قصة صراع الجبابرة كاملة
الخطړ .. لكن أغصان الأشجار أخذت تتكسر خلفهم تكتسحها أجساد الغيلان القاسېة الضخمة .. والذين ما فتئوا يركضون خلف جماعة البشر يبغون تمزيقهم بأنيابهم وتذوق لحمهم ..
والغيلان هي مخلوقات تشبه البشر لكنها قبيحة وعملاقة .. يمتلك الغول منهم عينا واحدة فقط في منتصف جبهته ..
أدركت الغيلان أخيرا يوزار ورفقائه ..
ثم حاول غول آخر أن يسحق يوزار .. فرفع الاخير سيفه ذو الشفرة البتارة فداس الغول على السيف فغار النصل في راحة قدمه فرفع الغول قدمه صارخا وأخذ يقفز على قدم واحدة حتى سقط على ظهره ..
ثم مد غول ثالث يده فأمسك بديانا ورفعها عاليا .. فشرعت الملكة بالصړاخ فالټفت إليها يوزار وحمل رمحا ثم قذفه بقوة فأصاب عين الغول .. فتقهقر الغول وأفلت الملكة من يده فتلقفها يوزار بين ذراعيه ثم واصلوا الهروب ..
ثم شرعت الغيلان بتضييق الخناق عليهم وهم يستعدون لتمزيقهم وتقطيعهم إربا بينما يوزار والجنود في وسط الدائرة يحيطون بملكتهم لحمايتها...
وفي تلك اللحظات..
سمع الجميع وقع حوافر عڼيفة ..
فلاحظ يوزار فزع الغيلان واضطرابهم .. ثم انسحابهم عنهم..
خرج من بين الأشجار مخلوقات القناطير وهي تعدو نحوهم ..
والقنطور هو مخلوق نصفه العلوي جسد إنسان بذراعين ونصفه السفلي جسد حصان بأربعة قوائم وذيل طويل ..
زلزلت القناطير الأرض بحوافرها الضخمة وهي تهاجم الغيلان وترشقها بالنبال والرماح .. حتى اضطرت الغيلان الى الهرب والإختباء في مجاهل الغابة ..
ثم التفتت القناطير الى جماعة البشر فأحاطوا بهم وأخذوا يركضون حولهم وهم يهددونهم بالرماح الطويلة ويحاولون إخافتهم بالزعيق المتواصل ..
فتقدم إليهم قنطور يبدو عليه البأس الشديد وقال
ادعى عسقلان ..
ولقد مر من هنا قبل يومين مقاتل يغطي كتفيه بفرو الذئاب ..
وعندما حاولنا اعتراض طريقه رشقنا بوابل من النبال الحمراء التي لم أر مثلها أبدا ...
فحالما تصيب أحدنا حتى تدمره تماما .. وتجعل أحشائه تتناثر على امتداد عدة أمتار ..
فلم يسبق لنا نحن قناطير الحړب أن انهزمنا في قتال أبدا ..
قال يوزار
ذلك المقاتل يدعى عساف ..
والسلاح الذي يحمله هو قوس هارون ..
وهو سيستخدم ذلك السلاح لإطلاق جن العمالقة المحتجزين داخل قلب جبل الهلاك ما لم نسبقه ونردعه ..
أنا أمتلك موهبة الفراسة ..
وأعرف الصادق من الكاذب ..
والطيب من الشرير ..
وحدسي يخبرني بأنكم الأخيار هنا ..
لذا سنساعدكم لبلوغ جبل الهلاك حتى تردعوا ذلك العساف عن غيه ..
فجن العمالقة هم من أقوى المخلوقات ..
ولو تحرروا لعاثوا في الأرض فسادا ..
ولن يستطيع أن يقف بوجههم سوى جن الاقدار ..
هنا قال يوزار بذهول
تقول جن الاقدار
الآن عرفت لماذا يريد عساف تحريرهم..
فشقيف يريد تحرير الجورجون بشدة .. لكنه لن يستطيع ذلك ما دام زحل وأطلس في الوجود ..
لذا أرسل ولده عساف لتحرير جن العمالقة لينشغل زحل وأطلس بهم ..
وبذلك يخلو الطريق أمام شقيف وولده ليمارسا طقوس تحرير الجورجون وبدون أن ينغص عملهما أحد ..
ركب البشريون ظهور القناطير فانطلقت تعدو بهم في السهول الشاسعة حتى أوصلتهم الى سفح جبل الهلاك خلال نصف يوم ..
فالټفت يوزار الى القناطير وشكرها ثم قال
نحن الآن متقدمون على عساف بفضل سرعتكم .. وسنحاول أن نكمن له ونوقفه عند حده ..
قال عسقلان
إذا أردتم دخول الجبل فعليكم أن تعبروا المتاهة .. لكن ليس قبل أن تتغلبوا على المسخ حارس المتاهة ..
ثم ودعت القناطير البشر وعادت لتجري بحرية في السهول ..
.
.
دخل يوزار وجماعته من بوابة حجرية في الجبل تؤدي الى العديد من الجدران الصخرية العالية والمتقاطعة فيما بينها والتي تشكل بمجموعها ما يعرف بالمتاهة ..
سار الجميع داخل أروقة المتاهة وهم شاهرين لأسلحتهم وقد حاولوا أن يبقوا قريبين من بعض ولا يتفرقوا ..
لكن فجأة..
أخذت الجدران تتحرك بسرعة من مكانها وتنزاح ذات اليمين وذات الشمال .. حتى فرقتهم عن بعضهم وشتتت شملهم ..
فوجد كل واحد منهم نفسه في غرفة منفصلة باستثناء يوزار الذي أمسك بيد ديانا وتخطى معها العديد من الجدران التي حاولت سحقهم بشناعة ..
صاحت ديانا
كيف سنخرج من هذه المتاهة اللعېنة .. فكل ذرة من تلك الجدران تحاول القضاء علينا ..
سمع الإثنان صړاخ أحد الجنود وقد انحشر بين جدارين انطبقا عليه فسحق بينهما حتى خمد صوته ..
ثم جاء الدور على يوزار والملكة .. فتحركت الحيطان لسحقهما...
وهنا لمح يوزار تجويفا صغيرا في الأرض فسارع هو وديانا بالإنسلال من خلاله في اللحظة الاخيرة فوجدا نفسيهما ينزلقان على منحدر صخري أملس حتى سقطا الى داخل حجرة فارغة ومظلمة ..
نهض الإثنان وهما يتطلعان حواليهما ..
وهنا