الأربعاء 27 نوفمبر 2024

القلب يهوي قاتله بقلم شيماء رضوان

انت في الصفحة 17 من 21 صفحات

موقع أيام نيوز


الأخر قائلة بصوت واهن

..لو سمحت اخرج بره عايزة أرتاح شويه 
لم يلق لكلامها اهتماما بل اقترب منها مرة أخرى مقبلا جبينها برقة قائلا بابتسامة بسيطة ..حمد الله علي سلامتك يا خديجة.
لم تجيبه وأغلقت جفونها قائلة بخفوت ..عايزة ارتاح اخرج لو سمحت .
زفر بضيق واستدار جاذبا المقعد المجاور لفراشها بالقرب من باب الغرفة ثم جلس عليه عاقدا يديه أمام صدره ينظر لها بملامح باردة غير مبالية .نفخت بضيق وقلبت شفتيها باستياء واضح ..انت هتقعد هنا ولا ايه بقولك عايزة أرتاح .

أخرج هاتفه وتشاغل بالانشغال فيه مجيبا بهدوء ..نامي مش هضايقك بس هقعد هنا .
ردت بعدائية واضحة ..بس انا مش عايزاك تقعد هنا اتفضل أخرج.
دار بعينيه في الغرفة كأنه يبحث عن شئ ثم قال بملل ..هو انا قاعد في بيتكم ولا ايه أنا قاعد في ملك الحكومة وبعدين ارتاحي شويه شكل الضړبة أثرت علي نفوخك.
عضت شفتيها بضيق من رده الجاف كانت تظنه سيعتذر علي ذنبه الذى اقترفه بحقها عنفت نفسها علي تفكيرها العقيم وأغمضت عيناها ساخرة من نفسها ..صالح غفران المتعجرف سيعتذر لها في ظروف أخرى غير ظروف زواجهما كان ذلك ممكنا أما الأن فمستحيل .
أصبح النوم يلح علي جفونها بشدة وأعضائها تطالبها بالراحة فأغمضت جفونها استعدادا لغفوة بدلا من النقاش معه غير المجدى بشئ راقب نومها الهادئ وتلك الهوة المظلمة تسحبها شئ فشئ لتغط بنوم عميق فرضه عليه تعبها ووهن أعضاءها وضع الهاتف بجيبه ثم استدار ليغادر كي يبحث عن مراد الذى نسيه في فرط قلقه وتوتره وجده يجلس علي احدى المقاعد يهاتف جده ويخبره بما حدث فأشار له ليعطيه الهاتف ثم طلب من جده اقناع الجميع بعدم المجئ فبعد ساعتين سيحضرها للمنزل فقط تخضع للفحص الأخير وسيحضرها معه أغلق الهاتف ثم أعطاه لصاحبه وجلس بجواره صامتا يدير الأفكار برأسه وتلمع عيناه بشطانية بين الجين والأخير من فرط غضبه دقائق من الصمت المريب مرت عليهما فتأفف مراد من صمته ثم قرر قطعه قائلا ..ناوى علي ايه .
لم ينظر له بل ظل ناظرا أمامه قائلا ..لسه بفكر مش عايز أخدها بالدراع بفكر في حل تاني يريحنا منه علطول .
حك مراد جبينه بعدم فهم قائلا ..ناوى علي ايه يعني .
نظر اليه صالح بغموض قائلا ..خاېف علي صاحبك .
زفر مراد بقلة حيلة ..صاحبي غلط وانا حذرته كتير .
عم الصمت قليلا فتابع مراد حديثه الهادئ..بس أنا مش عايزك تبقي زيه والاڼتقام يعميك خد حقك بس .
حك صالح ذقنه قليلا ثم قال..ايه أكتر حاجة توجعه .
رد مراد بهدوء ..عيلته بس .
قاطعه صالح بحدة ..عيلة ايه ملناش دعوة بيهم هو أذانا واحنا هناخد حقنا منه هو أذية لأهله لا .
غمغم مراد موافقا وتابع حديثه ..ان اي حد يضر سمعته لانه بيضارب في البورصة واى غلطة او تشويه لصورته بتخسره كتير .
ابتسم صالح بغموض قائلا ..حلو أوى أكيد ادارة المستشفي بلغت عن اللي حصل لان ده اعتداء والبوليس هييجي أكيد وهيسأل .
صمت صالح معلقا حديثه فتابع مراد ..وطبعا هنقول الحقيقة وكده ضربنا مفك في سمعته .
أكمل صالح بملامح خبيثة ..أى حد من الجرايد الصفرا ينشر خبر حلو كده اعتداء رجل الأعمال حازم خليل علي امرأة بالضړب يبقي كده السلامة .
..بس يا صالح كده هو لازم هيردهالكم هتعمل ايه .
صمت صالح قليلا يبحث عن حل ما ثم قال..سيبها علي الله .
غادر مراد المشفي على وعد باللقاء مره أخرى أما صالح دلف لغرفة خديجة ليراها استيقظت أم لا وجدها تتأوه قليلا بسبب ذراعها اليمني الموضوعه بالجبيرة أثناء محاولتها الجلوس اقترب منها بسرعه يمسك بيدها اليسرى يساعدها في الجلوس بوضعية أفضل فرفضت بخشونه ودفعته قائلة بسخط ..ابعد عني هتعدل لوحدى.
وجدته كالجبل لا يتزحزح من مكانه فأثرت الصمت وجلست تحدق به عندما ابتعد ليجلس بنفس المكان أمامها تريد أن تخفض عيونها للأسفل كي لا تهيم به عشقا وينخلع قلبها من مكانه مرة أخرى وبالوقت ذاته لا تريد اغماض جفونها فيتبخر الحلم وينتهي المشهد ولاتعاصره مرة أخرى شتان بين الماضي والحاضر من كانت تبغضه وتمقته وكأنه ألد أعدائها اليوم تحبه وتتمني له الرضا ولا تخجل أن تخرج في يوم ممطر وتقف وسط الشارع رافعة يديها للأعلي لتصرخ بحبها له سخرت من نفسها علي أحلامها التي قټلت في مهدها خديجة التي كان يتمني رضاها الكثيرون أصبحت عاشقة بائسة تتمني رضا واحد فقط أهملها وحطم قلبها بكلماته السامة الحادة ومازالت تهيم به وتنتظر منه المبادرة حتي تعطيه فرصة أخرى فرصيده من الفرص لا نهاية له كحبها البائس قطع وصلة تحديقها به وتنحنح قائلا ..البوليس أكيد زمانه جاي ولما يسألك عايزك تقولي الحقيقة ان حازم خليل بعت رجالته وعمل فيكي كده .
اندهشت من معرفته بالأمر وحدقت فيه ببلاهة قائلة ..عرفت منين .
ابتسم بمرارة كالعلقم وأجاب بسخرية ..مراد حكالي علي كل حاجة

