رواية شوق
انا مشفتش كدا قبل كدا .. لا بس عجبتيني وډخلتي دماغي بجد.
قالها بمكر ومن ثم اتصل بعزت ليخبره بما قالته ابنته ويطلب منه اقناعها بأي وسيلة ممكنة
اسمع يا عزت أنا هتجوز بنتك النهاردة بأي وسيلة اتصرف علشان انا زعلي وحش ومش هيعجبك
با باشا احنا اتفاقنا زي ما هو سيبك من كلام بنتي دي عبيطة مهياش فاهمة حاجة وبعدين الكلمة كلمتي اطمن
انا حذرتك وده اخر كلام عندي... لين دماغ بنتك
اطمن يا باشا كله هيكون زي ما انت عايز.
فاقت ميار من إغماءتها البسيطة وهي لا تتذكر شيئا عن شعرها وبدأت تتعامل بشكل عادي وكأن شيئا لم يحدث .. استغربت الدادة هذا لكنها على اي حال لم تعلق وقالت بابتسامة
صباحك هنا يا روحي عاملة ايه
كويسة يا دادة هو انا نمت كتير ولا إيه
لا يا حبيبتي مش كتير
طب يا دادة أنا حابة ارسم شوية حاسة إني عايزة أخرج اللي جوايا في الرسم.
حاضر يا حبيبتي
ذهبت الدادة لدرج الخزانة وأخرجت أدوات الرسم وقربتها من ميار
غريبة اوي يا دادة أنا علطول بحب أرسم شعر طويل زي شعري ...ليه المرة عملته صغير كدا.
تغير لون وجه الدادة وارتبكت ولم تستطع الرد
لتتذكر بعدها ميار ما حدث لها وتنهضت بسرعة فتقع منها أدوات الرسم ولا تهتم رغم أنها سابقا كانت تحافظ عليها كثيرا فهي رفيقتها في وحدتها
وقفت أمام خزانتها وأخرجت المرآة الصغيرة منها... فخالد قد أخرج مرآتها الكبيرة المستطيلة الشكل لخارج الغرفة لحتي لا ټأذي ميار نفسها بها فى لحظة هوجاء منها
وما إن رأت شعرها بهذا الطول فاتسعت أعينها پصدمة كبيرة ومن ثم مدت يدها لتتحسس شعرها ومن ثم استدارت للدادة وهي تقول بۏجع ودموع غرق وجهها فيه
شعري راح فين يا دادة.. خالد أخده ووداه فين ... أنا عايزة شعري تاني يا دادة.. ده كان الحاجة الحلوة في حياتي دي ليه يحرمنه منه هو كمان... خالد اخويا عايز يدفني بالحيا يا دادة.. بياخد مني كل حاجة وبيحرمني من كل حاجة انا بحبها ليه ... هو خالد بيحبني ولا بيكرهني .. حتى بابا الله يرحمه يا دادة انا ساعات كنت بشك انه بيحبني .. هما ليه بيعملوا معايا كدا.. ردي عليا يا دادة ارجوكي أنا هتجنن.. لا أنا خلاص اټجننت ردي يا داادة انتي ساكتة ليه ..ليييه
قالتها وتبعت كلماتها بصړاخ عالي جدا صاحبه هيستيريا ضحك شديدة ...ومن ثم بدأت تقوم بتكسير ادواتها وفرشاتها وتقطيع كل الاسكتشات التي تمتلكها ولم تستطع الدادة ابدا في اسكاتها او التحكم في نوبة ڠضبها.. فسريعا أمسكت هاتفها واتصلت بخالد سريعا
ليفتخ خالد الاتصال وقبل أن تنطق الدادة حرفا واحد.. سمع خالد صوت صړاخ اخته الذي يصم الآذان... حتى فزع من مكانه وتحرك سريعا لسيارته ولا يدري كيف حتى يصل لأخته في أسرع وقت ... وبينما هو في الطريق اتصل بالطبيب المعالج ليسبقه على الفيلا.
شوق بارت ١٦
ظلت معهم ولم تتركهم لحظة واحدة فهي قررت ألا تحضر أيا من محاضراتها وترافقهم إلى أن ينتهونفهي أحبتهم وجدت فيهم ضالتها التي كانت غائبة عنها كانت معهم تتعامل بطبيعتها التي باتت تنساها وسط مجتمع كان دائما ما يقلل من شأنها ويتنمر عليها أما هم فلا فلقد أحست معهم أنها منهم ومن اول يوم تتعرف عليهم فقط كانت تشعر انها تعرفهم منذ مدة طويلة
هتفت شوق وهي تنظر للساعة في هاتفها الصغير
يا بنتي يلا ارچعي على محاضراتك هتعطلي نفسك ليه
لا أنا هفضل معاكم لحد ما تخلصوا
هتفت آيات
بس كدا اليوم هيضيع عليكي
مش مشكلة مش هسيبكم
هتفت شوق بمزاح
يوه كنك ما صدقتي تلاقينا بقى
ابتسمت توبا وقالت
حاجة زي كدا
ابتسمت لها شوق وقالت بحنان
أحلى لقا وأحلى صدفة يا بت... حيث كدا بقا معاكي اي ساندويتش لأحسن أني على لحم بطني من الصبح
ثم قالت بصوت خفيض
كنت ناوية أفطر مع أمير الأمرا.. بس أعمل إيه للتور مهند اخوي اللي خلاني أهرب على ملا وشي إكده كيف الفار المبلول.. يلا بكرة أطلعه كله على چتته.
