الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية لم يبق لنا إلا الوداع

انت في الصفحة 35 من 45 صفحات

موقع أيام نيوز


أنا لو لفيت الدنيا مستحيل هلاقي قلب زي قلبك للأسف بغبائي خسرتك ومعرفتش أحافظ عليك منار أنا عمري ما كذبت عليك لما قلت لك إني بحبك وهفضل أحبك لآخر نفس جوايا أنا عارف إنك مش مصدقاني وفاكره أني بمثل عليك بس صدقيني الراجل اللي قاعد تحت رجلك هو أمجد حبيبك اللي مكنش يتخيل إن هيجي عليه اليوم وتضيعي منه. 

تحشرج صوت أمجد وهو يخبرها كم أحبها فكتمت منار أنفاسها لرؤيتها دموعه تسيل فوق وجنتيه وودت الهرب ولكنه التقط يدها قائلا
.. _ أنا ضعفت وشيطاني عماني وخلاني مش شايف إلا نفسي وافتكرت إن طالما بتحبيني أبقى ضمنتك ومش هنكر أني فعلا حسيت بالغيرة منك بس فنفس الوقت كنت خاېف عليك خۏفت أحسن يكون في حد شبهي ويضايقك علشان كده اتصرفت وبدأت أضيع منك أي فرصة تجيلك.
ترك أمجد يدها ووقف أمامها واستطرد قائلا
.. _ أنا همشي زي ما أنت عايزة وهختفي بس مش خوف منك ومن تهديدك أنك تفضحيني لا أنا همشي لأني مش قادر أشوف نفسي صغير في عينك أكتر من كده.
غادر فأسرع والدها وضمھا بقوة لټنهار منار بين ذراعيه تنتحب حبها المسلوب وجرحها الغائر فمد شهدي يده ورفع وجهها نحوه وأردف
.. _ عارف أني مينفعش أتكلم وأنت بالحالة دي لكن حقك عليا يجبرني أقولك إن اللي اتبنى بينكم على الغلط كان لازم يتهد وأحمدي ربنا إن قصتك أنت وأمجد انتهت قبل ما خسارتكم تكون أكبر.
تعلم أنه على حق فهي خانت ثقته ولكنها رغم ذلك تشعر بالم فاق تحملها فأغمضت عينها وأسندت رأسها فوق صدر والدها فربت شهدي ظهرها برفق مضيفا 
.. _ كل شيء فأوله صعب ومن رحمة ربنا أنه أنعم علينا بالنسيان وواحدة واحدة الأيام هتداوي چرحك وهتلاقي وجعك قل صحيح بس هيسيب أثر فأتمنى أن الأثر دا يخليك تاخدي بالك بعد كده علشان متقعيش بنفس الغلط وتعيدي نفس المأساة والمعاناة.
لم يستطع أمجد العودة إلى منزله وقاد سيارته حتى صفها بأبعد نقطة فوق قمة المقطم وأسند رأسه بانهزام فوق مقود سيارته يفكر بخسارته الفادحة لمنار والتي لن تعوض أي فتاة أخرى حتى ليان فهو شكلها طويلا على يده وزرع خصاله بداخلها وأطلعها على طباعه حتى بدت في نهاية الأمر بالصورة التي تمناها دائما والآن ضاعت من يده ولا فرصة أمامه ليستعيدها مجددا فمن المؤكد أن والدها سيحيطها بدرع حمايته ليمنعه عنها زفر أمجد ورفع رأسه وتطلع حوله وتذكر نظرتها حين علمت بحمل زوجته كم ود بتلك اللحظة أن ينفصل بها عن العالم ويضع كفيه على كتفيها ويهزها بقوة لتمردها على أمره واقتحامها مكتبه دون إذن ولكنه خشى أن تساله ليان وتصر على معرفة صفتها بحياته حينها كان سيخسر على الرغم من تأكده أن زواجه بليان لم يك إلا رغبة مؤقتة فاز بها وبالنفوذ الذي طالما رأى أنه حقه وناله بصفقته مع والدها وأن ما جمعه بها هو الواجب الزوجي وليس الحب إلا أنه لا يقدر على ضياعها منه أو خسارتها أبدا.
فجأة تبدلت مشاعره وغامت عينه وتفجر غضبه وحنقه عليها فضړب مقود سيارته بقوة وصړخ پغضب
.. _ هرجعك وهدفعك تمن رفضك ليا غالي يا منار علشان مش أمجد المشير اللي تتكلمي معاه ببجاحة وصوت عالي وتطلبي منه الطلاق وأنت المفروض تبوسي إيدك وش وضهر أنه اختارك وحبك ودخلك حياته والله ونسيت أصلك يا بنت شهدي ووقفتي قصادي تتهدديني لا وعايزة تحط راسك براسي وتتساوى معايا فالنجاح وماله يا منار مش اطلقتي وخرجتيني برا حياتك ڠصب عني يبقى استحملي مني أي حاجة بقى.
عاد أمجد إلى منزله غاضبا بعد شروق الشمس يطبق عليه سخطه من كل صوب وحين ولج غرفته رأى ليان تجلس فوق فراشه بعيون دامعة فزفر بضيق واتجه صوب خزانة ثيابه والتقط منها بنطالا وأسرع إلى المرحاض بوجه مكفهر وبعد قليل غادر وقد تبدلت ملامحه كليا فبدا وكأن هناك من تلبسه ونظر إلى ملامحها الحزينة واقترب منها وجلس بجوارها والتقط يدها ورفعها صوب شفتيه وقبلها ومد الأخرى إلى ذقنها وأدار وجهها نحو وأردف
.. _ عارف إنك زعلانة مني علشان كان
 

34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 45 صفحات