وجدى كان عارف من فترة انه بيدور عليكي المهم لازم تقولي كده عشان تاخدى حقك .
الأن علمت سر تغيره السريع معها فابتسمت بسخرية وأغمضت عيناها تنعي حبا يريدون قټله قبل أن يظهر للجميع فالمسامير بدأت تدق في عش حبها المثير للشفقة أتت الشرطة وبدأت أسئلتها الروتينية وأجابت خديجة كما طلب منها صالح داعية في قلبها أن يحفظه الله لها فحازم سيجن جنونه الأن .تواصل مراد مع احد الصحفيين وسرب الخبر المنشود فقام الصحفي بوضع بعض الحبكات المناسبة كبهارات كما يطلقون عليها .عادت خديجة للمنزل تستند علي صالح الذى لم يتركها لحظة وتوالت عليها الأدعية بالشفاء فاكتفت بالابتسامة للجميع متعللة بتعبها وأثرت الذهاب لغرفتها كي تستريح .تمددت علي الفراش تجاورها والدتها الباكية فزفرت بهدوء ..يا ماما بټعيطي ليه بس ما أنا كويسه اهو .
مسحت والدتها عيناها وتحدثت بنبرة يشوبها البكاء ..ڠصب عني أشوف ضنايا متدشدشة كده واقف ساكته 
ابتسمت لها خديجة وأمسكت كفها تقبله قائلة ..ربنا يخليكي ليا يارب بس بطلي عياط علشان خاطرى .
كان واقفا علي الباب يراقبهما بملامح يبدو عليها الأريحية لرؤية تحسن علاقتها بوالدتها ثم خرج تاركا اياهما بمفردهما .كفت والدتها عن البكاء وقالت بأسف ..متزعليش علي اللي راح يا خديجة بكرة ربنا يعوضك بعيل تاني ينسيكي اللي راح.
عقدت ملامحها بتساؤل في حين أكملت والدتها بنفس النبرة الحزينة ..صالح يا حبة عيني كان مقهور وهو بيبلغنا الخبر ان من كتر الضړب العيل اللي ببطنك راح .
ظهرت الصدمه علي ملامحها كانت قد نسيت أمر حملها الكاذب فحمدا لله أنه تذكر وأخبرهم بفقدانهم الطفل بسبب الحاډثه قبلتها والدتها من جبينها وخرجت تاركة اياها لتستريح ولكن من أين تأتي الراحة وذلك الرجل يثير دهشتها يوما .
أغمضت عيناها تناشد الراحة قليلا فقطع تلك الراحة جدها الذى قبل جبينها وجلس بجانبها يتمتم حامدا الله علي سلامتها .
اقترب الجد من فراشها قائلا بصوت خاڤت حتي لا يسمعه أحد ..أنا عايزك تستغلي وضعك ده يا بت .
عقدت حاجبيها بتساؤل فلم يعطيها الفرصة وأكمل
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 21 صفحات