فيه بيت يجمعني بيك ولا هيبقى في حساب من الأساس بينا بعد النهارده علشان أنا معدتش عايزة أشوفك بعد اللي عرفته عنك ولا حتى عايزة يكون لي أي صلة بيك وبالنسبة لموضوع أنك جوزي والكلام الفاضي دا فأنت هتطلقني ودا آخر كلام ليك عندي.
أطاحت بتعقله بطلبها الطلاق منه وكاد يصفعها لتجروأها على طلب الطلاق منه ولكنه تراجع فهو لا يريد هدم كل سبله إليها كي لا يخسر وعليه تمالك نفسه خاصة أنه بمنزلها فعاد إلى الاقتراب منها وهو ېختلس النظر حوله وأردف
.. _ لو في حد فينا محتاج يفوق فهو أنت يا منار علشان أنا مش هطلقك مهما عملتي ولعلمك أنت لو نشفتي دماغك أنا ساعتها هضطر أطلبك في بيت الطاعة علشان مش مستعد أخسرك.
لم تصدق إصراره المقيت للنفس بتمسكه بها وهو زوج لأخرى وارتمت فوق الأريكة بانهزام ونظرت نحوه بحسرة فقلبها أحبه وعاش يحلم طويلا باللحظة التي ستكون له ولكنه غدر بها وطعنها بخيانته لها وأمام نظراته المتحدية لها أجابته بتأكيد
.. _حتى لو طلبتني فبيت الطاعة عمري ما هكون ليك ولا هشوفك راجل يملى عيني بعد ما بعتني بالرخيص وصدقني أنت لو عاندت فأنا كمان هعاند وهرفع عليك قضية خلع ومش كده وبس لا أنا هروح لمراتك بنت الحسب والنسب اللي أكيد ضحكت عليها زي ما ضحكت عليا وهكشفك على حقيقتك وهفضحك قصادها وهقولها إن أمجد المشير الفارس المغوار مش أكتر من محتال لعب بيها وخدعها زي ما لعبت بقلبي وبحياتي وكسرتني بدل المرة تلاتة مرة لما هربت مني وأنا فأشد احتياجي لوجوده معايا ومرة لما اتجوزت واحدة تانية وأنت معيشني في الوهم ومرة لما روحت اتفقت مع المهندس أيمن وطلبت منه يرفض تصميمي علشان أمجد المشير بجلالة قدره مينفعش واحدة زي منار البنت الفقيرة اللي أبوها شغال بدل الشغلانة اتنين علشان يوفر لهم لقمة العيش واللي له سنين مديون تنافسه وتبقى أحسن منه مش دا السبب اللي علشانه روحت استخدمت أقذر الأساليب وكنت عايز تقتل طموحي وتسرق فرحتي فكل مرة أثبت نجاح فيها للأسف يا أمجد أنا اكتشفت متأخر جدا أنك إنسان أناني ومغرور ومش بتحب إلا نفسك وصدقني مراتك صاحبة الأملاك لو عرفت كل دا عنك ما أظنش أنها هتفضل باقية عليك وأكيد هترميك برا حياتها زي ما أنا هرميك
ود لو يخرس لسانها عن الكلام فهي تكشف عورة عيوبه رغم ضعفها فزفر وأمعن النظر إليها فأخبرته عيناها أنها لن تهدأ حتى تنفذ وعدها ولكن أكثر ما هاله كان انطفاء جذوة الحب خاصته التي كانت تلمع بعمق عينيها فأشاح بوجهه عنها وأردف باستسلام
.. _ تمام يا منار أنا هعمل لك اللي أنت عايزاه عن إذنك.
هم أمجد بالانصراف ولكنه توقف حين ارتفع صوت شهدي الذي استمع إلى حديثهم بقوله
.. _ استنى عندك وقبل ما تروح لحال سبيلك أرمي على بنتي يمين الطلاق علشان منار مش هتبات ليلة زيادة وهي على ذمتك ولو على للمأذون فأنا كلمته وزمانه على وصول واطمن بنتي هتبريك وهتتنازل عن أي حق ليها عندك حتى شبكتك هسلمهالك هي وكل حاجة جبتها الله الغني عن أي حاجة تيجي من طرفك ولو على حق بنتي برقبتك فربنا قادر وعادل وبكرة يجبر خاطرها ويطيب كسرها وينسيها حتى اسمك.
جلست أمامه تحدق بعينه بثبات وقوة ولم يرف لها جفن تعلم أنه سيمضي بعيدا عنها ويرحل ولكنه سيخلف بقلبها چرحا غائرا تعلم أنه لن يندمل أبدا وبلحظة مر شريط حياتها برفقته أمامها وأحست بيد باردة تنزع وجوده من داخل كل ذكرى جمعتهما معا ذات يوم فجأة ساد المكان هدوءا مريبا فرفعت عينيها فأبصرت الشيخ يغلق دفتره ويغادر مستغفرا بينما تجمد أمجد بمكانه بوجوم وقبل أن تشيح وجهها بعيدا تلاقت أعينهما وبثوان وجدته يجثو أمامها ويتطلع بملامحها بحزن ولم تدر كيف السبيل لتمنع دموعها من الانهمار أمامه فتلك هي نهاية قصتهما ولحظة وداعهم الأخيرة ومن مكانه تابعهم شهدي فتسلل بعدما أدرك أن لا خوف على ابنته من الآن فصاعدا ظل الصمت يغلفهم لدقائق قطعها أمجد بقوله
.. _