الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية لم يبق لنا إلا الوداع

انت في الصفحة 37 من 45 صفحات

موقع أيام نيوز


يأبه به.
وأمام فراشها وقفت رنا تحدق بجسدها المهتز بحزن واستدارت عنها واتجهت صوب شقيقتها وزفرت بضيق قائلة
.. _ هو احنا هنفضل ساكتين وسيبين منار فالحالة اللي هي فيها دي أنا مش عارفة هي هتفضل ټعيط وتتعذب لحد أمته دي بقت بتيجي كل يوم من الكلية وتدخل سريرها تستخبى تحت الغطا وټعيط.
ربتت هالة كتفها برفق وأردفت

.. _ الموضوع مش سهل عليها يا رنا وأختك محتاجة لوقت علشان تنسى وللأسف احنا ما فيش فأيدنا أي حاجة نعملها غير أننا ندعي لها إن ربنا يهون عليها ويخفف عنها ۏجعها.
عقدت رنا ما بين حاجبيها وأردفت بحدة
.. _ يعني هي تتالم وتتوجع هنا وأمجد عايش حياته ولا على باله عارفة أنا ساعات بفكر أروح أقول لمراته على اللي عمله فمنار علشان يدوق الۏجع زيها لما تسيبه.
تجهم وجه هالة وقبضت على كتفي شقيقتها بحزم وأردفت
.. _ إياك يا رنا تفكري في حاجة زي كده وأوعي تستسلمي للشيطان وتفتكري إنك لما تكشفيه ويطلق مراته أنك بكده رديت حق منار لا يا رنا أنت كده هتبقي وجعتي مراته وبدل ما أختك بس اللي پتتعذب هتبقى مراته كمان وبعدين متنسيش إن منار قالت إنها حامل يعني كلام زي دا ممكن يأثر فيها ووقتها هيبقى ذنبها وذنب البيبي فرقبتك.
احمر وجه رنا خجلا وخفضت رأسها قائلة
.. _ أستغفر الله العظيم أنا مش عارفة أزاي فكرت كده ربنا يسامحني بس أنا مكنش فدماغي أي حاجة من دي وكنت فاكرة إن هو بس اللي هيتوجع.
هزت هالة رأسها بالنفي وأردفت
.. _ لا يا رنا لو على أمجد فهو مش هيتوجع مهما عملنا علشان هو مرتب نفسه لكل حاجة وإلا مكنش قدر يخدع منار ويخدعنا كلنا طول الوقت دا ولو على مراته فهي ملهاش ذنب وحرام نأذيها عموما أنا زي ما قلت لك أدعي لأختك وإن شاء الله ربنا هيخفف عنها ويعوضها عنه بالأفضل.
أطرقت رنا برأسها أرضا وحاولت أن تبعد عن عقلها أمرا أمجد وزفرت پخوف وعينها تختلس النظر إلى شقيقتها بعجز.
ولم تدرك هالة ورنا في تلك اللحظة أن القدر كان له ترتيبه الخاص للأطراف كلهم فلا شيء يترك للصدفة ولا لعبث الأشخاص فلكل أمر مهما استصغره المرء ثمنا عليه سداده مهما طال أو قصر الزمن خاصة حين يمس القوارير الذي أوصى النبي عليه الصلاة والسلام برعايتهن بقوله استوصوا بالنساء خيرا.
وحاشى لله أن يظلم أحدا أو يترك أمرا مظلمة دون عاقبة ومن يظن نفسه سينجو دون حساب فعليه مراجعة نفسه حتى وإن أمهله الله الوقت سنوات وسنوات فإنه يمهله الفرصة ولكنه لا يهمل أبدا.
...
بعد مرور شهر على طلاق أمجد لمنار وتعمده الظهور بكل مكان هي فيه أرسل أحدهم وعقد صفقة عمل بينه وبين شركة سامر وها هو بات على موعد جديد معها ليزكي نيران عڈابها فرؤيته شحوب وجهها وضعفها يزيده نشوة وعليه زيادة معاناتها لتدرك ما خسرته. 
خطى أمجد في اليوم التالي بثقة نحو شركة سامر يمني نفسه بسداده ضړبة أخرى إليها بينما داخل مكتب سامر جلست منار توضح أهم نقاط تصميمها الأخير في حين أنصت إليها سامر ولكنه صب كامل اهتمامه ونظراته عليها وتفحصها بعينه يتمنى لو تخبره سبب انطفائها المفاجئ انتبه سامر بعد مرور دقيقة كاملة لسؤالها إياه عن رأيه بما أخبرته بشأن تصميمها فازدرد لعابه بحرج وأردف
.. _ التصميم روعة وبصراحة أنا بتمنى أنك تمضي عقد وتبقي من ضمن فريق الشركة الهندسي.
حدقت به منار بشيء من التيه في بادئ الأمر وحين تفهمت عرضه أدركت أنها بعملها بشركته ستكون عرضة بشكل أكبر لمصادفة أمجد وهو الشيء الذي باتت تبغضه وتكرهه وتتمنى إلا يقع بصرها عليه مجددا فزفرت بأسف وهزت رأسها مردفة
.. _ أنا حقيقي مش عارفة أقول لحضرتك إيه بس أصل أنا كنت جاية النهاردة علشان أقدم لك التصميم وأبلغك أني مش هقدر أعمل أي تصاميم تانية الفترة الجاية علشان محتاجة أركز فدراستي بشكل أكبر.
باغتته بقولها وبهتت ملامحه وهو ينظر إليها وأدرك من تهربها من مواجهة نظراته بأن الأمر أكبر من احتياجها للتركيز فزم شفتيه وترك مقعده وسالها بقلق
.. _ منار هو أنا
 

36  37  38 

انت في الصفحة 37 من 45 صفحات