الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية شوق

انت في الصفحة 43 من 148 صفحات

موقع أيام نيوز

بنتي الله يعافينا... بس اسمعي ابوكي وعلى اللي عمله ميستاهلش منيكي تضحية أبدا ايوة تعامليه بالحسنى وتبريه لكن مترميش نفسك للچحيم علشان افلوس خسرها في الحرام خليه يتجازي ويتحبس علشان يعرف ان الله حق معلش يا قلبي عارفة انك رقيقة وقلبك قلب خساية ناحية أبوكي بس لاه ارفضي الجوازة داي وامتنعي بكل ما اوتيتي من قوة واتحدي الكل متستسلميش.

لا يا شوق انا تعبت ومش قادرة أتحمل القسۏة اللي أنا عايشة فيها دي مش قادرة

تحدث شوق بحزن وقالت

يا قلبي كان نفسي أكون معك دلوك أخدك بين إيديا واطبطب على قلبك.. بس والله انتي مش لوحديكي في القسۏة دي ... في كتير غيرك يا فداء .. عنديكي أني مثلا... أبوي رماني أني وامي في البلد ومسألش فينا من زمان اوي... حتى بعد مۏت أمي أبوي مكلفش نفسه ياچي يزوني ولا حتى ياجي ياخدني امعاه أعيش اهنه في مصر... وتعرفي واخيرا لما جيه وأخدني وقلت بس هيعوضني عن حنان الأب اللي اتحرمت منه من صغري لقيته عايزني علشان أعدله عياله اللي حالها مال والادهى من اكده اني أقعد امعاهم وهما مبعرفوش أني مين أني بشتغل عند خواتي الولاد خدامة يا فداء أبوي عيني مديرة الفيلا.

اتسعت عيني فداء وقالت وهي تزيح عبراتها التي سقطتت على وجهها بالكامل

 نعم انتي بتقولي ايه... حرام عليه جاله قلب يعمل في بنته كدا.

والله ماني عارفة أبهات أيه دول ... لاه والأدهى من إكده إني جاعدة لحالي مع ٣ شبان ولكي أن تتخيلي بقا أني لسه من شوية كنت بعاني من تحرش خوي بيا تصوري يا فداء.

اذدردت فداء ريقها بصعوبة من هول ما تسمع 

لا متقوليش .. ياربي شوق انتي كويسة بالله عليكي طمنيني انا كنت عارفة من عيونك انك بتعاني وجامد اوي كمان بس بتخبي ده ورا روحك المرحة ما هو دايما اللي بيتكسر أوي .. بيحاول يخفف وجعه بالبسمة في وش الناس... شوق طمنيني عليكي

قالتها وهي تبكي بقوة

لتهتف شوق بمرحها المعتاد

واه يا فداء انتي هتعيطي تاني ولا إيه... بقى أني بحكيلك حكايتي علشان أخفف عنيكي وأقولك انك مش لوحدك فهوني عليكي تقومي تتأثري أكتر يا قلبي ياربي عليا وعلى عقلي اللي عايز ضړب البلغة ديه.

لم ترد فداء وانما بكت وبكت فقط 

لتقول شوق

والله يا بنتي أني اكويسة والحمد لله ربنا خرجني من بين أنياب الليث سليمة كنك يا بت مفكرة أن حد منيهم يجدر يقربلي داني مقولكيش على شجاعتي وبسالتي ايش عرفك انتي أني كنت عاملة زي الفرخة العيانة او الفار المبلول على أدق تعبير يعني.. وكنت عصوت الحقوني يا خلق الحقوني يا ناس ... والحمد لله الاتنين التانينن انقذوني في الوقت المناسب بس أني بقا إيه مسكتش وأخدت حقي واديته على بوزه بكف خماسي الأصابع يا بت انما ايه طرقع طرقة مقلكيش الواد مهند تلاقيه هيفرفر فوق دلوك .. واني اتخبيت اهنه وربنا لو شافني لينتبفني نتف

ما ان قالت شوق كلامها حتى اڼفجرت فداء في الضحك

شوق والله انا مش عارفة أضحك ولا أبكي على حالك بجد .. عااا

لتبتسم شوق 

اضحكي يا بنتي والله ما حد واخد منيها حاجة كله رايح وما دايم الا وجه الله... احنا في الدنيا دي لينا أيام وبنعيشها وقدامنا خيارين لإما نرضى بحالنا ونحاول نبص لنص الكوباية المليان... لإما نسخط على حالنا ونقعدوا نتحسر على اللبن المسكوب.. ارفضي الوضع اللي انتي فيه وعافري علشان متعمليش حاجة ڠصب عنيكي... تعالي عند المأذون وقولي انك رافضة متسكتيش.

