رواية شوق
مش بفكر في الجواز دلوقتي واتمنى يقتنع
رمق ابنته باستياء وقال بصوت رخيم
خالد طالما حطت في دماغك يبقا مش هيسيبك الا لما يتجوزك.. وقلتلك ان جوازك منه مصلحة ليا فاهمدي بقا ها... اهمدي يا فداء.
طالعت فداء أبيها بۏجع وظلت تنظر له وحباب الؤلؤ متحجرة في عينيها تكاد ټنفجر منها في أي لحظة
ليهتف أبيها
عندك هنا أكل ولا أطلب ديلفيري .. أنا هفضل ومعاكي هنا لبليل لاني بصراحة مش ضامنك ممكن تيجي وقتها وتخرجي وساعتها هتقلبي خالد بيه عليا.
أحيانا يكون الصمت أبلغ من الكلمات تصمت لانه لا يوجد كلمات تصف الحالة التي تمر بها فيبقى الصمت وحده سيد الموقف تصمت من هول ما تمر به وعقلك رافض استيعاب ما يدور حولك
ظلت فداء تنظر لأبيهاون ان تتفوه بكلمة او أن ترد على كلماته
ليهتف هو بضجر
روحي على اوضتك يا فداء ولما الاكل يجي هجيبلك أكلك.
تحركت فداء لغرفتها بآلية شديدة وجلست على فراشها بصمت تام.
بداخل غرفتها سقطت دمعاتها رغما عنها فما مرت به ليس هينا أن يقف أمامها أخيها بهذا الشكل ويود الاعتداء عليها وقد كانت قاب قوسين أو ادنى من ذلك لولا معية الله ودخول أخويها في الوقت المناسب ما كانت لتدري ماذا كان سيحدث
بعد دقائق قليلة استطاعت شوق تدارك نفسها ثانية وقالت
لاه اني مش هضعف وهثبتلك يا غريب اني مش ضعيفة ولا مسكورة الجناح وهغير اولادك وهتشوف.. أكيد مهند عمل اكده علشان يطفشني من اهنه وداي خطته منه هو وعساف .. ااه لو كانت خدعة وربنا ما هسيبك يا تور انت وهو.
كفكفت دمعاتها سريعا ونهضت من مكانها وحاولت رسم بسمة على محياها ومن ثم مددت ذراعيها أمامها وقالت
توكلت عليك يارب... يلا يا شوق شدي حيلك مش من موقف واحد بايخ تنخي كدا
تحركت من مكانها لتخرج من غرفتها فسمعت الحوار الدائر بين مهند وأمير
فقالت وهي تربع يديها أمام صدرها
واه وميحبنيش ليه يا مهاند... ولا انت غيار منيه يا ولا.. قول قول متتكسفشي.
حملق فيها كل من مهند وعساف أما أمير فاستاء لظهورها في ذلك التوقيت ومهند لم تهدأ عصبيته بعد
هتف عساف بملل
انتي تاني انتي معملولة من ايه يا ست انتي..
أما مهند فقال
لا بجد كدا كتير ومش ممكن كمان... انا مش قلتلك يا عساف اكمل اللي كنت بعمله... دي لازم تتقرص علشان متقدرش ترفع عنيها في وشنا مرة تانية.
هتفت شوق بغيظ
وربنا يا مهاند انت ما عنديك دم... اللي زييك لازم يكون مكسوف من نفسه ومن اللي كان بيفكر يعمله.. لكن انت فجرت خلاص كشفت برقع الحيا ولا عندك خشا ولا أدب
لا والله وسمعت صوتك تاني يا شوق ... مش كنتي من شويا ملكيش حس وبتترجيني اسيبك
طبعا اومال يعني أعملك ايه تور وهاجم عليا عايزيني اتصرف ازاي... وان كان ليك حاجة عند الكلب قوله يا سيدي فكان لازم اسايسك.
اڼفجر كل من عساف في الضحك أما مهند فاستشاط ڠضبا وتحول لون وجهه للدم وهو يقول بنرفزة
شووووق
وما ان رأته شوق يتوجه عدوا نحوها
حتى ركضت سريعا إلى غرفتها وهي تصيح
ياختاااي التور هاج تااااني
ما ان وصل إليها مهند حتى كانت شوق أغلقت باب غرفتها جيدا
ظل يطرق على باب الغرفة بحدة
افتحي يا متخلفة والله ما سايبك النهاردة .. افتحي
لاه مفتحاشي النهاردة هفتح ازاي والتور هايج إكده.. ابقى فوت علينا بكرة
ليهتف عساف قائلا لمهند
تعرف الحسنة الوحيدة للمتخلفة دي ايه...
