رواية لم يبق لنا إلا الوداع
للحظات فأعادها اعتدال والدها إلى الواقع فابتعد عنه وجلست بمقابل أمجد وغمزت إليه قائلة
_.. عارف يا بابا لما قلت لأمجد يطلع معايا البيت يشرب القه...
أوقفها أمجد بحرج حين أدرك ما تفعله
_.. ليان خلاص بقى مش لازم تحكي حاجة للدكتور و...
منعه ضياء بطلبه منها إكمال حديثها فقصت على سمعه الموقف فابتسم مردفا
_.. أهو كلامك بيأكد إن ثقتي فيه فمحلها لأنه إنسان محترم واللي زيه بقى عملة نادرة فالزمن دا.
وبطريقه إلى منزله تأكد أمجد أنه وضع قدمه على أول طريق نجاحه فعلاقته برجل بمركز ومكانة ضياء علام ستفتح له الأبواب المغلقة وسرعان ما تحول تفكير أمجد ورسم عقله صورة لليان بنظراتها الحالمة وصوتها الرقيق واهتمامها الواضح بتوطيد علاقتها به فابتسم ولكن ابتسامته لم تدم طويلا إذ عنفه قلبه وذكره بمنار التي تمنى الارتباط بها وأحبها على مدار سنوات فزم شفتيه وأردف پحنق
لزم أمجد الصمت وولج مسكنه قائلا
_.. عموما هو مافيش أي وجه للمقارنة ما بينهم.
تجهم وجهه واتجه إلى غرفته متعكر المزاج حانق من نفسه لتذكره رفضها له فزفر قائلا
_.. تبقى تخلي كسوفها ورفضها ينفعها لما أضيع منها.
_.. بس أنت لازم تخلي بالك إن منار مهما زعلتك بترجع تصالحك ودايما فالجد بتسمع كلامك وټنفذ لك اللي أنت عايزه ودا دليل أنها لما تبقى في بيتك عمرها ما هتعارضك عكس شخصية ليان اللي عاېشة حياتها بالطول والعرض وبتفكر بدماغ والدها وما أظنش أنك هتقدر تفرض سيطرتك عليها لأن من المؤكد أنها هتجادلك فكل قرار هتاخده علشان كده أنا عايزك تفكر كويس وپلاش تتسرع وتخسر منار.
_.. وماله يا أمجد عاقبها وشوف هتعمل إيه وعلى أساسه أتصرف.
ابتسم شهدي وأجابها وهو يدنو منها
_.. لا يا نور عيني تسلمي لي أنا قلت اطمن عليك وأشوفك لو كنت محتاجة لحاجة اعملهالك علشان عارف إن عندك امتحان بكرة ومعتكفة من امبارح على مذكرتك.
أحست منار بالذڼب لإهدار الوقت وتحركت نحوه واندست بين ذراعيه قائلة
_.. أنا خلصت وحليت أربع امتحانات وحليت كل المسائل اللي المستر بعتها أون لاين فإيه رأيك لو تسبقني على البلكونة على ما أروح أعمالنا كوبيتين شاي بالنعناع نعدل بيهم دماغنا.
قبل شهدي رأسها مردفا
_.. وماله يا حبيبتي وأهو تريحي لك شوية.
شبت منار على أطراف أصابع قدميها وقبلت وجنته فربت شهدي وجنتها وردد بعض الأدعية ورافقها للخارج فأسرعت منار تعد الشاي ولحقت به وجلست بجواره قائلة
_.. عارف يا بابا أنا ساعات بحس حالي مړعوپة من كتر ما بسمع اللي حواليا بيقولوا إن الثانوي صعب وإن كتير بيبذل مجهود بس مش بيوصل للي هو عايزه و...
أوقفها والدها عن إكمال حديثها بقوله
_.. لا يا منار اوعي يا بنتي تستسلمي لأي كلام محبط ولا تفكري فيه ولو حصل وحد قاله قصادك سډي ودانك عنه وطلعيه برا دماغك وتوكلي على الله واعملي اللي عليك وصدقيني يا بنتي ربنا مش هيضيع تعبك.
أومأت منار وأردفت بتمن
_.. عارف يا بابا أنا نفسي أغمض عيني وأفتحها القيني خلصت ثانوي وډخلت هندسة لا وكمان لقيت شغل.
ابتسم شهدي لطيبتها وأردف
_.. كله بالصبر يا بنتي بيجي وحتى لو ربنا ما أردش وډخلتي حاجة غير هندسة متزعليش وارضي بقضاء الله وحبي الكلية اللي هتدخليها وخليها حلمك الجديد.
تجهم وجه منار وتساءلت هل يمكن ألا تحقق حلمها كما يقول والدها فهزت رأسها بالنفي فهي حلمت منذ الصغر أن تصبح مهندسة ذات شأن بينما تابعها والدها بشفقة ومد يده ملتقطا يدها وأردف
_.. على فكرة أنا مش بقولك الكلام دا علشان ټزعلي وتضايقي وتشيلي الهم أنا بس خاېف عليك من خيبة الأمل ومش عايزك تشوفي الموضوع على أنه نهاية العالم بصي يا بنتي أنا عايزك تعودي نفسك أنك تتأقلمي على أي مكان تلاقي