السبت 23 نوفمبر 2024

رواية إبنة بائعة الجبن

انت في الصفحة 10 من 354 صفحات

موقع أيام نيوز


له الا كل ۏجع وأمسى مرقدا لحلم ډفن فيه وأمل اندثر على ارضه ...
مضت جمره فى الشارع كعادتها بخطوات بطيئه مثل ان تعودت منذ اعوام وكعادتها وقفت امام بائعة التوت التى كانت تستعد للمغادره بعد ان باعت معظم التوت ولم يتبقى معها الا القليل ...
ابتسمت المرأه لحكيم ظنا منها انه اتى ليشترى منها اليوم ولاثيما انها كانت تسأل نفسها عن سبب عدم رؤيتها له منذ فتره كبيره ۏعدم قدومه المعتاد اليها لكنها تفاجئت حينما ادار لجام مهرته ليبتعد عنها وهو يحدث نفسه خلاص معادشى هيبقى فيه توت من اهنه ورايح وهيتحرم علي كيف ماجمرتى اتحرمت علي ...

اعطى الامر لمهرته جمره ان تغادر هذا الطريق باسرع مايمكن وهو يحاول ان يخفف من حزنه ناظرا لجنبات الطريق لاخړ مره مودعا لها معاهدا نفسه انها المره الاخيره التى سيمر فيها من هذا الطريق..
وابتعد متمنيا ان كل ذكرى جميله وكل فرحه شعر بها فى يوم من الايام وكل امنيه بجمارته نسجت خيوطها حول شرايين قلبه وولدت فى هذا الطريق ان تسقط من عقله وقلبه وروحه مع كل خطۏه من خطوات مهرته المبتعده 
وان ټموت هنا فى نفس المكان الذي ولدت فيه ودعا الله ان ينتزع حبها من قلبه كما زرعه فيه وان يعود الى قصره خالى القلب والفكر والبال كما خړج منه آخر مره قبل ان يرى جمارته لاول مره فى صدفة غيرت مجرى قلبه ..
وقف على نهاية الطريق واستدار بمهرته ينظر خلفه نظرة مودعه وابتسم ثغره واغرورقت عيناه وهو يراها تتجسد امامه مرة اخرى وطيفها اخذ يتحرك امامه كأنها حقيقة جعلت قلبه يهوى من مكانه وارجعته مرة اخرى لتلك الايام .....
حيث خړج من بيته كعادته وهو يمتطى ظهر مهرته قاطعا شوارع البلده الى ان يصل لوجهته ويقف على اطراف هذه الطريق ملثما وينتظر بعض الوقت لتخرج من بيتها ذات الثمانى عشر عاما حاملة سلة الجبن على رأسها .. تتهادى بطولها الفارع وجسدها الممشوق الذي ينافس فى الانوثه جسد ثلاثينيه تتمايل جديلتها ذات اللون الاحمر والتى تمردت من اسفل ربطة رأسها لتتحرر على ظهرها فتتمايل يمينا ويسارا اثناء سيرها كانها ترقص على انغام خطواتها لتلفت النظر لذلك الخصر الذي يملك القدرة على سلب اكثر العقول رزانه ...
اما وجهها فلا وصف له سوى انه وطن يستحق ان تخاض من اجله الااف الحړوب ومن اجل جمال عينيها تنال الشهاده ...
كل هذه الاشياء تجعل المسافه التى يقطعها يوميا واستيقاظه فى ساعات النهار الاولى لا شيئ مقارنة بمايحصل عليه قلبه من لذه وعينيه من متعه وهو يرى امامه كل هذا الحسن الذي تجلى فى ابهى صوره
نعم فهو هذا الثلاثينى الذى كتب على قلبه التعلق بتلك الصغيره التى برغم صغر سنها الا انها الوحيده التى استطاعت غذو قلبه وسلب عقله وهى ايضا الوحيده التى بنظرة واحده من عينيها قادرة على ان تقوده الى اطراف هاويه وإن طلبت منه القفز فلن تجد منه الا ملبى.. حتى وان علم ان فى السقوط هلاكه ...
عشرون دقيقه يوميا هى المده التى تستغرقها جمارته وجمرة قلبه كما اطلق عليها بينه وبين نفسه من بيتها الى المكان الذي تبيع فيه الجبن تلك الدقائق هى بالنسبة له الوقود الذي بدونه لا يعمل عقله طوال اليوم ويظل كامل جسده حبيس الشوق الي ان يراها ...
وهذا الاحساس هو مادفعه فالفترة الاخيره للقلق ودفع عقله للتساؤل پجنون عما سيفعله فى الايام القادمه والتى مضطر ان يسافر فيها الى بلدة اخرى لانهاء بعض الاعمال المتعلقه ....هل سيتحمل هذا الفراق وماذا ان لم يستطع ونال منه الشوق ولم يقوى قلبه على الصمود !
لملم شتات افكاره وصبر قلبه بأنه لم يتبقى سوى شهور تعد على الاصابع وينتهى انتظاره وينطفئ شوق قلبه وترتوى روحه من جمارته وجمرة قلبه حين تصبح بين يديه حلال طيبا حلو مذاقه كجمار قلب النخيل واحلى ..
ولكن للقدر دوما رأى آخر وتخطيطا يخالف حسابات القلوب حين تيقن حكيم من هذا فى اليوم الذي صنفه على انه اتعس ايامه ..
بينما كان يتابع مرورها من امامه بعيون تكاد تخرج من محجريها من شدة التركيز مع كل حركة منها ويحسب فى نفسه كم مره اهتزت جديلتها خلف ظهرها ويتبسم بفرحه حين يلاحظ ابتسامتها تحت اللثام لنسمة هواء تداعب وجهها حين تضيق عينيها بفرحه اسفل اللثمام حين تضيق عينيها فيقابل النسمات التى مرت عليها واتت اليه حاملة عطرها بفرحة يغمض لها عينيه بأرتياح كأنها قبلات محبوب ...او حين تقف كعادتها امام بائعة التوت لتشترى منها التوت وتبدأ فى اكله مباشرة فور شرائه وسعادتها وهى تفعل ذلك جعلت حكيم ايقن عشقها للتوت الذي انتقل له هو ايضا وبدأ فى شراء التوت واكله بشكل يومى بسعاده بالغه كما تفعل هى ....
وفى اثناء ذلك كان هناك
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 354 صفحات