ضحك أمير وقال
ايه
انها الوحيدة اللي بتعرف تخرجني من مود الملل وتضحكني
معاك حق... شوق الوحيدة اللي من بين اللي جم هنا كلهم اللي ارتحت ليها وحبيتها .. وكمان الوحيدة اللي قدرت تعلم على مهند وتستفزه.
ما إن استمع مهند كلماته حتى حول غضبه عليه
سمعني تاني بتقول ايه
ليركض أمير إلى أعلى
عساااف امسكه لحد ما أهرب زي شووق
لم يتحرك عساف من مكانه ولم يمسك مهند وما كاد مهند ليصل لأخيه حتى هتف أمير تلقائيا مناديا على شوق
شووووق الحقيني يا شوق
ليمسكه مهند وهو يصر على سؤاله
انطق يالا بينك وبين شوق ايه
ليه هو انا رمرام وعكاك زيك.. وبعدين شوق أبعد ما يكون عن اللي بتفكر فيه.
كاد مهند لأن ينفث جام ڠضبها على أمير .. لكن سمع رنين هاتفه
فتوجه لغرفته ورفع الهاتف لأذنه وعندما استمع للجانب الآخر
كنت شاكك طبعا .. واخيرا عرفت المستور.. برافو عليكي يا حلوة .. لما أجيلك هروق عليكي اكيد.
ألقى الهاتف على الفراش ووقف أمام المرآة يطالع نفسه بشرود
شوق بارت ١٨
أكمل سؤالها فهو يريد أن يعلم المزيد من المعلومات بعد
طب متعرفيش خالد يقربلها إيه
لا يا بيه هي عنده من قبل ما انا أشتغل عند خالد بيه أنا مبقاليش سنة شغالة في الفيلا.
ممم طيب ماشي.. قوليلي خالد في الفيلا ولا مشي
لا يا بيه هو فوق ومنزلش
طيب اول ما ينزل تبلغيني مفهوم
مفهوم يا بيه.
ما إن وضعت جسدها على الفراش ثانية وهي تغمغم بكلمات مستاءة من تصرفات أخيها
ياربي إيه الخوات اللي هيدخلوني على السرايا الصفرا طوالي دولن يارب احفظلي البرچ اللي فاضلي من عقلي يارب.
قررت أن تريح أعصابها وبالها بقراءة كتاب الله وبينما هي تقرأ حتى جاءها اتصال من فداء أغلقت المصحف ووضعته مكانه على أن تعود مرة أخرى للقراءة بعد أن تجيب على الهاتف
يا مساء الورد يا فداء يا قلبي كيفك يا حبيبتي
لم تتلقى شوق أي رد وانما سمعت صوت بكاء اڼفجرت فيه فداء ما ان تكلمت شوق
لتهتف شوق
واه واه واه حبة القلب بټعيط ليه عاد يا خراشي ياني لاه يا قلبي بالله ما تعطيتي أني مهستحملش بكاكي ديه.
ردت فداء وشهقاتها تلاحق بعضها البعض
أنا تعبانة اوي يا شوق وخلاص مبقتش متحملة
يا قلب شوق مالك احكليلي فضفضي ياحبيبتي إيه اللي تاعبك
تصوري
يا شوق بابا باعني لراجل عليه دين ليه بابا باعني علشان الفلوس يا شوق أنا مش قادرة أصدق عقلي مش قادر يستوعب اللي بابا عمله
يا ۏجعة مربربة وامطينة بطين هتقولي ايه كيف ابوكي يعمل إكده لا حول ولا قوة إلا بالله..هما الأبهات چرالهم إيه عاد والله المستعان ياربي.
الليلة
يا شوق كتب كتابي خلاص بابا قاعدلي برا علشان مفكرش اني اهرب بابا اللي كان سايبني أعيش لوحدي هنا ولا بيسأل عني برنة موبايل حتى جه وقاعد بس علشان يضمن اني هتجوز اللي اسمه خالد ده علشان أنقذه من اللي هو فيه
كنه عايز ينقذ نفسه ويرميكي انتي في غيابات الچب إيه الأنانية داي حرام عليه
مكنتش اعرف ان بابا كدا ابدا يا شوق كنت مفكراه بيحبني على قد الغلط اللي بيعمله بس قلت مهما كان انا بنته وعمره ما هيفرط فيا لكني طلعت مفرقش معاه في أي حاجة ولا أساوي عنده اي شىء بابا اللي كنت مفكراه السند اللي يبيع حياته عشاني طلع العكس بيبيع بنته علشان الفلوس.. قد كدا الفلوس بتعمي الانسان وتغيره للدرجة دي يا شوق
واكتر كمان يا فداء والله.. الدنيا دي ياما فيها بلاوي يا