الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية شوق

انت في الصفحة 24 من 148 صفحات

موقع أيام نيوز

من على الأرض

ليهتف بركات متابعا سخريته من اخته

بدها كدا فعلا دي يجيلها كم يالا... خمسة طن

ليهتف مسعد مستمرا في سخريته من وزن توبا

انا نازل يالا احذر أمي تأخد بالها من أي هزة أرضية في اي لحظة تتحرك فيها توبا فتوقع السقف فوق نافوخنا تموتنا مفعوصين

اڼفجر بركات في الضحك ويليه مسعد الذي فتح صنبور المياة وأخذ قطرات من الماء وسكبه على رأسه توبا وهو يقول 

صح يا بنت عمي.

قالها ثم انصرف ومعه بركات لتبقى توبا وحدها تنظف الأبطاق لكن من سينظف قلبها بعدما اوحلوه هم بسم كلماتهم فلم تجد مخرجا لها سوى زرف المزيد من الدمعات... وفي داخلها رغبة تزيد يوما بعد يوم في الانحساب من عالمهم.

استيقظ من نومه هو أيضا لكنه بقي في فراشه يشعر بالكسل أمسك بهاتفه يقلب فيه متصفحا آخر الأخبار على صفحته على الفيس بوك والانستجرام... لتأتيه رسالة من إحدى الفتيات التي يعرفها تقول فيها

عساف حبيبي

هنا روحي 

انت صحيت يا قلبي

 لا يا قمر... عفريتي اللي بيرد عليكي.. ايه السؤال العبيط ده

متبقاش رخم بقا يا سوفي 

انا معاكي اهو يا بنتي عايزة ايه 

طب استنى هكلمك فيديو كول

 يا بت اصبري انا لسه قايم من النوم متحركتش من مكاني حتى

لا مليش دعوة انا حتى عايزة اشوفك اول ما بتصحى من النوم بتكون عامل ازاي

حرك رأسه باستياء منها واستجاب لدعوتها للاتصال به

وعندما رأته أمامها صړخت بفرخة وهي تقول

واو ايه القمر ده... حتى وانت صاحي من النوم تهبل يا عساف

رد عساف بغرور

اومال انتي مفكرة ايه برعي زي اللي تعرفيهم يا بنتي

يخص عليك يا سوفي هوا انا بقيت اشوف ولا أعرف غيرك .. من يوم ما عرفتك وانت غنيتني عن اي حد تاني

بس قوليلي ايه الأحمر الجامد ده

عجبك مش كدا لابساه مخصوص علشان اتصور وابعتلك صوري ليك انت الاول قبل ما أحطها على الانستا ... ايه رأيك

صاروخ يا بنتي

ضحكت هي بدلال

ميرسي يا سوفي يا روحي انت

حبيبتي

سوفا

ها 

انت هتتقدملي امتا بقا 

اتقدملك ليه مش فاهم

يخص عليك يا سوفا علشان نتجوز 

نتجوز مرة واحدة 

ايه يا سوفا مالك مستغرب ليه

أنا وعدتك بده قبل كدا 

لا بس أكيد دي الخطوة اللي بعد كدا احنا بنحب بعض مۏت... ونعرف بعض من زمان... ومع بعض يوميا وعارفين كل تفاصيل بعض وخلاص اتعودنا على بعض وكل حاجة كل حاجة.. فمش فاضل غير اننا نتجوز بقا

ونتجوز ليه يا روحي ونجيب لنفسنا المشاكل والهم ليه... احنا كدا عايشين حياتنا بالطول والعرض ومش ناقصنا حاجة

يعني ايه يا سوفي

يعني يا نونا لو كنتي عايزة علاقتنا تستمر يا قمر انسي فكرة الجواز دي أنا مش بتاع جواز واظنك عارفة ده من الأول 

بهتت مكانها وقالت ببؤس

ايوة بس انا فكرت اني قدرت أغير فكرتك... انك حبتني بجد وعايز تتجوزني

بحبك يا نونا هو انا اقدر استغنى عنك

بجد يا سوفا بتحبني

طبعا

طب اوعدني انك تفكر في الموضوع

ممم وبعدين يا نونا.. لو عايزة تخسريني متبقيش زنانة ونكدية بالشكل ده.. واقفلي يلا

سوفي استنى انت زعلت

افقلي يا هنا انا مش فايقلك لسه.

سوفي طب انا اسفة خلاص مش هقولك نتجوز تاني 

لم يرد عليها عساف وانهى الاتصال 

والقى الهاتف جواره ونهض من مكانه وهو يزفر بحنق

قال جواز قال... ماهو ده اللي كان ناقص.

