رواية لم يبق لنا إلا الوداع
المفروض آجي من بدري ونحتفل سوا بالبيبي اللي ربنا أكرمنا بيه بس ڠصب عني يا ليان أنا.
تعمد أمجد بتر حديثه والابتعاد عنها ونكس رأسه وولاها ظهره فتطلعت ليان نحوه پخوف وحين رأت اهتزاز جسده هرولت ووقفت أمامه وأحاطت وجهه بكفيها وسالته بقلق
.. _ مالك يا أمجد إيه اللي حصل ووصلك للحالة دي حبيبي أرجوك بلاش تخوفني عليك أنا أول مرة أشوفك زعلان للدرجة دي
.. _ بعد ما مشيتي واحد صاحبي من منطقة سكني القديمة اتصل وبلغني إن في واحد زميلنا اتوفى بصراحة أنا كنت فاكره عامل مقلب فيا لكن لما اتأكدت من الخبر مكنتش مصدق فأخدت بعضي ومشيت ومردتش أتكلم معاك علشان مكسرش فرحتك بعد العزا قعدت شوية مع والده ووالدته وبسبب الحالة اللي شوفتهم عليها مقدرتش أرجع على البيت وفضلت الف فالشارع لحد ما حسيت إن نفسيتي هديت من الخنقة اللي كنت فيها أنا عارف إن ملكيش ذنب أكسر فرحتك بابننا بس صاحبي دا كان له معزة كبيرة عندي ولحد اللحظة مش متخيل أني خسرته.
.. _ ادعي له يا أمجد وأعمل له صدقة جارية باسمه دي أفضل حاجة تعملها لصاحبك علشان يعرف أنه ساب وراه الصاحب الصالح.
التقط أمجد يدها وقبلها وأومأ لها قائلا
.. _ أنا مش عارف من غيرك يا ليان كان حصل إيه حقيقي أنت ونعم الزوجة الصالحة اللي ربنا أكرمني بيها المهم أنا عارف إن دمي تقيل شوية بس صدقيني هحاول أعوضك عن القلق والخۏف اللي اتسببت لك فيهم بس قصاد كده عايزك فأي زيارة للدكتورة تخديني معاك علشان أشوف ابني وأسمع دقات قلبه واطمن عليك من الدكتورة وإن شاء الله لما الدكتورة تأكد لي أن ما فيش أي ضرر عليك من السفر هاخدك ونسافر أي مكان أنسيك فيه أي حاجة عملتها بقصد أو دون قصد وزعلتك مني.
.. _ إلا البنت اللي اسمها منار ورفضت تشتغل فالمؤسسة ملحظتش أن تصرفها كان غريب يعني واحدة جاية علشان مقابلة شغل المفروض أنها تكون ملتزمة أكتر من كده ولا أنت إيه رأيك
حاول أمجد تمالك أعصابه فهو نسى تماما أمر رؤيتها لمنار فمط شفتيه وأردف
.. _ عموما بعد كده لما تيجي واحدة تقدم على شغل أرفض أو خلي أي حد تاني يعمل الانترفيو مكانك علشان أنا بغير عليك ومش حابة أنك تتعامل مع أي واحدة.
قبض على إصبعها وقبله قائلا
.. _ وأنا تحت أمرك يا حبيبتي ولو تحبي أنا ممكن امشي أي موظفة فالمؤسسة وأجيب مكانهم رجاله علشان مراتي حبيبتي تبقى مطمنة.
.. _ لا يا حبيبي أنا بهزر معاك أنا صحيح بغير عليك لكن ثقتي فيك ملهاش حدود.
...
لم تدر منار إن كانت ستتجاوز محنتها أم لا ولكن ما تدركه أنها تشعر بالالم يزداد يوما بعد يوم وكيف لا وهي تراه الآن بكثرة وكأنه يتعمد أن تتقاطع سبلهما معا تمنت لو يبتعد ويعطي قلبها الفرصة ليبرأ جرحه ولكن هيهات فالأمر بات وكأنه يطاردها من مكان لمكان تارة تراه بجامعتها وتارة بعملها حتى أيقنت أن وجوده بات لعڼة تلازمها ولا تترك لها الفرصة لتنساه.
عادت منار منهكة القوى تبحث عن ملاذ لها فولجت غرفتها واندست بين ثنايا غطاء فراشها وأخفت به وجهها وأطلقت لدموعها العنان فاليوم رأته كما اعتادت ولكنه كان بصحبة زوجته يعاملها بحنان لم تره منه من قبل ويدللها ويلمسها وكأنها من بلور يخشى عليها من الكسر ازدادت دموع حسرتها فهو لم يترفق بقلبها ومزقه دون رحمة ولم