القلب يهوي قاتله بقلم شيماء رضوان
مفسرا حديثه المبهم ..قصدى ان كسر دراعك وتعب جسمك ده استغليه شوية يعني قربي من جوزك أكيد هيساعدك في كل حاجة علشان دراعك والخبطة اللي في دماغك يعني اتنحنحي شويه كده واستموتي فيها .
ضحكت وتعالي صوت ضحكاتها عاليا فامتدت يد الجد لتكمم فاهها ناهرا بغيظ ..ايه هتفضحينا وأنا غرضي أساعدك .
حاولت تمالك نفسها وتمتمت بصوت خفيض بعد أن أزال كفه ..طيب ازاى وهو مبهدلني قبل الحاډثة بدقايق قالي كلام دبش زيه والمفروض اني عاملة فيها المقموصة .
انتهي الجد من توجيه النصائح لها وخرج تاركا اياها لتستريح قليلا .
بمنزل حبيبة جلس أمام التلفاز يشاهد احدى برامجه المفضلة فوقفت أمامه تحجب عنه الرؤية قائلة ببرود كعادتها معه مؤخرا بعد أن انفصلت بغرفة أخرى ..خديجة جت من المستشفي تعالي معايا نشوفها ونطمن عليها .
..ليه مش بنت عمك ولازم تشوفها .
أجاب بهدوء ..بنت عمي اه لكن أنا مش عايز أحتك بحد عايز أصلح كل أخطائي يا حبيبة وعايزك تساعديني في القرار اللي أخدته .
..قرار ايه .
..روحي اطمني علي مرات أخوكي ولينا قاعدة سوا .
زفر بضيق وهو يقف أسفل البناية لا يعلم هل يصعد أم لا كان يمكنه ابلاغه علي الهاتف ولكن أتي لهنا كي يراها متعللا بالأخبار التي يحملها في جعبته .ما يستنكره هو انجذابه لها بتلك الطريقة السريعه لا يمكنه مواصلة دور الفتي الطائش هو رجل عاقل متزن ان كانت تؤثر فيه هكذا فليتقدم لخطبتها .ترجل من السيارة متجها للأعلي عازما علي خطبتها ولكن بعد انتهاء مشكلة حازم مع تلك العائلة .
حفيدتك الانسة فرحة علي سنة الله ورسوله .
عم الصمت علي الجميع لم يقطعه سوى صوت صيبنيه المشروبات الباردة تسقط علي الأرضية لتحدث دويا عاليا بشدة وصوت مرتعش يهتف بخفوت ..أنا أسفة هنضفها حالا وأجيب غيرها .
غادر الجميع يعد أن أبلغ الجد مراد أنه سيفكر في الأمر ويأخذ رأيها ورأي والديها وسيبلغه بقراره قريبا .دلف صالح لغرفة خديجة وجدها تحاول نزع ضمادة رأسها فاقترب منها بسرعة قائلا ..بتعملي ايه يا مچنونة عاوزة تشليها ليه .
نزع الضمادة من رأسها قائلا ..مينفعش يا خديجة في چرح في دماغك دلوقتي أغيرهالك وهحاول أخففلك الشاش شويه علشان متزهقيش منها .
أومأت برأسها فشرع في تطهير الچرح ثم صنع ضمادة جديدة لرأسها انتهي مما فعل وهم لينهض فأمسكته قائلة برجاء مصحوب برفرفة عيناها ..ممكن تنام هنا علشان لو احتجت حاجة.
أومأ بالموافقة قائلا ..طيب ثواني هجيب حاجة وجاي .
ذهب قليلا فابتسمت بخبث لنجاح ثم سرعان ما انمحت تلك الابتسامة عندما وجدته يفرش الأغطية علي الأرض ثم تمدد عليها قائلا بخفوت ..تصبحي علي خير .