لتهتف توبا وهي تخرج الطعام من حقيبتها
أكيد طبعا معايا المأونة بتاعتي اتفضلي
هتفت شوق بامتنان
تسلميلي يا بطيخاية يا جميلة
وكذلك هتفت آيات بلهفة
واه يا أبلة شوق.. اني غلطانة في حقك والله تقديم الأوراق نساني الوكل اللي أمي بعتاه مخصوص ليكي
ابتسمت شوق وقالت
سلميلي عل امك يا بت يا آيات وقوليلها من يد ما نعدمها كتر خيرها.. بس سيبي الأكل ديه دلوك هنقدوا نأكلوه كلنا سوا بس لما نخلص كل حاچة مرة واحدة .. انا هكتفي بإني أكل نايب توبا الجميلة .
لا كليه بالهنا والشفا معايا كتير ومعايا ليكم كمان يا بنات
هتفت فاطمة شاكرا اياها
لاه تسلمي يا حبابة احنا فطرنا في الطريق الحمد لله كلوا انتوا بالهنا.
جلست شوق على الدرج وبدأت تأكل بهدوء وعندما رأت توبا تود تناول طعامها هي الأخرى لكنها مترددة
تعالى يا توبا جاري اهنه وكلي معايا
ظلت توبا تنظر حولها وهي تقول باحراج
ممم لا أنا هنتظر لما المكان يفضى من الناس شوية لاني بتحرج
عليا يا بت أني خلاص فهمتك كلي كلي ومتهميش لأي حد طالما مش بتعملي حاچة غلط
هتفت هي ببؤس
وكأنها تعرضت لمواقف مشابهة من قبل
بيفضلوا في الرايحة والجاية يقلسوا عليا يا شوق
جتهم ضړبة على بوءهم كلياتهم.. كبري منيهم يا بت واقعدى كلي يعني ټموتي من الجوع ولا ايه جتهم خابط في معاميعهم معيفهموشي ... طب خلي واحد بس يتكلم وأني هديه بالبلغة
ضحكت الفتيات ومعهم توبا لتهتف آيات
على فكرة أبلة شوق بتتكلم جد.. وممكن تعملها ولا يهمها
ايون يا بت لهوا انتي فاكرني بقول أي كلام وخلاص
هتفت توبا وكأنها تفضفض معهم
تعرفي يا أيات أنا كان حلم حياتي اني ادخل صيدلة
هتفت آيات بأسى من أجلها
يا حبيبتي لعله خير... التنسيق في كتير من الاحيان بيكون ظالم
لا أنا اللي قصدت مدخلش علمي من أصله
ليه بس وحلمك يا توبا
اخويا وقرايبي كانوا علطول يقولولي اني عمري ما هكون حاجة في يوم من الايام بمنظري ده واني بضيع وقت في الفاضي... كلامهم هبطني والدنيا اسودت ف وشي ومكنتش هكمل تعليمي من أصله بس قلت أهو هروح تقضية واجب وخلاص ماهو مفيش حاجة بقت فارقة معايا وقلت يمكن لما ادخل كلية أبعد عنهم شوية واترحم من لسانهم
لتهتف شوق بغيظ
أهو أخوكي ديه أني نفسي أكله بسناني بس مش عارفة..
معلهش يا حبيبتي الأخوات الظاهر كلياتهم عايزين اعادة تأهيل ما علينا الصبر يا بنتي... امضي في طريقك ولا تهتمي.. لو فضلنا نراقب كلام الناس لا هنروح ولا هناجي .. ھنموت وتعاستنا مصاحبانا ولا إيه ... فكيها يا حبيبتي وسبيها لله وهتبقى عال.
ضمت توبا شفتيها وطالعتهم بصمت
لتهتف شوق مكملة حديثها
انتي تقدري تحققي حلمك من أي مكان انتي فيه.. يعني لو كان حلم الطبيبة متحققشي دوري على أي أحلام تانية وأجري وراها... خلي لنفسك هدف علشان حياتك يكون ليها معنى مش بتلفي في ساقية وخلاص..فاهماني يا توبا.
تنهدت توبا بأسى ولم ترد لتهتف شوق بغية أن تعطي تغييرا في الأجواء
بت