ساحرة ديموان بقلم أحمد محمود شرقاوى
وخدت الخالة مها البنت ومشيت بيها وهي عمالة تفكر في المعجزة اللي حصلت دي, هي جت مع الست التانية عشان تفك لها العمل المعمول لها, وقدرت انها فعلا تعرف مكانه وبالأخص جوة اني قبـ،ر, انما انها توصل تلاقي بنت طلعت العمل نفسه ومسكاه في ايديها فدي علامة ان البت دي هيكون لها شأن كبير اووي, البت دي هتبقا بنتي اللي هتشيل اسمي من بعدي، وقررت تسميها نوارة..
وراحت نوارة تعيش مع الخالة في بلد تاني, الخالة اللي كانت بتقرأ الفنجان والطالع والكف, وتفك الأعمال وتعمل الحجاب..
ومرت السنين ووصلت نوارة لعمر الستاشر سنة, وتفوقت على الخالة في قراءة الكف, خاصة مع الصوت الغريب اللي كانت بتسمعه وهي بتقرأ الكف للناس..
وتوافد عليها الناس عشان تقرأ لهم الكف والطالع والفنجان مقابل عشرة جنيه بس..
الغريب ان البنت اتعلمت القراءة والكتابة وبدأت تقرأ في علم النفس عشان تقدر تسيطر على الجموع وتخلق لنفسها شخصية وسط الناس دول, هي عارفة انها طفلة وعارفة انها مش هتلاقي رحمة لو أظهرت جزء من ضعفها للناس..
لازم تتودد للخالة وتعرف منها اكتر لحد ما تستقل بذاتها, لحد ما تبقى قادرة انها تنـ،ـتقم من اللي حصل زمان.. واللي مش ممكن تنساه..
ومع عمر الثمانية عشرة بقت الخالة نوارة, خاصة مع اللباس الاسود اللي بقت بتلف نفسها بيه والكحل الغليظ اللي بتحطه تحت عنيها, حتى كلامها بقا قليل جدا, وبدأت مرحلة جديدة من السيطرة على الخالة مها نفسها, الخالة مها اللي كانت نص-ابة أكتر منها دجا-لة..
قراءة الكف والطالع والفنجان كان كله علم بيعتمد على الاوهام, اعطاء الأمل ولو بمجرد الكلام, ومها ورثت العلم ده من امها وقدرت تسيطر على الناس بالوهم, حتى فك الأعمال كانت مجرد مسخرة قرين او اتنين بيساعدوها, كام طلسم من كتاب قديم وبقا ليها اتنين خدام, اتنين خدام ضعاف وعاجزين اكتر منها هي