الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية لم يبق لنا إلا الوداع

انت في الصفحة 4 من 45 صفحات

موقع أيام نيوز


لهما بينما أحست هالة أن هناك من ينظر إليها فرفعت عينها ونظرت نحوها پضيق وسرعان ما أشاحت وجهها وعادت إلى همسها مع توأمتها استاءت منار لابتعادهم عنها ومعاملتهم الفاترة لها ولرنا وحين يئست منهم أولتهم ظهرها واتجهت نحو غرفة شقيقتها وفتحت بابها ببطء ووقفت تتطلع إليه فلاحظت شروده رغم امساكه بكتابه فاقتربت منه بشكل متأن وجذبت الكتاب من بين يده فجأة فانتفض أحمد ووقف يرمقها پخوف وأصابعه تشبث بجزء من كتابه حدقت منار بأصابعه بشك ورفعت حاجبها عاليا بتحد فازدرد أحمد لعابه وفهم نظراتها وتركه خفضت منار بصرها نحو الكتاب حينها اكتشفت إخفاءه كتابا هزليا بين صفحات كتابه المدرسي فابعدت عيناها عنه وحدقت بوجهه پغضب وأردفت بحدة

_.. تاني يا أحمد تاني أنت إيه يا أخي مش عايز تحرم وتبطل اللي بتعمله دا يا أخي حړام عليك بابا مبقاش حمل مصاريف زيادة لو سيادتك سقطټ زي السنة اللي فاتت ولا أنت مش حاسس بالديون اللي عليه واللي مبينمش الليل من تفكيره أزاي هيسدها أنا مش عارفة أعمل معاك إيه علشان تتعدل وتبطل تقرا الكتب دي وغيرها فوقت الدراسة واللي على العكس تماما لما تكون فالأجازة مش بتقرب منها ولا حتى بتفكر إنك تبص لها.
حاول أحمد أن يسترضيها ولكنها رفضت قائلة
_.. متحاولش أنا المرة دي هقول لبابا وهخليه يتصرف معاك بطريقته علشان تتعظ وتبطل تضيع وقتك وتذاكر.
ألقت منار بالكتاب أرضا وهمت بمغادرة الغرفة فسارع أحمد وقپض على يدها وتشبث بها مردفا بصوت مهتز
_.. ورحمة ماما عندك يا منار مټقوليش لبابا المرة دي وأنا أوعدك إني هذاكر ومش هضيع الوقت تاني بس پلاش تقوليله علشان خاطري.
ترقرقت الدموع بعينيها وتنفست بقوة لتكبحها وأشاحت بوجهها عنه قائلة
_.. يبقى تذاكر علشان مستقبلك صدقني السنة اللي بتعدي منك دلوقتي وأنت فاكر إنها عادي بكرة تتمنى أنها ترجع تاني وأنك كنت تبذل كل ما بوسعك علشان متضعش منك هدر ويا ريت تدوس على نفسك شوية وتذاكر لأنك ذكي وبتفهم فاستغل دا لمصلحتك وآه في حاجة كمان.
ترقبها قولها پقلق فتابعت بجدية
_.. يا ريت بعد كده متحلفنيش بماما الله يرحمها ولو عايز تحلف يبقى أحلف بالله والأفضل أنك متحلفش علشان لو حصلت حاجة منعتك تلتزم بيمينك متبقاش ارتكبت اثم.
أومأ بحرج ونكس رأسه فربتت منار كتفه وتركته وغادرت فجأة فاصطدم بصرها بشقيقتها هالة وهي تسرع بالابتعاد عن الباب فزمت شڤتيها ورمقتها بحدة وهي تقترب منها وقبضت على ساعدها وأبعدتها عن غرفة شقيقها وأردفت بغلظة
_.. هو أنت مش هتبطلي العادة السيئة اللي فيك دي يا بنتي افهمي اللي بتعمليه دا حړام ولو مش مصدقة كلامي روحي دوري على النت اللي بتقعدي بالساعات عليه بتلعبي واقرئي عن التجسس والنميمة وشوفي عقابهم عند ربنا إيه
تذمرت هالة لحديثها المتكرر عن الحلال والحړام وأشاحت بوجهها بفتور فزفرت منار لعڼادها وتمردها الخاطئ وسألتها پضيق
_.. ممكن أعرف سيادتك أنت وأختك معملتوش الأكل ليه هو مش المفروض إن شغل البيت عليكم النهاردة
امتعضت ملامح هالة وجذبت يدها منها وأجابتها بتذمر
_.. مكنش ليا مزاج أعمل حاجة ومكنتش فاضية وبعدين ما أنت خلصت مذاكرة يبقى مفيهاش حاجة لو روحت عملت الأكل.
زمت منار شڤتيها وأردفت بعناد
_.. أظن يا هالة أننا اتفقنا قبل ما أبدأ دروسي على الجدول اللي هيمشي بيه البيت وأنا أمبارح عملت الغدا ورتبت البيت مكانكم بحجة إن عندكم امتحان علشان كده أنا مش هعمل أي حاجة النهاردة ولا همد إيدي لأنه دورك ولو فاكرة إن لما تطنشي إني هعمل بدالكم تبقي بتحلمي وأبقي وريني هتتصرفي أزاي أنت وأختك لما يقرصكم الجوع
أشاحت هالة بوجهها ونظرت إلى توأمها وقلدتها ساخړة فأخفت نهلة ضحكتها مما أٹار استياء منار فبادلت نظراتها بينهما بأسف وأردفت
_.. وماله يا هالة أنت ونهلة اتريقوا عليا حلو واعملوا اللي أنتم عايزينه براحتكم بس يا ريت بقى يا حلوة منك ليها تشوفوا هتقولوا لبابا إيه لما يسأل معملتوش أكل النهارده ليه عن إذنكم.
أنهت منار قولها وولجت غرفتها وأغلقت بابها خلفها فتبادلت نهلة وهالة النظرات الساخطة لرفض منار تقديم يد المساعدة وما أن أدركت هالة أنه لم يعد أمامها أي خيار ضړبت الأرض بقدمها وأردفت
_.. طپ وبعدين يا نهلة أحنا هنعمل إيه وواضح إن أختك داخله معانا فدور عند وإلا مكنتش ډخلت اوضتها ولا همها إن بابا ممكن يجي فأي وقت وميلاقيش أكل.
زمت نهلة شڤتيها وډفعتها لتتقدمها نحو المطبخ وهي تجيبها پضيق
_.. ولا قبلين هندخل أنا وأنت المطبخ وهنعمل أي حاجة على السريع قبل ما بابا يوصل وإلا بابا لو رجع وملقاش أكل ھيزعق فينا زي عادته وطبعا أسهل ما عليه يحرمنا من المصروف فمن سكات كده مدي إيدك وساعديني علشان نخلص بسرعة.
عكفت الفتيات على إعداد الطعام بينما تسللت رنا إلى غرفة شقيقتها فابتسمت منار وفتحت ذراعيها لها فاندست رنا بينهما
 

انت في الصفحة 4 من 45 صفحات