رواية لم يبق لنا إلا الوداع
بمحبة فقبلت منار رأسها وسألتها مازحة
_.. ألا يا رنوش أنت ليه محسساني أنك عميل سري مستخبى فالبيت هنا.
جلست رنا فوق ساقيها وأمعنت النظر بملامحها ومدت يدها ومسحت دمعتها العالقة بين رموشها وأردفت
_.. أنت بتقولي فيها ما أنا فعلا عايزة أبقى عميل سري.
تطلعت منار نحوها بدهشة فابتسمت رنا وأخبرتها بلهجة حالمة
_.. أنا قررت أقدم ورقي تبع الشړطة بعد ما أخلص الثانوية العامة وهتعب على نفسي لحد ما أبقى أشطر ظابط بنت ومع أول ترقية هقدم طلب علشان اتعين فجهاز المخاپرات.
ازدادت دهشة منار من حديثها عن هدفها وهي بهذا السن المبكر وأمعنت النظر إليها فرأت بملامحها الكثير من ملامح والدتها فابتسمت وأحاطت وجهها بكفيها وأردفت
أحست منار بسلبية حديثها وإحباطها عزيمة شقيقتها من تبدل ملامحها فوبخت نفسها وسارعت إلى تصحيح خطئها بقولها
_.. وبعدين هو في پنوتة قمر ورقيقة زيك ينفع تبقى عميل سري ۏټضرب وټصارع ويطلع لها عضلات.
اعتدلت رنا بثقة وأردفت بجدية تسبق سنوات عمرها التسع
_.. بكرة لما تشوفيني من أخطر العملاء اللي شغالين فالجهاز هتعرفي إن الحلم مش كبير عليا ولا حاجة وعلى فكرة أنا من وقت ما حطيت هدف للي عايزة أحققه وأنا بدرب نفسي وبجيب فيديوهات وبتفرج عليها علشان يبقى عندي حصيلة معلومات كبيرة وبعدين لو على الرقة فعندك منى توفيق رقيقة وجميلة واشتغلت مع أدهم صبري.
_.. تصدقي إن معاك حق عموما يا ستي أنا آسفة إني شككت فقدراتك وبسحب كلامي ومش كده وبس لا أنا هدعمك وهشجعك لحد ما توصلي لهدفك.
قپلتها رنا بسعادة وأردفت
_.. أنا بحبك أوي يا منار علشان أنت عمرك ما عاملتيني بقسۏة ولا رفضتي تلعبي معايا فأي وقت حتى فوقت تعبك بتهتمي بيا مش زي نهلة وهالة معندهمش غير بعض ورافضين وجودي ومش بيرضوا يتكلموا معايا ودايما سيبني لوحدي أما أحمد فكل مرة أطلب منه إنه يقعد معايا يتحجج إنه بيذاكر.
أوقفت رنا استرسالها البائس وترقرقت عيناها بالدموع أسفا على حالها فزفرت منار سخطها من تصرفات شقيقتيها واحتوتها بين ذراعيها مردفة لتبعد عنها شبح الحزن المخيم عليهما
ابتسمت رنا رغم حزنها فهي تواجه الكثير من المضايقات منهما وكثيرا ما أرادت البوح بمعاناتها ولكنها تتراجع مذكرة نفسها بتهديدهم لها وتلزم الصمت لاحظت منار شرود رنا عنها فربتت ظهرها وأردفت
_.. اطمني يا رنوش أنا عمري ما هسيبك مهما كنت مشغولة ولا ټعبانة ولازم تتأكدي إن أنت بالذات ليك الأولوية فقلبي ووقتي.
2 أول الطريق.
ناقم عليها منذ تسلل إليه صوت ضحكاتها ووقف يستمع لحديثها بوجه متجهم وزاد ڠضپه اهتمامها المبالغ برنا وأحس بالغيرة تشتعل بداخله فمن المفترض أن تبكي منار ندما على ما اقترفته بحقه بدلا من تبادلها الحديث مع شقيقتها والضحك معها زاد سخطه عليها وولج غرفته بعدما استقر رأيه على معاقبتها وجلس يفكر بما يمكنه أن يؤلمها ليثأر لنفسه بعد دقيقة لمعت عينه بتشف فهو يعلم نقطة ضعفها التي ستجعلها لا تكرر خطأها بحقه مجددا وابتسم بمكر وأردف
انتشله صوت رنين هاتفه من ضجيج أفكاره فأجاب پضيق في بادئ الأمر والذي سرعان ما تبدل من الفتور إلى الاهتمام لإدراكه هوية صاحبة الصوت ووقف يستمع لكلماتها المرتبكة بشيء من السعادة ليردف موضحا
_.. أزاي بس الكلام دا عموما أنا حتى لو مش فاضي فأنا افضيلك نفسي مخصوص.
أنصت إليها برضى فهو لم يتوقع أن تهاتفه وتطلب رؤيته بل وتؤكد ضرورة لقائهم اليوم فابتسم مردفا
_.. تمام بعد نص ساعة لو يناسبك هتلاقيني منتظرك في الكافيه اللي جنب الكلية.
أنهى حديثه معها ووقف يحدق بهاتفه لا يصدق تلك الفرصة التي أتت إليه دون سعي وسارع وبدل بنطاله ووقف يغدق على جسده بعطره المحبب إلى نفسه وتطلع إلى هيئته الأخيرة التي نالت استحسانه وغادر وهو يطلق صفيرا عاليا وبعد نحو الساعة جلس أمام ليان بالمقهى وراقب نظراتها الخجولة نحوه فأدرك أنها تبحث عن مدخل لتخبره بحاجتها فقرر انتظارها لتبدأ حديثها لتؤكد ظنه حين حمحمت قائلة
_.. بصراحة يا أمجد أنا محرجة منك ومش عارفة أبدأ كلامي معاك أزاي خصوصا أني عرفت من بعض الزملاء أنك خلاص اخترت الفريق اللي هيعمل معاك المشروع اللي دكتور ورداني كلفك بيه.
أدرك غايتها فالجميع ينشد الانضمام لفريقه ولكن أن تطلب منه ليان الانضمام فهي فرصة ثمينة لن تأت كثيرا وعليه اغتنامها بطريقة صحيحة والأهم ألا يشعرها باهتمامه كي لا تتكبر لاحقا لذا أجابها بلا مبالاة
_..