رواية كاره النساء
عندما قالت إحدى صديقاتها بلهفة
العريس جاي..العريس جاي.
دلف مالك بعد أن طرق طرقات خفيفة منه حينما أذن له وبعد أن وقع بصره عليها حدق بها في ڠضب واستياء تسمر مكانه للحظات واذ به يخطو نحوها خطوات سريعة ناقمة وجذبها من يدها پعنف متوجها بها نحو حجرته تحت نظرات التعجب والدهشة من كل الموجدين في الحجرة.
في ايه يا جدع أنت بتجرني كده ليه..لا اسمع لما اقولك.. مفيش دخلة غير لما يتعملي فرح آه.. أنا اول مرة اتجوز.
اكتمي....ايييه مفيش خشى واصل.
قالت وهي تبتعد للخلف في خطوات مرتعدة
في أيه
أيه ال انتي لابساه ديه.
قال ذلك وهو يشير على فستان زفافها الذي كان بدون اكمام.
فنظرت لفستانها وسألت بعدم فهم
ماله الفستان..مهو زي أي فستان عروسة نافش وحلو اهو.
بجولك أيه أنا مش ناجص وخلجي في مناخيري.. لتلبسي فستان زين..ومحترم إكده لامفيش فرح والا ورب العزة أخليكي تنزلي للناس بجلبية أم احمد ..هاه..فاكراها ولا لاه.
ابتلعت ريقها واتسعت عيناها لمجرد التصور..فقالت على الفور
كسحة تاخد الحريم كليتها.
قال ذلك وهو ينظر لها باشمئزاز من أعلى الى أسفل..ثم خرج وهمس في أذن مسئولي التجميل بما يريد.. واصطحب زوجة عمه لحجرة ناريمان ليفهمها الأمر
في ايه يا مالك يابني مالها ناريمان عملت ايه.
تعالي معايا يا مراة عمي وانا افهمك.
افهمها أنه طلب منها أن ترتدي فستان زفاف لائق.. نظرت له باعجاب تصرفه طمئنها وايقنت ان مالك رجل ذو حمية ويعتمد عليه..خاصة انها كانت قلقة للغاية عندما زوج خالد ابنته من ابن أخيه عرفيا..صحيح انه جعله يمضي على تعهد أنه حينما تتم نريمان السن القانوني للزواج عليه أن يتمم الزواج ويجعله رسميا.
والله شكلك كده احلى.
بكل الغيظ همست لأمها
بقولك ايه ياماما سبيني في حالي دلوقت ومتعصبنيش.
وفي حديقة البيت رصت المناضد الټفت المعازيم حولها في انتظار العروس المتعجرفة الصغيرة.. كوشة للعريس والعروسة صممت تصميم رائع ..حيث الوورود البيضاء والستائر من خلفها فضية لامعة..واريكة للعروسين كأنها عرش لملك وملكة.
نظر لها نظرات رادعة ثم همس بتحذير
ترجقصي ايه رجصك ۏجع بطنك. .متجوز راجقصة أنا ياك لمي روحك يبت الناس عشان الليلة دي تعدي..لحسن ورب العزة أمسخرك جدام الخلق كلتهم.
ضړبت بقبضتها على فخذها بغيظ وظلت تنظر للمعازيم كأنها منبوذة بينهم..يوم زفافها حرم عليها الرقص
مثلها مثل أي عروس..حتى أن يأخذها بين يديه ويراقصها.
هو أيضا كانت عيناه تتفحص الفتيات التي ترقص في استياء حركتهن المخضبة بالميوعة تثير استفزازه تحفزه على أنا يقوم ويصفعهن على وجوههن بلا رحمة حتى يتعلمن الحشمة التي لا يعرفونها أكتافهن عاړية..وسيقانهن ترقص وتحتك بأرجل رجولية متعمدة وغير متعمدة يتمايلنا ويتبخترنا أمام شباب غريب عنهن وكأنه في مدينة العري والضلال حتى بعض المسنات من النساء..متبرجات تبرجا غير لائق لعمرهن..تبرجا مقذذ منفر تلك المشاهد التي يعج به كل مكان يذهب اليه وكأنه في أجواء خنيقة.
