اڼتقام الندى
انتى عملتى غلطة كبيرة اوى يا حبيبتى وانا سكت مقدرتش اتكلم قدامه علشان العصبية اللى كان فيها اول حاجة خرجتى من البيت بكذبه صحبتك ورحتى تقابلى راجل غريب ثانى حاجة الراجل خارج معاكى من الكافيه فعز الليل تفتكرى اي حد يشوف الوضع ده يفتكر ايه وخصوصا وائل طبعه صعب دابنى وانا عارفاه ثالثا ممكن تفهمينى الحكاية بقى باى صفة تقابليه ي حبيبتى وليه مقولتيش
ندى پغضب_ واللى يحب اخته يسحبها قدام الخدامين زى الجاريه من غير رحمة او زى مايكون بيعامل حيوانه يعنى
سوسن _ماشى يا ندى هعدى الكلمة دى مؤقتا بس على فكرة انا هزقته ع الكلام اللى قالوده وهو حس بغلطته
سوسن _عين العقل ياحبيبتى ياللا بقى قومى خديلك دش وانا هخرج واسيبك ترتاحى احلام سعيده يا قلب عمتك
ندى _تصبحى على خير يا عمتى
سوسن تتجة لها وتطبع قبله حانية على جبينها قائلة_ وانتى من اهله يا حبيبتى
وتخرج من الغرفة وتغلق الباب خلفها
وبعد 3 ايام فى صباح اليوم الخميس حزم الجميع حقائبهم متوجهين الى محطة القطارات ودفع وائل ثلاث تذاكر لرحلة متجهة لمدينه الاقصر وصل القطار فى التاسعة صباحا فركب الجميع ووضع وائل الحقائب فى الاماكن المخصصه اعلى المقاعد وجلس وائل بجوار امه فقالت له سوسن فى ود هامسه فى اذنه _ماتقوم تقعد جمب بنت خالك وهات الشنطة دى احجز بيها اللمكان
سوسن بابتسامة _ايه مكسوف ولا لسه زعلان
وائل_ حاضر يا أمى
وجلس بجوارها وهو صامت اما هى فسرحت تفكر فى عرض صادق المغرى لها أن تعمل فى شركته ووجدت الفرصة سانحة لتبدأ رحله الاڼتقام منه بتمثيل
دور العاشقة الوفية والسكرتيرة المخلصة فى عملها وأن تنجح فى إقناعه بأنها تحبه حتى يقع هو الآخر فى شرك حبها كان الصراع يدور فى عقلها بين الخطه المحكمة التى وضعتها لتجعل الجميع يصدقون بانها غارقة فى الحب لاذنيها معه وبين مرارة ولوعة ما تشعر به من فقد ابويها وأنها تعلم جيدا أنه هو من حرمها منهما للابد وكيف سترتدى ذلك القناع الزائف امامه هاجت ذكرياتها الماضية مع والديها الراحلين فتمتمت بسورة الفاتحة وتساقطت دموعها بدون أن تشعر
ندى والدموع تتحرك فى عينيها مفيش ي عمتى اصلى افتكرت ماما وبابا فقريت لهم الفاتحة وهى تمسح دموعها بطرف يدها
سوسن بابتسامة حانية الله يرحمهم يا حبيبتى فى الجنة ونعيمها ان شاء الله الفاتحة لهم وقراوا جميعا الفاتحة سرا ثم قالو امين
قالت سوسن بابتسامة لوائل مش تبارك لبنت خالك.
