الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية شوق

انت في الصفحة 25 من 148 صفحات

موقع أيام نيوز

تتجه نحوهم وهي تقول 

لاه لاه لاه... النهاردة أني هعمل حفلة يا ولاد... معقول معقول اللي بيحصل ديه.. ديه ولا في الأحلام... يا حلاوة يا ولاد 

فرغ كل من أمير وعساف فاهما من الصدمة وعدم فهم ما ترمي إليه

فضحكت قائلة

مالكم مبلمين ليه

ليهتف أمير باستفهام

انتي بتقولي ايه... حفلة ايه دي وليه

حفلة يا أمير الامرا.. علشان اولاد غريب بيه لاول مرة يصحوا بدري يعني مش بدري اوي بس اهو فيه أمل... داي هتتكتب في التاريخ يا ولاد

زفر عساف بضيق واشار نحوها ونظر لأخيه

شايف عمايلها... انا لسه مخلصتش كلامي وشوف بتعمل ايه.. لا كدا كتير

في ايه يا عساف ما تهدي أعضاءك يا خويا مش كدا اومال

شش انتي متتكلميش معايا وايه اخويا دي ... انتي مين انتي علشان تتكلمي معايا بالشكل ده... اوعي تنسي حدودك يا شوق فاهمة.

لم ترد عليه شوق وانما اكتفت برمقه بنظرة مطولة تحمل معاني كثيرة لكنها لم تظهر اي تعابير منها على وجهها

ليهتف أمير

مش كدا يا عساف براحة هي مش قصدها اي اساءه.. شوق دي طيبة خالص والله

اشار له عساف بيده وتركهم وعمد إلى احدى الارائك وهو يقول بصوت جاد

اطلبي من سيد يعملي الفطار

نظرت اليه شوق بصمت ومن ثم أعادت بصرها تجاة أمير الذي قال مشفقا

معلش يا شوق متزعليش.. انتي اكيد عرفتي عساف وطبيعته.

ردت شوق مدعية الجدية رغم ان داخلها حزين وقالت

لاه هو انت مفكر ان سكوتي ديه اني زعلانة او واخدة على خاطري... لاه ابدا ... أني لسه هحاسبه على طريقته داي معايا يصبر عليا

ضحك امير وقال بمرح

والله يا شوق انتي بوء على الفاضي

ضحكت شوق وقالت

انت بتسخني ياض يا اميرا الامرا يا عسل انت... اسكت بدل ما أروح أنزل البلغة على دماغه

ضحك أمير وقال

لا هسكت خالص مش طالبة اي حريقة تقوم النهاردة .. يلا فطرينا انا جعان ولا انزل افطر برا

اهييه لا طبعا... هخلي عم سيد يحضرلكم الفطار حالا.

فلاش باااك

كانت تجلس على تلك الارجوحة وتحركها بقدمها وأمها تمسك شعرها الطويل وتمشطه بالفرشاة ذات الأسنان الناعمة.

جاء والدها وراءها ترتدي ذاك الفستان الجميل المنفوش الزهري اللون فبدت فيه أميرة صغيرة ساحرة غاية في الحسن والجمال وخاصة بشعرها الطويل الذي يزيدها جمالا على جمالها... فاقترب منها وقال بحدة وصرامة

ميار انتي ايه نزلك تحت... انا مش قلت ممنوع تخطي برا عتبة الفيلا

أنا أهو يا بابي سمعت كلام حضرتك ومش خرجت برا انا هنا في الجنينة

لا ولا حتى في الجنينة

نظرت ميار لأمها لترد هي عنها 

مفيهاش حاجة يا فريد انا اللي طلبت منها نقعد في الجنينة شوية .. علشان البنت تفك عن نفسها شوية... هي طفلة ومن حقها ت...

قاطعها فريد قائلا بعصبية وصرامة 

نفسي اللي اقوله يسمع ..ميار يلا على جوا اتقضلي.

ركضت الصغيرة ميار إلى داخل الفيلا ومنها إلى أعلى حيث غرفتها لتقف في الشرفة تبكي بشدة وهي تستمع لوالديها بالاسفل

بينما تقول الأم بشفقة

ليه كدا يا فريد حرام عليك البنت

ليهتف هو بحزن

لا مش حرام عليا لما اكون بحمي بنتي... بنتي اللي هي نور عيني وكل حياتي... مش هستنى لما يجرالها حاجة تاني... انتى ناسية انها اتعرضت لحالة اعتداء لولا اننا لحقناها في الوقت المناسب.. وكل ده بسبب جمالها وشعرها الطويل الملفت لأي حد

لا يا فريد مش ده السبب.. ميار مش اول ولا اخر بنت جميلة في العالم... الشخص نفسه اللي كان غلط ... هو اللي كان قليل التريية علشان كدا استغل غيابنا وحاول يتعدى على البنت... لكن متولمش عليها ابدا ومينفعش تتصرف معاها بالشكل ده البنت كدا تتعقد يا فريد

لا انا مش هسمح ان بنتي وروحي ....كلب زي ده يشوفها تاني ومش هخلي اي حد يشوفها من اصله... هحمي بنتي وهحجبها عن عيون الناس كلها علشان أحافظ عليها

نقدر نحافظ عليها... بملازمتنا ليها... بأننا نحطها في عنينا ومنغفلش عنها لحظة لكن اسلوبك ده صدقني غلط وهيضر البنت مش هيفيدها .