كم بات يحلم بمكان نظيف من نساء عريات كاسيات..انه ليس بقديس..ولكنها فطرته التي فطره الله عليها..يعشق التستر والتحشم..أشاح ببصره في نفور بعيدا عن تلك الصور التي تكتم أنفاسه وتجعل صدره ضيقا حرجا يحاول أن يتنفس..ولكنه يخشى التنفس فالهواء من حوله مختلطا بعطرهن الذي عندما يستنشقه ويخترق أنفه كأنه يستنشق غاز سام يكاد يقضي عليه..حتى انه بتلقائية مد يده الى رباط عنقه لكي يحرره.
انتهى الحفل أخير واضطر لمجارتهم في تلك الطقوس العرسية في حمل عروسه تحت هتاف الفتيات والشباب للصعود بها نحو شقتهما التي عدت لهما في الطابق الأعلى مدار هذا الأسبوع..وما إن دلف بها الى حجرتهما حتى ألقى بها على الفراش بطريقة عڼيفة جعلها تتأوه وهي تضع يدها أسفل ظهرها
الله مش تحاسب.. انت بترمي شوال بطاطس
ولا أيه.
أمسك فكها قائلا بقسۏة
بجولك أيه حطي لسانك جو خاشمك.. صوتك ديه مسمعوش واصل.. ولحد الصبح مشفش وشك..فاهمة.
ثم خرج وهو يرميها بنظرات مستاءة.
همهمت بغيظ حاولت أن تنهض ولكن فستانها بحجمه أعاقها..ولكنها ظلت تحاول حتى نجحت..وقفت أمام المرآة لتشرع في تغيير ثوبها..وما إن رأت صورتها المعكوسة حتى تمايلت يمينا ويسارا بفستان زفافها معجبة بذاتها تقول محدثة نفسها
بقى ياربي الجمال والحلاوة دي محدش يعبرها في ليلة عمرها تنام زي قرد قطع كده في أوضتها لوحدها وعريسها واخد جمب لوحده آه يالوزة حلوة ياصغيرة على النكد.
قالت جملتها الأخيرة وهي تتباكى بتمثيل درامي ساخر تخلع عنها طرحتها مع همهمة يائسة من حالها الذي آلت إليه تتدقق النظر في سحنتها مرة أخرى ..وجهها المستدير كالقمر وملامحها الرقيقة..وعيناها السوداء المكحلة بسحر يخطف القلوب..ورموشها المصففة الطويلة وكأنها سهام ترشق في القلوب وشفتياها الممتلئتان وقد جعلهما الطلاء شهيتان وما أجمله طابع الحسن المحفور في ذقنها.
تأملت وجهها الذي زادته الزينة حسنا.
في ليلة كهذه تصبح الفتاة من أجمل ما يكون فتهمس لنفسها بضيق
ألم يؤثر فيه هذا الجمال ولو للحظات
ياله من رجل متحجر المشاعر.
أنها تحبه بل تعشقه ابن عمها هذا القاسې الذي يعاملها بجفاء دائما لا تذكر أنه ضحك في وجهها أو ابتسم لها مرة واحدة كان يتعامل معها كولي أمر فظ يأمر وينهي كما يحلو له.. وويلا لها كل الويل أن عصته ويسانده في ذلك والدها الذي يحبه حبا جما كأنه أبنه من صلبه يعتز برأيه جدا ويعتمد عليه في كل شئ زفرت بضيق عندما تذكرت أن والدها هو من خطبها له ودت لو أنه هو من بادر بخطبتها كأمر طبيعي أن يتقدم العريس لعروسه لطلب يدها..لكنها فرضت عليه مسح ذلك الحرج حبها الشديد له ورغبتها في الزواج منه بل سعادتها عندما أخذ أبيها رأيها وأعلمها بخطبتها له شعرت بقلبها ينبض بشدة عندما ذكرته كأن دقاته تزداد أضعافا عندما تأتي سيرته حتى أنها وضعت يدها على قلبها عله يهدأ تنفست بقوة أغمضت عينيها في تمني لأن يرق لها ويأتي الآن ويحتويها بين ذراعيه فتحت عيونها عضت شفتها السفلى وقد روادتها فكرة ما أرادت أن تراه.
ترى ماذا يفعل الآن في الخارج
سألت نفسها هذا السؤال ثم اقتربت وهي تخطو على أطراف أصابعها