سوسن بابتسامة هتتوظف فى شركة كبيرة اوى اوى سكرتيره بمرتب كبير
وائل بلهجة جافة مبروك ي ندى
ندى تبتسم _الله يبارك فيك بس انا لسه مفكرتش فالموضوع ده
وائل فى غيظ وباسلوب ساخر _ اكيد يعنى مش محتاجة تفكير فلوس كتير وراجل مراهق ف ال 54 وشايف نفسة لازم تقبلى طبعا ومش بعيد تلاقى نفسك متصدرة الصحف بالعنوان العريض _ الحسناء التى تزوجت الثرى المتصابى واستولت على امواله زى ما بيحصل فى الافلام بالظبط
ابتسمت ندى بخبث وانتصار لان وائل قربها بدون قصد مما تسعى اليه ثم سكتت برهة وقالت بضيق مصتنع_ شايفة يا عمتى عجبك كلام وائل اهو بيتريق اهو
سوسن بابتسامة_ ههه معلش يا ندى ابن عمتك وبيهزر معاكى عادى
ندى بحيرة_بجد يا عمتى انا مش عارفة افكر قوليلى اعمل ايه ده هيكلمنى يوم السبت علشان يعرف ردى
سوسن_ اللى فيه الخير يقدمة ربنا
واستغرقت الرحلة احد عشره ساعة بين الاحاديث والذكريات واخيرا وصلوا جميعا الى الاقصر فى تمام الثامنة مساء واخذوا يتجولون فى المدينه بحثا عن سائق أجره إلى أن وجده وائل بالفعل فطلب منه أن يذهب بهم إلى أحد الشوارع العتيقة ودفع له الاجره ومضى السائق ثم اكملوا طريقهم يحملون حقائبهم وتابعت سوسن السير واتبعها كليهما ثم وقفت وأخرجت ورقة بداخل حقيبه يدها ونظرت فيها بتمعن ثم طوتها ووضعتها فى حقيبتها مرة أخرى بينما نظرا إليها وائل وندى فى حيره وصمت وتابعت حتى وصلت معهم لإحدى البنايات القديمه واخرجت مفتاحا وفتحت القفل الموضوع عليها ثم قالت بابتسامة _حمد الله على السلامه ي ولاد
ندى وقد بدأ التعب عليها_ الله يسلمك يا عمتى
رد وائل_ الله يسلمك يا أمى مش كنا حجزنا ف أى فندق احسن بدل الدوخة دى مانا معايا فلوس والحمد لله
سوسن_ وليه التكاليف بس يا بنى نستفيد بالفلوس فحاجة اهم اتفضلوا يا ولاد ادخلوا نورتوا بيتكم
فدخل وائل حاملا حقيبته وحمل ايضا حقيبة ندى وانارت نور الصاله الكبيرة.
كان البيت شاسعا جدا وبه العديد من الغرف وهو مكون من طابقين وكان الاثاث مغطى بالقماش الابيض فازالت سوسن بعض القماش قائلة _معلش بقالى زمن مجتش هنا لازم يتنضف انا وندى هنوضبه أن شاء الله على اد م نقدر
وائل بابتسامة _ايه ده بسم الله ماشاء الله ايه الجمال ده أنا عشت طول عمرى ف اسكندريه وعمرك ماحكيتى لى عنه
سوسن بابتسامة_ ده بيتى انا واخوالك وخالاتك ي حبيبى إللى اتربينا وعشنا فيه من صغرنا
وبدت ندى مبهورة من مساحه المنزل التى بلغت 300 متر مربع وروعة التحف الموجودة ولفت نظرها صور العائلة التى علقت على الجدران
ندى بفرحة_ الله يا عمتو البيت جميل جدا انا أول مره أجى هنا
سوسن _ علشان أنا وعدتك انى هوريكى البيت القديم
ندى بفرحة_ ربنا يخليكي ليا يا عمتى وعانقتها
_ياللا يا ولاد اطلعوا ارتاحوا من السفر
سوسن_ مشوار صعب بجد
وائل _أنا فعلا تعبان جدا وحمل حقيبته وصعد إلى الطابق الثاني
ولحقت به ندى واختار كلاهما غرفته الخاصه وفى الصالة جلست سوسن تفكر فى مهمة تنظيف المنزل الشاسع جدا ولكنها فضلت الراحة مثلهما مؤقتا وصعدت هى الأخرى إلى غرفتها بينما دخل وائل ورتب متعلقاته فى دولابه وأخذ حماما ساختا وارتدى ملابسه ونام نوما عميقا حتى الصباح
وفي غرفة ندى العاشرة مساء بعد أن بدلت ملابسها وتأهلت للنوم رن هاتفها المحمول فقامت بتفعيل الوضع الصامت والقته بجانبها واستسلمت الى النوم
وفى السابعة من صباح اليوم التالى قامت سوسن من نومها مستبشرة وكانت اشعة الشمس تلوح فالافق غسلت وجهها وتوضأت لصلاة الصبح وادت الصلاة بخشوع واطمئنان وما ان فرغت من اداء صلاتها ودعواتها الصادقة لابنها وابنه اخيها ثم جهزت الافطار ووضعته على السفرة البسيطة ثم توجهت لغرفه ندى وطرقت الباب برفق ثم فتحت الباب وفتحت ستارة