القلب يهوي قاتله بقلم شيماء رضوان
القبض عليه جلس حازم بمنزله يتأفف بشدة من رجله الذى أمره پقتل خديجة لم يأتي للأن ولا يجيب علي هاتفه ترى ما حدث هل تم ما اتفق معه عليه أم مازال ينتظر الفرصة السانحة له كي ينفذ .
قاطع شروده طرق علي باب منزله فظن انه هو ولكن ما أثار ذعره وجعله يتراجع للخلف غير مصدق ما يراه الشرطة تقف أمام منزله وتتقدم للداخل أيضا .لا يجد الكلمات المناسبة لقولها فتقدموا ليضعوا الحديد بيديه فتكلم مذعورا ..انتوا بتحطوا الكلابشات في ايدى ليه .
تصبب العرق من جبينه وساقاه أصبحت كالهلام لا يقوى علي الحراك فدفعوه بقوة ليسير أمامهم مرغما وقد خط حروف نهايته بيده فالقوى هناك الأقوى منه وكل انسان يدور في فلك قد رسمه الله له فلا يحيد عنه...
بمنزل والد فرحة تعال صوتها بشده ..ارحميني بقي يا ماما مكانش عريس يعني علشان تمارسي الضغط ده كله عليا .
..يا ماما أرجوكي سبيني بقي قلتلك مش عايزة أتجوز دلوقتي .
تركتها احسان وقد ظهر اليأس وخيبة الأمل علي قسمات وجهها ..خلاص يا فرحة انتي حرة اعملي اللي انتي عايزاه خليكي كده سايبه نفسك وبتتفرجي عليه من بعيد خليكي متشعلقه في حبال الهوا الدايبة بتحبي واحد مش شايفك أصلا غير أخت ليه خدتي ايه من حبه غير الۏجع يا بنت بطني افهمي بقي صالح عمره ما هيكون ليكي صالح لخديجة وانتي هتفضلي لوحدك لو مفقتيش .
نهضت والدتها لتحتضن وجهها بكفيها قائلة بابتسامة حزينة وعينان مدمعة ..انتي هبلة يا فرحة مراد ايه اللي هقف قصادك عشانه انا خاېفه عليكي وعايزاكي تعيشي حياتك وتشترى اللي شاريكي يا بنتي.
بمنزل صالح انتهي من تحضير الغذاء وذهب لغرفتها كي يوقظها وجدها مستيقظة وتجلس علي حافة الفراش منكسة رأسها للأسفل فاقترب منها ثم جلس بجوارها قائلا بهدوء ..بتفكرى في ايه .
رفعت رأسها اليه فألمه رؤية الدموع بعيناها فلم يستطع التحمل وجذبها لأحضانه بشدة فتعالي نشيجها وانهمرت الدموع بشدة وصوتها المتقطع ..انت متعرفش حسيت بايه النهاردة كنت خاېفه أموت قبل ما أشوفك يا صالح لما شوفته وهو بيطلع السلاح متمنتش غير اني أشوفك بس .
ابتسمت ومسحت دموعها بيدها السليمة وسارت معه للخارج .
جلس في مكتبه شاردا في أمر فرحته هل ستوافق علي الزواج منه أم ترفض الأمر برمته . قاطع شروده صوت الهاتف ينبئه عن ورود اتصال من الجد يبلغه بضرورة الحضور .اعتدل سريعا في مجلسه يخالطه التوتر هل رفضت طلبه أم قبلته !! لن يجلس هنا يفكر في ردها سيذهب اليه ويعرف أفضل .قاد سيارته سريعا علي غير المعتاد وعقله في تفكير مستمر .
بين قدميه وابتلع ريقه بتوتر واقترب قليلا من الجد الذى لانت ملامحة وأشرق وجهه بابتسامة واسعة وهو يشير له كي يجلس علي المقعد المجاور له .
انفرجت أسارير مراد ولانت ملامحة المتوترة وجلس بجوار الجد فامتدت يد الجد لتربت علي فخذه قائلا بحبور ..شرفتنا يا ابني أنا هديلك أمانه لو مصنتهاش أو في يوم كسرتها وكسرت بخاطرها مش هتشوفني الراجل الطيب لا هتلقيني كابوس يكتم نفسك وانت نايم .