ألقت تلك الوسادة المجاورة لها پعنف علي الأرض تتنفس بسرعة لذلك القاسې متحجر القلب عديم الإحساس .نهض من مكانه ينظر لها ببراءه الذئب ..مالك متعصبة كده ليه .
نظرت له بحدة وكأنها علي وشك الفتك به..مفيش تصبح علي خير.
تمددت علي فراشها تناجي هدوءها الذى ذهب أدراج الرياح تحاول تهدأة خفقات قلبها السريعة متوعدة له فلن تستسلم سوى برؤيته يتوسل حبها وعشقها .
في منزل حبيبة جلست أمامه كما طلب منها تحاول ضبط نفسها وتهدئة قلبها المكلوم المتلهف لاحتضانه بشدة فقد اشتاقت له حاول اخراج الكلمات من حلقه كما خطط سابقا لكنها تهرب منه دوما فيخذله لسانه ويتركه في موقف لا يحسد عليه .تنهدت بضجر من جلوسها أمامه وهو صامت لا يعرف من أين يبدأ فنهضت متأففة ..لما ترتب كلامك ابقي قولي .
أمسكها من ذراعها يرجوها أن لا تذهب ..استني بس هتكلم والله .
جلست مرة أخرى بضجر ..حبيبة أن مش عارف هتساعديني ولا لا بس أنا عايز أبدأ معاكي من جديد وابننا اللي جاي عايز أكفر عن كل يوم خليتك تنامي ودمعتك علي خدك هتساعديني ولا لا !
أجابته بنبرة فاقدة للشغف ..عايزني أعمل ايه .
أجابها باحباط لردها المقتضب ..أنا صحيح كنت بحب خديجة لكن والله العظيم بنساها دلوقتي وعايز أبدأ معاكي من جديد لكن طول ما احنا عايشين هنا صعب أوى .
تساءلت بعدم فهم ..يعني ايه طول ما احنا عايشين هنا .
رد بابتسامة ..عندك استعداد تسيبي البيت هنا وتيجي معايا .
..فين يعني !
رد بهدوء ..أنا أجرت شقة قريبه شويه من هنا عايز أبدأ معاكي فيها من جديد يا حبيبة بعيد عن هنا .
قبل أن ترد عليه قاطعها قائلا بسرعة ..ولو علي أهلك والله عندى استعداد أجيبك كل يوم تشوفيهم بس بالله علشان خاطر ابننا اللي جاي متسبنيش.
أمسكت يده تضغط عليها بقوة قائلة وبريق الحب يلتمع بمقلتيها والسعادة تطغو علي حواسها ..أنا موافقة أروح معاك ونبدأ من جديد وأتمني الفرصة دى متضيعهاش لان ساعتها تنساني خالص يا خالد.
جذبها اليه بقوة يغمرها بدفء أحضانه يعاهد ربه ونفسه أن لن يخذلها مرة أخرى ولن يجاذف بخروجها من حياته فقد ضاع قبلا ولن يسمح للضياع يلفه مرة أخرى بين طياته .
في الظلام الدامس منا من ينام قرير العين لا يحمل للدنيا هما ولا يشغل باله بما حدث وما يحدث وما سيحدث فقط يعيش اليوم بيومه ولا يجازف بخسارة راحة باله ومنا أيضا من ينام علي فراشه ويتقلب كثيرا كأنه ينام علي جمر متقد لا يتركه يهنأ بنوم مريح فذلك هو من أفسد حياة غيره فلا يتركه القدر يهنا براحة باله .أما في تلك الغرفة تتقلب تلك الفرحة كثيرا لا تنام ولا تهنأ بالنوم ولكنها لم تفسد حياة أحد ليطير النوم بعيدا عن جفنيها ولكن غادرها نومها عندما وقف أمام الجميع مبديا رغبته بالزواج منها .ذهب عنها ارتياحها النفسي وسكن معها القلق والأسئلة المتلاحقة .قلق من القادم وما يخبئه لها القدر وتساؤل عن