تنهدت فداء تنهيدة حارة وقالت

وانتي سكتي ليه يا شوق ورضيتي بحالك اللي لا يسر عدو ولا حبيب ده... ليه مرفضتيش اللي باباكي طلبه او حتى قلتي لاخواتك الحقيقة.

معاكي حق يا فداء جايز اني كان لازمن أرفض الموضوع من الاول وان أي عواقب بتحصل دلوك كانت غلطتي من البداية وعلشان اكده بقولك متغلطيش غلطتي وترجعي ټندمي أني لما وافقت كنت عاملة زي المحروم من رغيف عيش وطاله .. كنت مبسوطة اني أخيرا مهكونش وحيدة.. أخيرا هكون وسط عيلتي واخواتي.. اللي اتحرمت منيهم طول العمر... ولما عرفت بحقيقة وجودي امعاهم أخدتها تحدي لاما اعدلهم لإما اتكسر أني وأديني بحاول وفي كلا الحالتين مش هخسر حاچة أني اكده اكده كنت عايشة لحالي وهرچع أعيش الحالي بردك... ويمكن الحسنة الوحيدة في وجودي اهنه اني اتعرفت عليكي يا فداء.. واتمنى لو أقدر اساعدك بكل اللي أقدر عليه والله ما هتردد أبدا لو عايزاني أجي لأبوي وأترجاه انه ميعملش ديه أني اموافقة.

لأ يا شوق أنا هوافق بابا على اللي هو عايزه 

لا يا فداء بالله عليكي مترميش نفسيكي في الڼار ... هو الراجل اللي هيجوزهولك ديه راچل عچوز

لا لا ده لسه شاب مش كبير ممكن قدك في اوائل الثلاثينات

ايوة وابن اللذية ديه وافق على حاچة زي ديه ليه.. ولا هو بايظ زي أبوكي ومن نفس عينة اخواتي مهند وعساف

مهند وعساف.. شوق انتي بنت غريب بيه

ده انتي طلعتي تعرفيه... هو مشهور اوي اهنه ولا إيه

طبعا.. وكمان اللي متعرفيهوش ان مهند وعساف دول ... شركاء النيلة خالد في شركته

النيلة خالد ديه اللي هو الراچل اللي هيتچوزك

اه هو

اااه أني كدا اطمنت عليكي ديه أكيد من حالته بالبلا زي اخواتي... يا لهوي بالي عليكي وعلى وقعتك يا بنتي.. فداء بالله عليكي اوعي توافقي على اللي بيحصل ديه.

ده الحل الوحيد لو أنا عايزة بابا يتصلح يا شوق... بابا عنده اعتقاد اني لما اتجوز خالد هعيش ف سعادة وهو هيتهنى بفلوس خالد 

لكن لما يشوف انه دمر حياة بنته بإيديه وهو مطالش ولا مليم وطلعو من المولد بلا حمص زي ما بيقولوا... يمكن ده

 

يخليه يندم على اللي بيعمله... يمكن ده يخليه انه يتراجع عن لعب القمار ويفوق... يمكن يفوق من الغفلة اللي هو فيها دي

انتي عايزاه يفوق وټغرقي انتي لاه مش هقدر اسمحلك بديه يا فداء مش هتحمل اشوفك إكده

ادعيلي يا شوق... ادعيلي اكون قوية... واتحمل الحياة اللي انا مجبرة عليها... مبقاش حاجة تفرق خلاص من بعد

تفكير بابا ده وبيعه ليا.. كل حاجة بقت سواسيه ... وهتصدقيني لو قلتلك اني ارتحت شوية لما فضفضت معاكي.. وهحاول... هحاول حاضر أرضى بقضائي وألاقي الحلو اللي في حياتي .. وان مكانش موجود هحاول أصنعه... يكفيني إني أكلمك بس السرور هيدخل لقلبي تلقائي والله.

 بس يا فداء انا خاېفة عليكي

 الخۏف سابق لاوانه يا شوق دا مجرد كتب كتاب والله اعلم جايز يحصل حاجة تفشكل الجوازة دي قبل ما تبدأ ادعيلي كتير يا شوق وانا كمان هدعيلك ربنا يحنن قلب ابوكي عليكي.

 متشغليش بالك بيا وركزي انتي في نفسك.. ولو في أي فرصة للخلاص من الچواز ديه متتردديش ثانية واحدة

حاضر يا شوق ربنا يخليكي نعمة في حياتي.

انهت شوق المكالمة مع فداء واستندت برأسها على تخت الفراش .. بۏجع من أجلها

كن معاها يارب وعينها على حالها

دخلت الغرفة بعدما طرقت

42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 148 صفحات