أمينة مش عايز نقاش في الموضوع ده تاني... ميار بنتك متخرجش من بوابة الفيلا دي تاني مفهوم!!.

انا ليا أصاحبي واولادهم الشباب احيانا كتير بيجوا يسألوا عني هنا... مش عايز واحد فيهم يلمح شعره واحدة منها... ميار حبيبتي أنا وطول ما انا عايش على وش الدنيا هغنيها عن الناس كلها وهحميها منهم برموش عنيا

باااك

كانت ميار تتذكر كلمات أبيها وأفعاله ولا تدري أتحزن أو تفرح... اتحزن أنه كان يضيق الخناق عليها في صغرها ولا يسمح لها بالخروج مطلقا الا في أضيق الحدود .. ام تفرح لانها متأكدة من حب والدها لها .. لكنه حب ترجم بطريقة خاطئة سببت لها الكثير من الآلام والعقد النفسية... نزلت دمعت من عيني ميار رغما عنها... لاحظتها تلك التي كانت تراقبها عن كثب... فنهضت نحوها سريعا وهي تقول بلهفة

ميار حبيبتي انتي كويسة

مسحت ميار دمعاتها پألم وهتفت بخفوت

متقلقيش يا دادة انا كويسة ربنا يخليكي ليا.

طب تعالي ندخل بقا كفاية كدا النهاردة

لا بالله عليكي يا دادة خلينا شوية كمان... انا لسه ملحقتش اشبع من المكان الجميل ده

بس انا خاېفة تتعبي يا ميار

مش هتعب

ودموعك دي كانت ايه

ولا حاجة يا دادة.. يمكن خروجهم كانوا افضل من انهم يفضلوا مكبوتين جوا قلبي

أخذتها الدادة بين ذراعيها بحنان شديد

يا حبيبتي يا بنتي

هتفت ميار بحزن شديد وهي تقول

دادة بابا كان بيحبني مش كدا

كان بيحبك اوي يا روح قلبي... كنتي كل حياته يا ميار

عند تلك الكلمة بكت مياار بشدة وانطلقت سريعا للداخل لا تستطيع منع عبراتها من الهطول بغزارة.

لتقف الدادة قليلا مكانها ببؤس ومن ثم تهم للتحرك لتلحق بها

ليأتي في ذلك التوقيت مهند الذي يهم بالدلوف فيقول له البواب

رمقه

 

مهند بشك فهو يظن أن خالد بالأعلى... لكنه أتاه في تلك اللحظة اتصال من خالد فأجاب. ليقول خالد

خير يا مهند جالي ماسدج منك.. انك حاولت تتصل بيا انا ف مشوار كدا وساعة وراجع الشركة

هنا ادرك مهند انه ليس في الفيلا بالفعل

فقال

مفيش اصلي كنت جيلك الشركة فملقتكش فقلت اشوف انت فين

تمام خليك مكانك في الشركة لحد ما ارجع

انت فين 

مشوار كدا لما ارجع هقولك سلام

سلام.

هم مهند لأن يعود ادراجه الى حيث سيارته مرة اخرى

لكنه لمح طيف أحدهم عند النافذة... طيف لفتاة جميلة بيضاء بهية المنظر لكنها في لمح البصر قد اختفت أعاد النظر مرة أخرى لكنه لم يجدها... ظن انه يتوهم فغادر يقود سيارته عائدا الى الشركة

خدعتكم مهند وميار متقابلوش لسه

وقف بسيارته أسفل بناية الشركة التي تعمل فيها وانتظر طويلا... كانت الدقائق تمر عليه كالساعات فزفر بحنق وضړب مقود السيارة بيده وقال

اوف ايه الزهق ده انا الظاهر كدا جيت بدري... الحماسة اخدتني فجيت على ملا وشي.

انتظر قليلا بعد 

ثم قال 

لا انا الظاهر هطلعلها واللي يحصل يحصل.

فتح باب سيارته وهم ليخرج منها... ومن ثم عاد أدراجه لداخل السيارة مرة أخرى وقرر التجول بها الى أن يحين موعد انصرافها

وبعدما حان الوقت عاد بسيارته سريعا نحو مقر الشركة التي تعمل بها

واذا به يلمحها تخرج من بوابة الشركة

ظل يراقبها إلى أن ابتعدت عن مقر

24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 148 صفحات