لا يكاد يصدق ما تفوه به الجد فسلم عليه بحرارة هو ووالدها ثم تحولت ملامحه للجديه قائلا ..بس في حاجة الأول لازم تعرفوها .
ظهرت الجدية علي ملامح الجد وسأله باهتمام ..حاجة ايه يابني خير ان شاء الله .
رد بهدوء حزين ..أخويا الأكبر مني كان عايش بره ومتجوز واحدة أجنبية ومخلف منها بنت وولد توأم عندهم دلوقتي تلات سنين أبوهم ماټ وهم عندهم سنة فوالدتهم جت هنا وسلمتني الأولاد بحجة انها مش هتقدر علي تربيتهم لوحدها وسابتهم وسافرت أنا تكفلت بيهم لكن أبوهم له أملاك هنا أنا متابعها وأول ما يبلغوا السن القانوني هسلمهم ورثهم .
صمت قليلا يتنهد بحزن ..كل اللي عايزة ان فرحة تعرف كده انها هتتحمل معايا مسئولية طفلين حاليا في مربية بتاخد بالها منهم وده وضع انا مش حابه اصلا لكن لو فرحة وافقت ان شاء الله هخليها تمشي وهنربيهم سوا باذن الله.
ربت الجد علي كفه بابتسامة رزينة وقال ..الكلام ده يخصك انت وفرحة بس وهي اللي ليها الحق تقبل بالوضع ده أو ترفض حالا هخليها تيجي وتكلمها ولو وافقت نقرأ الفاتحة والخطوبة باذن الله لما خديجة تفك الجبس وتبقي كويسه .
جلست أمامه ضامة ساقيها بشدة من توترها ناظرة للأسفل بملامح مرتبكة فأشفق عليها وقطع الصمت المفروض عليهما قائلا ..فرحة أولا كده أنا أعجبت بيكي لما شفتك مرة واتنين وتلاته لقيتك الانسانة اللي عايز أكمل معاها حياتي مش هقولك اني حبيتك وقلبي اتخطف مرة واحدة لسه شويه علي كده احنا مشفناش بعض غير كام مرة بس لكن باذن الله هصونك وهراعيكي وعمرى ما هغلط فيكي حتي لو في مشكلة بينا نحاول نحلها .
صمت قليلا ينظر لملامحها الهادئه التي تراقبه باهتمام وتنصت جيدا لما يقوله ثم شبك يديه ببعضهما البعض مبلغا اياها ما أخبر الجد به منذ قليل عن أمر رعايته لطفلي أخيه .كم أعجبها كلامه الرزين وأسلوبه الهادئ شخصيته التي تفرض سطوتها علي الجميع بمن فيهم هي .عندما طال صمتها زاد توتره أنها ترفض تحمل عبئ طفلين لا يلومها علي ذلك من حقها الرفض .
قطعت تفكيره همستها الخاڤتة ..وأنا موافقه نربيهم سوا يا مراد معنديش مشكلة بالعكس بحب الأطفال .
صمت مجبرا لايجد كلاما يصف حالته الأن فتلك الفتاة تفعل به الأعاجيب أعجب بها من أول وهلة وسيسقط قريبا مدلها بعشقها .تمت قراءة الفاتحة وأصبحت خطيبته كما تمني وقريبا يكتمل الحلم برؤيتها معه تحت سقف واحد يحضر من عمله ليجدها في انتظاره بملامحها الجميلة .يقفون علي باب المنزل يودعون حبيية بملامح حزينة وأعين مدمعه ولكن فرحين أيضا برجوعها لزوجها داعين الله أن يهدى حالها ويطمئن بالها .
قضت خديجة فترة الجبيرة بسلام وكل يوم يمر تسقط في بئر عشق صالح فلا تستطع التمسك بحبل حبه كي يجذبها اليه ولا تستطيع مساندة نفسها كي تبتعد عن دائره جفائه .طوال تلك الفترة غضبه من أفعالها القديمة بدأ يتلاشي رويدا ولكن كبريائه يقف حائلا بينهما وهو يقف