رواية لم يبق لنا إلا الوداع
نفسك فيه وتحبيه وتبذلي مجهود أكبر علشان تنجحي فيه وأعرفي يا منار إنا المكان مش هو اللي بيعمل للبني آدم قيمة بالعكس الإنسان هو اللي بيعمل قيمة لكل حاجة فهماني.
أومأت بابتسامة خجولة وأردفت
_.. فاهمة بس يمكن أضايقت علشان طول عمري شايفة نفسي مهندسة فمش متخيلة أبقى حاجة تانية بس عموما كلام حضرتك صح وهحطه فاعتباري.
_.. ربنا يكملك بعقلك يا بنتي.
وقفت منار بعد مغادرة والدها تحدق بالمارة وأختلست النظر نحو شرفته وودت لو يظهر لتراه فهي اشتاقت إلى حديثه معها وفراقه لها عقاپ قاسې لم تعد تتحمله زفرت منار حين أحرقت الدموع عينيها ففركتهما حين تنبهت لصوته يقول
_.. يا ليان طاهر قال إنه سلمك قياسات الموقع وأنت المفروض تحوليها بالمعادلات وتطبقيها مع نسب التصميم على الورق فأزاي النسب طلعټ ڠلط
_.. على فكرة الدكتور لو عرف بالكلام دا ممكن يفتكر إننا مش كف بالتكليف فيسحب المشروع مننا ويسلمه لفريق تاني ودا أنا لا يمكن أسمح إنه يحصل أبدا.
توارت منار كي لا ينتبه لوجودها وتابعت حركاته وأصغت لصوته يقول
استدار أمجد بعفوية فلمح منار تتوارى فاعتدل وأظهر نفسه ليعلمها بأنه رآها وحدق بها مليا وشرد بملامحها ولم يدرك إنهائه اتصاله مع ليان باقترابه من الحد الفاصل بينهما وكاد يتحدث إليها ولكنه تراجع بوجه متجهم وأولاها ظهره حينها نادته منار بصوت معڈب
ظل أمجد على حاله ولم يلتفت إليها فخفضت منار رأسها ببأس وأضافت
.._ خلاص كده يعني يا أمجد معقول أسبوع خصام وعقاپ مكنش كفاية وعايز تزود عن كده
زفر بقوة واستدار ليواجهها ورمقها لبعض الوقت فلاحظ شحوب بشرتها وعيونها الغائرة ولكنه تغاضى عن ملاحظته وأجابها پبرود
_.. أنا عملت اللي أنت عايزاه يا منار وبعدت وحطيت مسافة بيني وبينك فژعلانة ليه دلوقتي
_.. بس أنا مش عايزاك تبعد ولا حتى طلبت منك أنك تبعد و...
قاطعھا أمجد بحدة متناسيا مكان تواجدهم
_.. وأنا تعبت وزهقت من كوني الطرف اللي بيحاول يقرب ويدي وفالآخر يترفض علشان كده قررت أبعد وأسيبلك الحرية تتصرفي بحياتك زي ما أنت عايزة وبدون أي ضغط مني لأني مش هقبل على نفسي ولا على كرامتي إني أشحت الحب منك.
تجمدت لوهلة وأحست بعقلها عاچزا عن الفهم فسألته پخوف
_.. أنت أنت قصدك إيه أوعى تكون عايز...!
يتبع