ظلت هنا تتصل به مرارا لكنه لم يرد على اي من اتصالاتها وعندما مل من تكرار محاولاتها في الاتصال قام بحظر رقم هاتفها... وتوجه للمرحاض الملحق بالغرفة ليأخذ حماما منعشا يساعده على أن يفيق من آثار النوم

اقتربت من ميار وامسكت يدها وقالت بحزم مصطنع

لا يا ميار اللي بتقوليه ده مش ممكن يحصل

هتفت ميار باصرار هذه المرة

لا هيحصل يا دادة ومش هتنازل عن الفكرة ابدا 

ميار بالله عليكي بلاش تعصي اوامر اخوكي

دادة اسمعي انا مش هفضل كدا محپوسة بين اربع حيطان... ثم ان دي فرصتي يا دادة خالد قال انه هيتأخر ولازم استغلها ... بالله عليكي يا دادة وافقي

لا مش هقدر انا وعدت خالد بيه ومش هخلف وعدي

علشان خاطري يا دادة انتي لو منفذلتيش طلبي كدا انتي مش بتحبيني وهعيط وانتي عارفة ايه اللي ممكن يجرالي لو زعلت

لا يا ميار اوعي انتي عارفة انك نور عيني

لا اثبتيلي يا دادة ما هو مش بالكلام

يا بنتي بالله عليكي بلاش تقلبي خالد عليكي انتي يعني مش عارفاه لما بيقلب.

دادة ومين اللي هيقوله ها... انتي ولا سامية لا طبعا محدش هيتكلم... دادة والله هما خمس دقايق بس هقعد فيهم في الجنينة تحت اشم هوا مختلف واطلع علطول ... بالله عليكي وافقي يا دادة

كانت الدادة متوجسة خيفة واولتها ظهرها ولم ترد عليها

لتنتهز ميار فرصة انشغال الدادة وتركض سريعا خارج غرفتها متوجهة ناحية الدرج

لتصرخ الدادة فيها بهلع

مياااار

ومن ثم تركض بأقصى سرعة ممكنة خلفها وتلحق بها على الدرج لتلتف اليها ميار وتقول بأعين قط وديع

بالله عليكي يا دادة... خمس دقايق قلتلك... علشان خاطري يا دادة.

قالتها ميار ولم تنتظر ان تستمع لرد الدادة واكملت الدرج عدوا

لتصيح الدادة بهلع شديد

ميار طب استنيني.

يعني موافقة انزل

ما انتي نزلتي واللي كان كان.

طيب شكرا اوي يا دادة بحبك

استنى يا ميار بالله عليكي

ايه

وصلت لها الدادة وقالت

استنى رجلي على رجلك 

يوه يا دادة انا هقف ف الجنينة هبص بس على الزرع وهطلع علطول... خليكي حلوة بقا يادادة ومتخنقنيش

بردو يا ميار هاجي معاكي... وربنا يستر والموضوع يعدي على خير

هيعدي اطمني ومتقلقيش نفسك بقا يا دادة وتوتريني معاكي

وأمسكتها من كفة يدها وتسير بها بسعادة كطفلة صغيرة ولدت للتو وانطلقت لتتعرف على الحياة لأول مرة... بنفس مقبلة عليها بكل حماس

لكن ترى ما الذي ينتظرها... وهل سيستمر حماسها هذا أم سيختفي قبل أن يبدأ

هل سيراها مهند بالأسفل 

وما الذي سيحدث 

وما الذي يود خالد فعله وعطل عمله من أجلهأج

شوق ١١

خرجت إلى الحديقة بشوق وحماس كبير... فتحت ذراعيها جانبا... وتنفست بعمق لملأ رئتيها بالهواء النقي أغمضت أعينها لتنعم بتلك اللحظة التي ربما لن تتكرر ومن ثم فتحتهما وهي تبتسم وتدور حول نفسها في سعادة.

تركتها الدادة تتجول في الحديقة كيفما تشاء لبعض الوقت وجلست هي إلى إحدى المقاعد تحرسها بأعينها وتتحسر على حالها تراها زهرة في مقتبل العمر لم تتفتح بالكامل بعض وقدر لها أن تظل حبيسة لا ترى النور ربما لسبب لم يكن لها أي دخل فيه.

وقفت ميار نحو الشجرة التي تتوسط الحديقة وحولها الأزهار ويحيط بها المقاعد البيضاء.. رمقتها باشتياق شديد ومن ثم توجهت لتلك الارجوحة التي لم يمسسها أحد منذ مدة طويلة... وجلست عليها وبدأت تحركها بقدمها باستمتاع عجيب ومن ثم عادت بها الذاكرة إلى ما حدث في طفولتها

هبط عساف الدرج ليجد أخيه أمير يشرع في هبوط الدرج هو الآخر 

فقال عساف

صباح الخير يا أمير.. مفيش عندك محاضرات النهاردة ولا ايه

صباح النور.. لا مظبط جدولي والنهاردة بريك

طب حلو .. ناوي على ايه النهاردة

 ممم مش عارف حاسس بملل فظيع ممكن اقضي اليوم هنا وخلاص

 عايز تقضيه مع حنفي اللي عندنا دي ده انت ممكن يجيلك صرع يا بني.

كاد أمير أن يرد ليسمعا شوق

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 148 صفحات