قناعه الذي اعتاد إخفاء حقيقته خلفه وابتسمت ساخرة لسذاجهتها فهي سلمت له أمرها بالكامل منذ سنوات وعاشت تفكر بعقله مرات ومرات لتدرك الآن أنه لم يسع إلا لمصلحته وشخصه لذا عليها أن تضع حدا لكل عبثه! التقطت منار نفسا عميقا وزفرته قائلة 
.. _ طلعت ممثل شاطر يا أمجد وقدرت تخدع كل اللي حواليك بوش الشاب المكافح الطموح اللي بيسعى علشان يحقق ذاته ويبني نفسه بمجهوده بصراحة أنا برفع القبعة علشان قدرت تحافظ على سرك ومحدش قدر يكشف خداعك وعارف أنا لو كان حد جه قال أنك كذاب وخاېن وأقسم أنك متجوز واحدة تانية مكنتش هصدق بس حظك يا أمجد إن أنا اللي شوفتك بعيني زي ما يكون ربنا أراد إن يفوقني من غفلتي وتنكشف حقيقتك قصادي.
أثارت غضبه ببرود حديثها فاقترب منها وقبض على ساعدها مردفا 
.. _ منار الزمي أدبك معايا ومتنسيش إني جوزك يا هانم وبعدين أنا عايز أعرف أنت إيه اللي جابك المؤسسة من غير ما تستأذنيني وأزاي أصلا يا محترمة تسمحي لنفسك تخرجي مع راجل غريب لعلمك أنا هحاسبك على كل غلطاتك دي بس هأجل الحساب لحد ما تبقي فبيت.
خلصت منار ساعدها منه ودفعته عنها بقوة لم تعرف كيف امتلكتها ووقفت تتطلع نحوه پصدمة لا تصدق تبجحه وجرأته فأشارت إليه بإصبعها قائلة 
.. _ بيت مين يا أمجد اللي بتتكلم عنه فوق البيت دا خلاص معدش له وجود وعمر ما هيكون
 

32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 45 صفحات